6 من أشهر قصص الحب في تاريخ العرب

6 من أشهر قصص الحب في تاريخ العرب

14 فبراير 2019
انتهت أغلب القصص نهاية حزينة (ستيفاني كيث/Getty)
+ الخط -
عاش العرب، على مر التاريخ، قصص حب لم ينسوها وخلّدتها الكتب والروايات المتوارثة. أغلبها انتهى نهاية حزينة بافتراق العشاق من دون أن ينسى الحبيب حبيبه. في عيد الحب، إليكم بعضاً من أشهر قصص الحب في التاريخ العربي.
  1. قيس وليلى

بعد كل هذه القرون، لم ينسَ العرب قصة حب جمعت قيس بن الملوح وليلى بنت مهدي بن ربيعة بن عامر. عاشا في بادية نجد، في العصر الأموي، ولأنها ابنة عمه فقد بدأ حبهما من الطفولة. لكن العلاقة انتهت بتزويج ليلى من رجل آخر.

هنا تحوّل حب قيس إلى جنون، بدأ يجوب الجبال ويمزق ثيابه وينعزل عن الناس، ويكلم نفسه وينظم الشعر. ومن قصائده:

"إليكَ عَنِّيَ إنِّي هائِمٌ وَصب

أمَا تَرَى الْجِسْمَ قد أودَى به الْعَطَبُ

لِلّه قلبِيَ ماذا قد أُتِيحَ له

حر الصبابة والأوجاع والوصب

ضاقت علي بلاد الله ما رحبت

ياللرجال فهل في الأرض مضطرب

البين يؤلمني والشوق يجرحني

والدار نازحة والشمل منشعب

كيف السَّبيلُ إلى ليلى وقد حُجِبَتْ

عَهْدي بها زَمَناً ما دُونَهَا حُجُبُ".

 

  1. قيس ولبنى

من بين قصص الحب العربية الأقل شهرة تلك التي جمعت بين قيس بن ذريح الليثي الكناني ولبنى بنت الحباب الخزاعية، فقد أحبها أول مرة عندما زار أهلها، طلب الماء فخرجت إليه فأُعجب بها. في البداية، رفض والد قيس تزويجه من لبنى، لأن قيس كان ثرياً ولبنى فقيرة، لكنه وافق في النهاية على مضض.

لكن القصة لم تنتهِ نهاية سعيدة عند الزواج، حُرم الاثنان من نعمة الأطفال، فخاف الأب أن تضيع ثروته وتذهب إلى غير نسله، لذا ضغط عليه بشدة حتى دفعه إلى الطلاق بعد طول محاولات، ومع ذلك ندم ندماً شديداً عبّر عنه في إحدى قصائده:

"فإن يحجبوها أو يحل دون وصلها

مقالة واش أو وعيد أمير

فلن يمنعوا عيني من دائم البكا

ولن يذهبوا ما قد أجن ضمير

إلى الله أشكو ما ألاقي من الهوى

ومن كرب تعتادني وزفير

ومن حرق للحب في باطن الحشى

وليل طويل الحزن غير قصير

سأبكي على نفسي بعين غزيرة

بكاء حزين في الوثاق أسير".

 

  1. توبة وليلى

هذه المرة كانت المرأة هي مركز القصة، قصة حب جمعت بين ليلى الأخيلية وتوبة بن الحمير، اشتهر شعر ليلى على غرار شعر الخنساء، وكانت هي محور قصة الحب، وهي من كتبت القصائد في حب محبوبها توبة.

لكن بالرغم من حبهما، فقد رفض أب ليلى زواجهما، لذا عاشا حباً عذرياً حتى قُتل توبة، فرثته ليلى:  

"أقسمت أرثي بعد توبة هالكاً

وأحفل من دارت عليه الدوائرُ

لَعَمْرُكَ مَا بِالمَوْتِ عارٌ عَلَى الفَتَى

إذا لم تصبه في الحياة المعايرُ

وَمَا أَحَدٌ حَيٌّ وإِن عاشَ سالِما

بأخلد ممن غيبته المقابرُ

ومَنْ كانَ مِّما يُحدِثُ الدَّهْرُ جَازعا

فلا بُدَّ يَوْمَاً أن يُرى وهو صابرُ

وليس لذي عيش عن الموت مقصر

وليس على الأيام والدهر غابرُ".

 

  1. عنترة وعبلة

وهي قصة الحب الشهيرة التي جمعت بين عنترة بن شداد وعبلة بنت مالك. أحب عنترة ابنة عمه عبلة، لكن الأب اشترط ليقبل تزويجها له أن يجلب له نوق العصافير (من أنواع الجمال)، من الملك النعمان. وذكر عنترة عبلة في أشعاره فقال:

"ألا ياعبلُ قد زادَ التصابيْ

ولجَّ اليومَ قومُكِ في عذابي

وظلَّ هواكِ ينمو كلَّ يومٍ

كما ينْمو مشيبي في شَبابي

عتبتُ صروفَ دهري فيكِ حتى فَني

وأْبيكِ عُمْري في العِتابِ

وَلاقيْتُ العِدى وحفِظتُ قوْماً

أضاعُوني وَلمْ يَرْعَوا جَنابي"

 5. كثير وعزة
هو كثير بن عبد الرحمن بن الأسود، الشهير بأبي جمعة. عاش في المدينة ويقال إنه عاش في مصر. لهذه القصة أكثر من رواية، من بينها أنه أحبها لكنها تزوجت. وحجّ كثير وكذلك فعلت عزّة وزوجها، من دون أن يعلم أحد منهما بهذه المصادفة، وخرجت عزّة من الخيمة تبحث عن سمن، فدارت بين الخيام، لتجد نفسها في خيمة كثير. تقول إحدى الروايات إنه عندما عادت إلى زوجها وعلم باللقاء أمرها أن تخرج وتشتم كُثّيراً علناً.

وكتب كثير في حب عزة:

"لعزَّةَ إذ حبلُ المودّةِ دائمٌ

وإذا أَنْتَ مَتْبُولٌ بِعزَّةَ مُعْجَبُ

وإذْ لا ترى في الناسِ شيئاً يفوقها

وفيهنَّ حسنٌ- لو تأمّلتَ - مجنبُ

هَضِيمُ الحَشا رُودُ المَطا بَخْتَرِيّة

جميلٌ عليها الأتحميُّ المنشَّبُ

هي الحُرَّةُ الدَّلُّ الحَصَانُ وَرَهْطُها

ـ إذا ذُكر الحيُّ ـ الصَّرِيحُ المهذَّبُ

رأيْتُ وأَصْحَابي بِأَيلةَ موْهِناً

وَقَدْ لاح نَجْمُ الفَرْقَدِ المُتَصوِّبُ

لعزَّةَ ناراً ما تبوخُ كأنَّها

إذا ما رَمقْناها مِنَ البُعْدِ كَوْكبُ

تَعَجَّبَ أصْحَابي لها حِينَ أوقِدَتْ

وللمصطلوها آخرَ الليلِ أعجبُ"

  

  1. جميل وبثينة

هو جميل بن معمر، عاش في العصر الأموي وأحب بثينة، لكن بثينة تزوجت، ومع ذلك بقيا يتقابلان في السر. تقول الروايات إنه لم يتحمل أكثر فسافر إلى اليمن، لم ينس هواه فعاد فوجدها رحلت، فهاجر من جديد إلى مصر. يقول جميل في مدح بثينة:

"لها مُقْلتا ريمٍ، وجِيدُ جِدايَة،

وكشحق كطيّ السابرية أهيفُ

ولستُ بناسٍ أهلها، حين أقبلوا،

وجالوا علينا بالسيوفِ، وطَوّفوا

وقالوا: جميلٌ بات في الحيّ عندها،

وقد جردوا أسافهم ثم وقفوا

وفي البيتِ ليْثُ الغاب، لولا مخافةٌ

على نفس جملُ، وإلالهِ، لأرعفوا

هممتُ، وقد كادت مراراً تطلعتْ

إلى حربهم، نفسي، وفي الكفْ مرهفُ".

المساهمون