فوائد الرياضة تدوم 10 سنوات بعد ممارستها

دراسة: فوائد الرياضة تدوم 10 سنوات بعد ممارستها

19 ابريل 2019
تترك الرياضة بصمة طويلة الأمد في أجسادنا (Getty)
+ الخط -
أشارت دراسة حديثة إلى أن التأثير الإيجابي للرياضة على الصحة، قد يستمر لسنوات بعد ممارستها، حتى لو توقفنا عن فعل ذلك بالمعدل نفسه.

وتشير نتائج الدراسة التي نشرت هذا الأسبوع في مجلة Frontiers in Physiology، إلى أن فوائد التمارين الرياضية يمكن أن تكون أكثر استمرارية مما يتخيله بعضنا، حتى لو كان الأشخاص لا يمارسون الرياضة بالمعدل نفسه الذي كانوا يمارسونها به من قبل، إلا أن ذلك يعتمد أيضًا على نوع هذه التمارين وكميتها، وفقًا لموقع "نيويورك تايمز".

ويطلق الأطباء على الآثار الصحية المترتبة على تجارب سابقة، اسم "الآثار القديمة"، فعلى سبيل المثال خضعت مجموعة من مرضى السكري لدراسة تحكم فيها الأطباء بمعدل السكر في دمائهم، من خلال أنظمة غذائية وعقاقير، فأبدوا بعد سنوات صحة قلبية أفضل من مرضى السكري الذين لم يخضعوا للدراسة، على الرغم من أن مستويات السكر لديهم كانت ترتفع أحيانًا.

وقرر علماء في جامعة "ديوك" اكتشاف ما إذا كانت التمارين الرياضية تنتج آثارًا قديمة، فاتصلوا بمشاركين سابقين في تجربة استمرت بين عامي 1998 و2003، كانوا يعانون من زيادة الوزن حينها وكانت أعمارهم تراوح بين 40 و60 عامًا، وسألوهم ما إذا كانوا يرغبون بالتطوع من أجل الدراسة الجديدة، فوافق المئات منهم.

وانقسم المتطوعون في الدراسة القديمة إلى مجموعتين، الأولى تمارس تمارين معتدلة، مثل المشي، أو أكثر شدة مثل الركض، 3 مرات في الأسبوع لمدة 8 أشهر، حتى فقدوا مئات السعرات الحرارية، في حين كان على أفراد المجموعة الثانية (المجموعة الضابطة) ألا يمارسوا أي نوع من التمارين الرياضية.

ووجد العلماء في تلك الدراسة أن صحة المجموعة الأولى تحسنت مقارنة بصحة المجموعة الضابطة، وبعد انتهاء التجربة لم يتواصلوا معهم حتى قرروا بدء الدراسة الجديدة، فأعادوا من وافق منهم على الاشتراك إلى المختبر، وأكملوا الاستبيانات حول حالتهم الصحية الحالية، وعدد المرات التي يمارسون فيها الرياضة كل أسبوع.


ووجد العلماء أن أفراد المجموعة الضابطة، الذين لم يمارسوا التمارين الرياضية قبل 10 سنوات، كان لديهم محيط خصر أكبر اليوم، وأصبحت لياقتهم البدنية أقل، في حين لم يظهر أفراد المجموعة الأولى، والذين لم يستمروا بممارسة الرياضة بعد التجربة القديمة، سوى القليل من التغير في محيط الخصر واللياقة البدنية، مقارنة بأنفسهم قبل 10 سنوات، أما أفراد المجموعة الأولى الذين حافظوا على عاداتهم الصحية بممارسة الرياضة، فأصبحت لياقتهم أكبر.

كما أوضحت الدراسة أن من مارسوا الرياضة المعتدلة قبل 10 سنوات، لم يظهروا اليوم لياقة بدنية عالية مثل أولئك الذين مارسوا رياضة أكثر شدة، ولكن صحتهم الأيضية من ناحية أخرى، تحسنت بشكل مدهش، حتى لو لم يتمرنوا طيلة السنوات السابقة أكثر ممن مارسوا التمارين المكثفة أو لم يمارسوا الرياضة على الإطلاق.

ولم تفسر الدراسة الآلية التي تؤثر فيها الرياضة على أجسامنا بطريقة تدوم طويلًا، إلا أن ويليام كروس، أستاذ أمراض القلب في جامعة ديوك، قال: "ربما تترك التمارين الرياضية بصمة طويلة الأمد في جيناتنا وخلايانا التي تؤثر على حالتنا الصحية، وبالتالي سنكون أفضل حالًا، حتى لو انقطعنا عنها لاحقًا بسبب الخمول أو العمر"، وأضاف: "نأمل أن نتمكن في المستقبل من فهم هذا الأمر أكثر".

المساهمون