مادلين بيلي... الردّ على التنمُّر بالغناء

مادلين بيلي... الردّ على التنمُّر بالغناء

23 فبراير 2020
اكتسبت مادلين نجوميتها من خلال قناة خاصة "يوتيوب"(Getty)
+ الخط -
تعتبر الفنانة الأميركية، مادلين بيلي، واحدة من أبرز النجوم الذين وُلِدوا من رحم مواقع التواصل الاجتماعي، إذْ إنها اكتسبت نجوميتها من خلال تأسيسها لقناة خاصة بها على موقع "يوتيوب" سنة 2009، وأصدرت عبر قناتها خلال العقد الماضي ما يزيد عن مئة "كوفر" Cover (تسجيل يؤدي فيه فنان ما أغنية لفنان آخر) لأغان عالمية، بالإضافة لبعض الأغاني الخاصة بها؛ واعتمدت بمعظم هذه الأغاني على أسلوب "الأكوستك"؛ فهي تقوم بالغناء والعزف المنفرد على الغيتار ضمن فيديوهاتها البسيطة التي تنشرها. وتمكنت خلال الأعوام الماضية من تحقيق بعض الإنجازات الشخصية، أبرزها الحصول على ما يزيد عن 7 ملايين مشترك على قناتها الخاصة، وترشُّحها لجائزة أفضل أغنية "كوفر" سنة 2014، عن أغنية "Wake me up".

مواقع التواصل والظواهر الفنيّة
وإن كانت مواقع التواصل الاجتماعي قد ساهمت بخلق ظواهر فنية جديدة، وتمكنت من كسر مركزية وسائل الإنتاج التقليدية من خلال تقديم منصات حرة للفنانين المستقلين، أمثال مادلين بيلي، فإنها بالوقت ذاته أدّت إلى بعض الآثار السلبية، إذْ أتاحت من خلال منصاتها الحرة المجال أمام المتنمرين والكارهين لنشر تعليقاتهم المسيئة والعدائية؛ التعليقات التي تجاوز بعضها حدود النقد الفني والرأي الشخصي ورسخت لحالة عامة من التنمر ضد بعض المشاهير. وقد اختلفت ردود أفعال المشاهير حول هذا النوع من التعليقات، فالبعض صدرت عنهم تصريحات عصابية لمواجهة حملات التنمر ضدهم، والبعض تجاهل كل ما يُنْشَر عنهم من تعليقات مسيئة وصبوا تركيزهم على إعادة نشر التعليقات الإيجابية وترسيخها. ولكن من بين ردود الفعل جميعها، يعتبر ما قامت به، مادلين بيلي، الرد الأكثر ذكاءً وإبداعاً، إذْ واجهت تعليقات المتنمرين بالغناء.

ففي شهر يونيو/ حزيران الماضي، قامت بيلي بجمع التعليقات المسيئة التي تركها زوار قناتها على الفيديوهات الخاصة بها، وكونت منها كلمات أغنية No Offense، التي أصدرتها بمناسبة مرور عشرة أعوام على بداية تجربتها الفنية على مواقع التواصل الاجتماعي. ولاقت الأغنية استحساناً عاماً من الجمهور، فحصدت ما يزيد عن عشرة ملايين مشاهدة وأكثر من 850 ألف إعجاب. ولكنها في الوقت ذاته تسببت بزيادة كمية التعليقات المسيئة التي تلقتها بيلي على قناتها في الأشهر الأخيرة؛ لتعود وتطرح، قبل أيام، الجزء الثاني من سلسلتها المحدثة "I Wrote a Song Using Only Hate Comments، وتجمع التعليقات المسيئة الجديدة بأغنيتها الجديدة She’s so overratted.
ترفّع على السجالات الشخصية 
وتجدر بنا الإشارة هنا، إلى أن فكرة التفاعل الفني مع التعليقات المسيئة لم تكن بالأصل فكرة مادلين بيلي، بل هي قامت باستلهامها من بعض التعليقات الداعمة لها، والتي قامت بالإشارة إليها بالجزء الأول من سلسلتها؛ كما أن هناك العديد من الفنانين الذين قاموا بنشر فيديوهات مشابهة، أبرزهم: أليس إيكلوند التي نشرت حتى اليوم 6 أغان بذات الثيمة؛ ولكن ما يميز مادلين بيلي أنها تمكنت من خلال هذه التعليقات من خلق أغان متناسقة وجذابة، وترفعت فيها عن السجالات الشخصية، فلم تنشر أسماء المعلقين ضمن أغانيها، كما فعلت إيكلوند. ولكن المشكلة في أغنيتي مادلين بيلي، أنها لم تقم بالتمييز ما بين التعليقات النقدية المبنية على آراء شخصية كارهة، وما بين تعليقات المتنمرين المبنية على أفكار ذكورية رخيصة؛ فوضعت جنباً إلى جنب تعليقات الأشخاص الذين يرون بأن صوتها سيئ وأداءها رديء، والتعليقات الذكورية المسيئة التي تتنمر على شكلها، وتنصحها بالاتجاه نحو إنتاج فيديوهات إباحية أو إجراء عمليات تجميلية لتكبير صدرها، وكذلك التعليقات التي تتضمن تخيلات جنسية عنها.

المساهمون