"الحب زي الوتر" لنانسي عجرم... دقائق في جزيرة منسية

"الحب زي الوتر" لنانسي عجرم... دقائق في جزيرة منسية

15 فبراير 2019
نانسي عجرم تغيب حتى الصيف بسبب الأمومة (فيسبوك)
+ الخط -
تدرك نانسي عجرم جيداً أن الغياب بسبب الأمومة، لا يمكن أن يطول كثيراً. المغنية التي حافظت لسنوات على نمط معين من الحضور، تحاول مجدداً أن تُغذي وجودها بكليب رومانسي تقول إن إطلاقه يأتي لمناسبة عيد الحب. أغنية "الحب زي الوتر" صدرت قبل عامين في ألبوم "حاسّة بيك"، وهي تتمتع بموسيقى رومانسية ناعمة، للملحن المصري وليد سعد، والكاتب محمد الرفاعي وتوزيع أحمد إبراهيم.

تبتعد نانسي عجرم في الأشهر المقبلة عن الأضواء؛ إذ لا حفلات، ولا مقابلات تلفزيونية، حتى الصيف. صاحبة "اللي كان" مشغولة بطفلتها الثالثة التي وضعتها نهاية الشهر الماضي، واتخذت قراراً بالتفرغ لها والاهتمام بها كما هي عادتها بعد كل عملية وضع.

قبل ذلك، كانت قد سجلت أغنية خاصة لطفلتها، ونشرتها في اليوم الثاني بعد ولادتها، لهواة النوع ولمعجبي عجرم الذين وجدوا في الأغنية تعبيراً عن محبة الأم لابنتها بعد الولادة. ليست هذه المرة الأولى التي تشارك فيها عجرم عائلتها الصغيرة في حدث فني، فلطالما غنت للأطفال، وكسبت محبتهم، لذلك أصبحت أقرب إليهم، خصوصاً بعد مشاركتها في "ذا فويس كيدز" لسنتين، واكتسابها خبرة في التعاطي مع الأطفال.

كلمات بسيطة لرؤية تبدو مُستجدة في الصور الشعرية: "الحب زي الوتر، نعزف عليه ألحان". محاكاة الحبيب بطابع رقيق جداً وجدت فيه المخرجة ليلى كنعان مزيداً من الرقة؛ فاختارت الطبيعة لتصوير الأغنية، أمام عارض أجنبي. تحاول نانسي عجرم بلباسها الأقرب إلى فستان زفاف أن تعبر له عن شعورها وسط هذه المساحة الكبيرة من الطبيعة والماء والخضرة. هروب من الإيقاع والضجيج الذي اعتمدته عجرم في كليبها السابق، "بدنا نولع الجو". انقلاب من أجل مناسبة عيد العشاق. ولو ابتعدت المخرجة ليلى كنعان عن كليشيه اللون الأحمر، وركزت على الطبيعة بمكوناتها: أشجار، بحيرة صغيرة وقارب ضمن مشهدية لا تتعدى الدقائق الخمس، كأننا أمام وثائقي على جزيرة منسية.

لا صراع يقف في وجه نانسي عجرم كما حصل معها في بعض الأغاني السابقة. العودة إلى الطابع الرومانسي ضرورية مع العيد. في إهدائها إلى جمهورها، كتبت عجرم: "هدية الحب لكم، كليب أغنيتي الجديدة"، ليرتفع سلم المشاهدة على المنصّات البديلة وتحقق ما يقارب المليون مستمع خلال يومين فقط.

تخلع نانسي عجرم في عز حضانتها، ثياب الأمومة، لتعود إلى جمهورها بقالب رومانسي يعتمد على البساطة والدقة. بيانو خشبي قديم، وسط سهل يطفو على سطح بحيرة، وكرسي من القش، ينتظر الحبيب للقاء وسط الصمت، اعتمدت فيه ليلى كنعان على تعابير الوجه في نقل صورة العشاق من خلال كلمات الأغنية الهادئة، واللحن الذي صاغه الملحن وليد سعد بعيداً عن "هيتات" عجرم السابقة التي يعتمد فيها ضمناً على الإيقاع، منذ بداية تعاونهما معاً في "اللي كان" وغيرها من الأغاني التي طبعت مسيرة نانسي عجرم واستطاعت أن تحشد لها مزيداً من الجمهور المصري، والعربي عموماً.

أمور صغيرة تقصدتها ليلى كنعان في "الكليب" لا تخرجه بالضرورة عن كليب المناسبة، أو لتحديث تحضر به عجرم أمام جمهورها بما هو جديد، بعيداً عن "الزيادة" أو "النكهات" التقنية اللافتة.


المساهمون