برامج المقالب: لماذا المُتعة في إخافة الآخرين؟

برامج المقالب: لماذا المُتعة في إخافة الآخرين؟

31 مايو 2019
تجمع الأسباب بين السادية والغرور (يوتيوب)
+ الخط -

لا تحقق برامج المقالب مشاهدات عالية في التلفزيون وخلال شهر رمضان فقط، بل تجني الأرباح والمتابعين والمشاهدات طوال العام في مختلف المنصات على الإنترنت. يرى الخبراء أن هناك أسباباً علمية ونفسية واجتماعية، تجعل الناس مهووسين بهذا النوع من البرامج.

"برامج المقالب... غذاء الغرور وإثبات الذكورة"، يقول عالِم الجريمة في جامعة ديربي، توني بلوكلي، في تصريحات لمجلة "فايس". يضيف: "هناك قيمة في القدرة على الصدمة"، موضّحاً أن الرغبة في إخافة شخص هي نتاج مجتمع مهووس بالإثارة، حيث أصبحت الصدمة وسيلة لإثبات الذات. عندما يخيف أحدٌ ما، شخصاً آخر، فإن الأول يشعر بأنه حقق شيئاً، ويتغذى غروره و"الإيغو" الشخصي الخاص به.

 ويتابع بلوكلي: "في حالة تخويف شخص ما، أنت تؤكد على قوتك وسيطرتك عليه". يتساءل: "لماذا يفعلون ذلك؟ لأنهم يستطيعون ذلك. يمكن أن يخيفوا شخصاً ما، يمكنهم أن يسيطروا على شخص ما، هؤلاء الرجال لن يروا أبداً الأشخاص الذين يخيفونهم كضحايا. إنهم لا يعتبرونهم بشراً، ولا يحاولون ذلك، فهم يرون ذلك الشخص وسيلة لتحقيق غايته فقط... هناك درجة من النرجسية، وقلة الشفقة أيضاً".

وعند مشاهدة برامج المقالب، يلاحظ أن أغلب مرتكبيها هم من الرجال، وأن معظم الضحايا هن من النساء. يرى بلوكلي أن المقالب هي وسيلة للرجال للحفاظ على مركزهم المهيمن في المجتمع، خصوصاً في ثقافة تشجع سلوك الذكور العدواني والمسيطر.

يشير توني بلوكلي إلى مفهوم "السادية اليومية"، موضّحاً أنّها عبارة عن وصف يُنسب إلى الأعمال السادية العرضية، من ألعاب الفيديو العنيفة إلى السرقة والتلاعب. يبقى الخيط الثابت بينها هو المتعة المستمدة من معاناة الآخرين.

في العالم العربي، نعرف كثيراً من هذه البرامج، أبرزها تلك التي يقدمها رامز جلال، ولعلّ برنامجه ينطبق عليه ما جاء في تصريحات بلوكلي. في عام 2012، أجرت أخصائية علم النفس، إرين باكليس، دراسة حول ما إذا كان "الأشخاص العاديون" قادرين على القيام بأعمال السادية أم لا. تطوع 78 من الطلاب الجامعيين للدراسة، تم منحهم الاختيار بين الوظائف الصعبة وغير السارة، والاختيار بين قتل الحشرات أو المساعدة في قتل الحشرات، أو تنظيف المراحيض، أو غمر أيديهم بالماء البارد المثلج. اختار أكثر من 53 في المائة من المتطوعين القتل، أو المساعدة في قتل الحشرات. اختار المشاركون طحن الحشرات حتى الموت. وكلما ازداد عدد الحشرات التي قتلوها، زادت سعادتهم. ربما يفسر هذا تصاعد جنون المقالب، من مهرج سلبي يخيف الناس، إلى مهرج يرتكب أعمال عنف بنشاط.

 

المساهمون