عودة وارن بيتي إلى السينما: "هاورد هيوز"

عودة وارن بيتي إلى السينما: "هاورد هيوز"

13 مارس 2017
وارن بيتي ممثلاً ومخرجاً ومنتجاً وكاتباً في الفيلم (يوتيوب)
+ الخط -
15 عاماً على آخر دور سينمائيّ له، في "مدينة وبلد" (2001) لبيتر شلسوم، و18 عاماً على آخر فيلم يُخرجه ويُمثّل فيه: "بولوورث" (1998). وارن بيتي، الذي سيبلغ 80 عاماً في 30 مارس/آذار 2017، يعود مجدّداً إلى السينما، مخرجاً ومنتجاً وممثلاً وكاتباً لـ Rules Don’t Apply، مؤدّياً فيه شخصية هاورد هيوز (1905 ـ 1976)، الطيّار وصانع الطائرات ورجل الأعمال والمنتج والمخرج السينمائي الأميركي. 

الشخصية الحقيقية مثيرة لخيال يتّسع لحكايات واشتغالات سينمائية عديدة. مخرجون ينبهرون به، وبسيرته الحياتية، وبـ"جنونه" وارتباكاته وهوسه وهواجسه. قبل وارن بيتي، يظهر هيوز في "الطيّار" (2004) لمارتن سكورسيزي، في صورة ليوناردو دي كابريو. مع لاس هالستروم، تنكشف ملامحه عبر شخصية كليفورد إيرفينغ (ريتشارد غير)، كاتب سيرة خيالية عنه، في "الخدعة" (2006).

هذه بعض الاقتباسات السينمائية. كريستوفر نولان يستوحي شيئاً من سلوكه، في الدقائق الأولى
من "نهوض فارس الظلام" (2012)، تبرز في عزلة بروس واين (كريستيان بايل) في قصره 8 أعوام، فيصفه البعض بـ"الملياردير غريب الأطوار"، ويقول بعض آخر إنه "يسمح لأظافره بالنموّ من دون أن يقصّها أبداً"، وأنه يحتفظ بـ"بوله" في زجاجات. هذه أوصافٌ تُذكِّر بمسلكٍ غريبٍ جداً، يعتاده هاورد هيوز، كثيراً، في يومياته.

مع وارن بيتي، يختلف الأمر قليلاً. منذ سبعينيات القرن الـ20، يهتمّ بمشروعٍ سينمائيّ عنه. يقول، في حوارٍ منشورٍ في المجلة السينمائية الفرنسية "بروميير" (مارس/آذار ـ أبريل/نيسان 2017): "أمضيتُ حياتي أجمع حكايات عنه. إنه يُسحرني. إنه يجعلني أضحك. أظنّ أن هذا عائدٌ أيضاً إلى الحرية الواسعة التي عرف أن يمنحها لنفسه. إنه فاتن ولامع، ويريد أن يُلفت انتباه وسائل الإعلام إليه. يحبّ الطائرات، والسينما، والنساء". يقول أيضاً: "إنه ينتمي إلى تلك الحقبة التي أعرفها، والتي اختفت. حقبة كانت فكرة الحياة الخاصة فيها لا تزال تمتلك معنى".

يستعيد Rules Don’t Apply خمسينيات القرن الـ20، ليكشف جانباً من شخصية هاورد هيوز: عام 1958، تتوجّه مارلا مابراي (ليلي كولينز) إلى هوليوود، برغبة في أن تُصبح ممثلة. تلتقي فرانك فوربس (آلدن إيرنرايخ)، سائق سيارة طموح، يصل إلى لوس أنجليس قبلها بأسابيع قليلة. في آن واحد، يتمّ قبولهما للعمل لدى الملياردير هيوز (وارن بيتي)، ويُغرم أحدهما بالآخر، رغم القواعد المفروضة عليهما من قِبَل من يعملان عنده، وهو شخص "لا يُمكن التنبؤ بأفعاله وسلوكه وتصرّفاته".

في الحوار نفسه، ينفي وارن بيتي أي لقاء بهاورد هيوز. في المقابل، يقول: "أعتقد أنني تحدّثتُ إلى جميع الذين عرفوه. رجال ثقة، ونساء حياته. على كل حال، لن أقدر على كتابة فيلم عمن أعرفه شخصياً. لأن هذه سينما. هذا خيال. في الفيلم، أستعين بحكايات مروية لي، لا أعرف ما إذا كانت نمائم أو حقائق".



دلالات

المساهمون