أشكال فنية على رؤوس أقلام الرصاص في غزة

أشكال فنية على رؤوس أقلام الرصاص في غزة

16 ديسمبر 2018
يحتاج عمل فراس الى دقة(عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يستغرب الناظر إلى مجموعة أقلام الرصاص التي تمكن الشاب الفلسطيني فراس أبو زور (19 عاماً) من نحت أشكال فنية متنوعة عليها، من كيفية قيامه بذلك، نتيجة للصعوبة الكبيرة في السيطرة عليها، نظراً لدقة رؤوس هذه الأقلام، وسهولة كسرها.

وينجذب الناظر إلى رؤوس هذه الأقلام إلى الأشكال الفنية التي تمكن الشاب أبو زور من نحتها، والتي تنوعت بين أشكال فنية تخص الشأن الفلسطيني كالمسجد الأقصى وبندقية المقاومة، بالإضافة إلى أشكال متنوعة كبرج بيزا المائل وبرج إيفيل.
وتعتبر المهارة التي اكتسبها الشاب أبو زور نوعاً فردياً من فنون النحت التقليدية المشهورة، إذ قاده مقطع فيديو عبر موقع تدول المقاطع المصورة يوتيوب، لنحات روسي، للتوجه نحو النحت باستخدام أقلام الرصاص، والقيام بنحت أشكال فنية ثابتة وأخرى متحركة.

ويقضي الشاب الفلسطيني وقتاً طويلاً من أجل العمل على إنجاز هذه المنحوتات وإخراجها بالشكل المطلوب والتغلب على كل الصعوبات والعقبات، وإعادة المحاولة عدة مرات حال تعرض رؤوس الأقلام للكسر، خصوصاً مع دقة وصغر حجمها.
ويقول الشاب الغزي، أبو زور، لـ "العربي الجديد"، إن بداية النحت على رؤوس أقلام الرصاص، كانت محاولة لتقليد نحات روسي وانتهت بالفشل، ثم توالت المحاولة بعد أن أنهى دراسته في مرحلة الثانوية وبدء دراسته الجامعية. وتتراوح المدة الزمنية التي يعمل فيها الشاب أبو زور على إنتاج منحوتاته الفنية على رؤوس أقلام الرصاص، إذ لا تقل عن 6 ساعات، وقد تزداد في بعض الأحيان حال ارتبطت بوجود بعض الإشكاليات والصعوبات كانقطاع التيار الكهربائي. ويحتاج عمل النحات الغزي إلى دقة كبيرة وتركيز عالي المستوى خلال عمله في نحت أي من الأشكال التي يريدها، وذلك نظراً لصغر الحجم الخاص برأس قلم الرصاص.

ويبين أنه في المرحلة الأولى للنحت، لجأ للقيام بتجارب على "طباشير" من أجل الوصول إلى أشكال فنية، خصوصاً أنه لم تكن قد تبلورت لديه فكرة النحت بشكلٍ واضح على رؤوس أقلام الرصاص، ولا سيما أن التجارب الأولى التي قام بها قد فشلت. ويعتبر الشاب، أبو زور، أن النحت على رؤوس أقلام الرصاص، هو أصعب من النحت على الخشب والجبس وغيرها من الأنواع الأخرى، نظراً لصعوبة التحكم في أقلام الرصاص، ولصغر حجمها، ودقة الرؤوس الخاصة بها، الأمر الذي جعل عدد الفنانين الذين يعملون في هذا المجال محدوداً على مستوى العالم.

وعن كيفية اختياره للأشكال المنحوتة على أقلام الرصاص، يوضح أن بعض الأحداث السياسية في بعض الأحيان تدفعه إلى النحت، كنحت خريطة فلسطين أو البندقية والمسجد الأقصى، إلى جانب منحوتات أخرى مُتنوّعة يجري اختيارها بشكل عشوائي. وتتمثل الصعوبات التي تعترض الشاب أبو زور وغيره من الفنانين بغزة، في شح الإمكانيات والمعدات الخاصة بالنحت إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي لنحو 8 ساعات يومياً، الأمر الذي يؤجل إنجاز هذه الأعمال إلى حين عودتها مجدداً. كما يشير ويضيف، بأنَّ التحديات التي تعترضه تتمثل في عدم توفر الأدوات اللازمة، كالشفر الخاصة بالنحت التي تتلاءم مع أقلام الرصاص، بالإضافة إلى مجهر خاص لرؤية التفاصيل الدقيقة للمنحوتات خلال العمل عليها وإنجازها، الأمر الذي دفعه لاستخدام بدائل أخرى بسيطة.

ويشير أبو زور إلى أن الكثيرين في بداية عرضه للأشكال الفنية التي عمل على نحتها على رؤوس أقلام الرصاص، كانوا يستغربون ولا يصدقون قيامه بذلك، قبل أن يلجأ لتصوير مقاطع فيديو توثق لحظات عمله وإنجازه لهذه الأشكال.
ويسعى الشاب الغزي إلى إنجاز منحوتات باستخدام أقلام الرصاص بأشكال متحركة، كالأقفال المضاف إليها المفاتيح، إضافةً إلى أشكال أخرى سيحاول أن ينفذّها خلال الفترة القليلة المقبلة ضمن خطته لتطوير وتنمية موهبته، كما يبين.
ويطمح الشاب الغزي، أن يتمكن خلال الفترة المقبلة من إنجاز المزيد من المنحوتات الفنية على أقلام الرصاص، كي يتمكن من عرضها في معرض فني خاص به، أو ضمن المعارض الفنية الأخرى التي تقام في القطاع.

دلالات

المساهمون