أحلام الأخطبوط ألوانٌ تنعكس على جسده خلال النوم

أحلام الأخطبوط ألوانٌ تنعكس على جسده خلال النوم

21 أكتوبر 2018
يغير الأخطبوط لونه من خلال نخزات عصبيّة (Getty)
+ الخط -
يُعتبَر الأخطبوط، جماليّاً وبصرياً، من الكائنات الرائعة فعلاً. ويمتلك الأخطبوط جسداً ليّناً ومطواعاً، يتمكن من خلاله أن يأخذ أي شكل يريده، وأن يغيره حسب أي ظرفٍ كان. علاوة على ذلك، يمتلك الأخطبوطُ مخّاً كبيراً نسبياً، وهو قادر على تحقيق إنجازات استثنائيَّة وقدرات غير متوقعة، في عالم الحيوانات التي تسمّى بـ"رأسيّات الأرجل"، بما في ذلك القواقع أو الأصداف.

وأظهرت الدراسات أن الأخطبوط يستطيع التعامل مع مهام حركيّة معقّدة، كأن يفتح مثلاً مسمارًا موضوعاً في غطاء، من دون أن يصاب هذا الأخطبوط بأي إصابة. وقد وجد الباحثون أنَّ الأخطبوط استطاع أن ينزعَ غطاء المسمار عنه، وأن يبعد المسمار المغروس في غطاء قشرة جوز الهند، من أجل أن يحوّل هذا الغطاء إلى بيت دائم له للاختباء.

لكن المهم في الأخطبوط، هو أنّ دماغه قادرٌ على القيام بأكثر من ذلك. إذْ يمتلك قدرةً هائلة على اشتقاق لون من المحيط، والتفاعل معه، والتركيز عليه، ثم التماهي مع هذا اللون بشكل كامل، في عملية تمويه كاملة. إذْ ترى الأخطبوط في قاع البحر، كائناً مثل غيره من الكائنات، ثم يختفي ويصبح صخرة جامدة. قبل يومين، قام علماء من معهد "ماكس بلانك" في فرانكفورت، بإجراء أبحاث مطوّلة على دماغ الأخطبوط، من أجل كشف آلية التحكم والتغير والتمويه هذه.

وأشار العلماء إلى أن الأخطبوط يغيّر لونه، من خلال نخزات عصبيّة صغيرة، وفي غاية الدقة، يقوم بإنقاص أو زيادة دفق المادة الملوِّنة الموجودة في صبغيات جلده. ويستطيع الأخطبوط بذلك، ضبط اللون في أي نقطة من جسده. وتشبه هذه الآلية تماماً الآلية التي تتغير فيها الألوان في شاشات اللمس الحديثة.

وقال سام رايتر، وهو أحد المشاركين في الدراسة المنشورة في مجلة "Nature" العلمية المحكمة: "في حالة الراحة، يتم سحب كل المواد الملونة من الخلايا الصبغية على جلد الأخطبوط، ويصبح أبيض تماماً في مشهد ساحر، وتكون الخلايا الصباغية مفتوحة، ويمكن للناظر أن يرى سطوح وطبقات الأعضاء بشكل واضح".

وأثناء الدراسة، حاول الباحثون في فرانكفورت، تطوير طرق تحليلية من أجل التقاط تغيُّر الألوان بشكل أفضل، وذلك من أجل الكشف عن العلاقة بين نشاط الدماغ والتغير في لون البشرة. إذْ يعتبر الباحثون هذه الآلية شكلاً من أشكال "التفكير"، وبالتالي بالتأكيد ثمّة علاقة بين نشاط الدماغ وتغيّر اللون.

ولكن أثناء البحث، توصّل الباحثون إلى نتيجة مذهلة، وهي مراقبة تغيّرات الألوان على سطح بشرة الأخطبوط أثناء النوم. وقال عالم "ماكس بلانك": "هذه طريقة ممتازة لمراقبة نشاط المخ من جهة. ولكن الجانب المؤثر بالنسبي لي، هو أن أرى أحلام الأخطبوط على شكل ألوان تنعكس على جلده. فإذا كان تغيّر اللون يعتبر شكلاً من أشكال التفكير، فإنَّ التفكير في النوم ليس سوى حلم". وأكد رايتر أنهم الآن مهجوسون بمشاهدة أكبر عدد من العينات. وأكد معهد "ماكس بلانك" أنَّ هذه التجارب ستساهم في فهم نشاط الدماغ البشري نفسه أكثر. ويختتم رايتر قائلاً: "كل أخطبوط راقبناه أثناء نومه، كان يصدر تشكيلة مختلفة من الألوان، أي أنه يحلم بشكل مختلف، وبالتالي ليس كل أخطبوط يحسّ ويدرك محيطه مثل الآخر".

دلالات

المساهمون