هشام عبّاس... "عامل ضجة" بعد غياب

هشام عبّاس... "عامل ضجة" بعد غياب

07 نوفمبر 2019
لم يُغال بتحميل الألبوم طابعاً نوستالجياً (فيسبوك)
+ الخط -
قبل عشرة أعوام، تعاون النجم المصري هشام عباس مع شركة "روتانا" للإنتاج الفني، وكانت ثمرة هذا التعاون ألبوماً واحداً فقط، وهو "ما تبطليش" (2009). لاحقاً، امتنع عباس عن إصدار ألبومات خاصة به من دون أي إشارة أو توضيح للسبب الذي دفعه إلى التوقف. مع العلم أنه خلال هذه الفترة الطويلة، لم يغب عباس عن الساحة الفنية، ولم يتوقف عن الغناء بشكل كامل؛ فخلال السنوات العشر الماضية، كان حضور عباس في الساحة الفنية مقتصراً على بعض الأغاني المتفرقة، التي تم إنتاجها كشارات للمسلسلات الرمضانية، أبرزها "الوصية" و"تحت السيطرة"، وقد وصل عدد أغاني الشارات التي أداها بهذه الفترة إلى سبع أغان، إضافة إلى أغنية فيلم "ابن القنصل" (2010). فضلاً عن ذلك، خاض عباس تجربة تقديم البرامج، وآخرها كان برنامج "شريط كوكتيل"، الذي عُرض على قناة "الحياة" العام الماضي.

اليوم يعود هشام عباس بألبوم جديد، ليكسر حالة الجمود التي استمرت عشرة أعوام، وهو ألبوم "عامل ضجة"، من إنتاج شركة "مزيكا". وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، استقبل الجمهور ألبوم هشام عباس الجديد بلهفة كبيرة، ولا سيما أولئك الذين يحنون إلى فنون فترة التسعينيات وبداية الألفية الجديدة، التي كان عباس أحد أبرز نجومها.

ورغم أن العديد من نجوم التسعينيات عادوا لينتجوا ألبومات جديدة في العامين الماضيين، لكن عباس هو وحده من بينهم من عاد بالروح التي عهدناه بها ذاتها، فلا يزال محافظاً على هويته الفريدة والروح المرحة والطريفة، التي لمسها الجمهور في أغانيه القديمة، وحافظ عليها عباس بألبومه الجديد؛ إذ إن أكثر ما يميز العمل هو الطرافة، ابتداءً من اسمه، "عامل ضجة"، وهو العنوان الذي اختاره عباس بشكل طريف ليحدث ألبومه ضجةً عند إصداره.

كما أن معظم أغاني الألبوم تتسم بالطرافة وخفة الدم، مثل أغنية "حذرتك" التي يردد بلازمتها: "وكبرتي عالكبير، كده أوفر، كده كتير.. لأ ما يصحش عيب". بل إن الكلمات تبدو أكثر طرافة بصوت عباس الذي ينفعل بها من دون وجود مبرر لانفعاله. علاوةً على ذلك، فإن الموسيقى التي اختارها عباس للأغنية، والتي يمتزج بها اللحن التراثي الشعبي بالموسيقى الإلكترونية البدائية، التي تشبه، إلى حد بعيد، التقنيات التي كانت مستخدمة في الموسيقى العربية في التسعينيات، لتضفي مزيداً من الطرافة على الأغنية.

في العديد من أغاني الألبوم، أيضاً، يعود عباس إلى استخدام موسيقى شبيهة بالموسيقى العربية السائدة في التسعينيات، ليبدو وكأنه في ألبومه الجديد يحمل روح عصر مضى، من دون أن يغالي بتحميل طابع نوستالجي لذلك العصر. وفي أغانٍ أخرى، تجد عباس يتمرد على العصر الذي كُرّس فيه، ويستخدم موسيقى إلكترونية معاصرة، بأسلوب الإلكترونيك بوب، كما هو الحال في أغنية "الفترة اللي فاتت".

يبدو أنّها معادلة صعبة استطاع عبّاس العمل من خلالها؛ أن يُغنّي بروح التسعينيات التي يحنّ إليها كثير من الجمهور، لكن بطابع متجدّد خالٍ من التكرار، في الوقت نفسه.

المساهمون