أول متجر لبيع الآلات الموسيقية في غزة

أول متجر لبيع الآلات الموسيقية في غزة

25 سبتمبر 2017
يحتوي المتجر على آلات شرقيّة وغربيّة (عبدالحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يُطرب مشهد الآلات الموسيقية الشرقية والغربية بأنواعها، آذان من يقف في وسط المتجر الأول من نوعه في مدينة غزة، وتهدأ دقات القلب عند رؤية صاحبه راجي الجرو، وهو يعزف ألحانًا على العود في إحدى زواياه، تُراقص عيون زائري المتجر يمينًا ويسارًا على الآلات المعلقة في أرجاء المكان.

آلات وترية شرقية وإيقاعية ونفخية وطُبول ودف وكامنجا، وأخرى غربية كالغيتار بمختلف أنواعه، جميعها رُتبت في زوايا المتجر، لتُزين عالم الموسيقى بحُلة جديدة في مدينة غزة، بعدما غاب هذا التخصص عن القطاع المحاصر في أعوامه الماضية، وكانت الحاجة تدفع الفلسطينيين للبحث عن فرص غير مؤكدة في استيراد تلك الآلات من الخارج.

ولم يخف الجرو (25 عامًا) استفادته من تخصص المحاسبة التي درسها في الجامعة الإسلامية بغزة، في العمل على إنشاء المتجر الأول لبيع الآلات الموسيقية في القطاع. كما تعلم فنون الموسيقى بأنواعها عبر موقع يوتيوب، وساعده والده الذي يعمل في مجال الإلكترونيات والصوتيات في شركته الخاصة على تطبيق الفكرة.

ويُوضّح الجرو لـ"العربي الجديد"، أنّ غزّة ما زالت تعاني من فقدان ثقافة الموسيقى المرتبطة بالمجتمعات وتطورها ورُقيها، إضافة إلى وجود شبان يرغبون في تعلم فنون الموسيقى. لكن، غياب الآلات وصعوبة جلبها إلى القطاع، تُمثّل عائقًا في تعزيز الفكرة لدى الفلسطينيين.
ويبين الشاب الغزّي، أن المنغمسين في مجال الموسيقى بالقطاع ينقسمون إلى قسمين: الأول، يذهب نحو الشرقي بما يضمه من آلات موسيقية كالعود والطبل. والثاني، يرغب في الموسيقى الغربية التي تعتبر أشمل من الأولى، والذي يحتويه المتجر من آلات من غيتار ودرامز وغيرها.


(عبدالحكيم أبو رياش)


ويلفت إلى أنه بقي ما يقارب عامًا كاملاً يحاول فيه تجهيز المتجر بتلك الآلات كجملة أولى مما يضمه المكان بنحو 40 آلة موسيقية، مشيرًا إلى أنه ما زال بانتظار وصول شحنات أخرى من الخارج بأعداد مضاعفة من الآلات عن تلك التي جمّعها مبدئيًا في مشروعه الأول في غزة.
ويؤكد الجرو على "جوع السوق المحلي في غزة للآلات الموسيقية كون تلك الثقافة بدأت تشغل حيزًا في القطاع مُؤخّرًا"، في ظل انتشار عدد من الفرق الموسيقية والمدارس الخاصة بتعليم ذلك الفن.

في حين ما زال الحصار المُطبق على غزة منذ 11 عامًا يمثل عائقًا أمام طموحات الشباب الفلسطيني، إذ وقفت السلطات الإسرائيلية حاجزًا أمام دخول شحنة كاملة من الآلات الموسيقية لذلك المتجر، في وقت سابق، تكبد بها الجرو خسارة كبيرة، على إثر مصادرتها من قبل الاحتلال دون تمكينها من الوصول إلى القطاع.

وما يميز المتجر الخاص ببيع تلك الآلات الموسيقية هو وجود مكان خاص بصيانتها في حال تعرضها لأعطال مفاجئة، منوهًا إلى أن أسعار الآلات تتراوح من 450- 6000 شيكل (الدولار يعادل 3.50 شيكل).

ويطمح الجرو بأن يكون المتجر مدخلاً للفن الموسيقى داخل غزة الذي يعكس الواقع فيها، كما استغلاله في تقديم حصص صوتية وموسيقية للشبان، فضلاً عن دعم المؤسسات المختصة والمعدودة في تعليم الموسيقى بالقطاع بالآلات المتنوعة، والتي يحتاجونها في تعزيز وتطوير ذلك المفهوم لدى الشبان الساعين للانخراط بالمجال.

وفي السنوات الأخيرة، أبدع عدد من الغزّيين في إنشاء فرق موسيقية خاصة، تخصصت في فنون الغناء بأشكاله، فمنها الراب والبوب والروك. فِرق وظفت ذلك الفن الغربي في إيصال رسائل الحصار والمعاناة والواقع الصعب لهم ولنحو مليوني مواطن يعيشون في القطاع المحاصر إسرائيليًا.

غير أنهم عانوا الأمرّين في مشروع تطوير فرقهم الموسيقية. فالبعض منهم اضطر لدفع مبالغ طائلة في استيراد الآلات الموسيقية من الخارج، في ظل خوفهم من مصادرتها من قبل السلطات الإسرائيلية، وضياع أموالهم المدخرة لشرائها هدرًا، دون أدنى حفاظ على الحقوق والممتلكات من الاحتلال المتحكم بحركة البضائع على المعابر.
وآخرون منعت السلطات الإسرائيلية تنقلهم نحو الضفة الغربية وخارج حدود الوطن، للمشاركة في عروض فنية وموسيقية.


(عبدالحكيم أبو رياش)


(عبدالحكيم أبو رياش)


(عبدالحكيم أبو رياش)





دلالات

المساهمون