العالم يودّع الكيلوغرام: وحدة القياس لن تعود كما كانت

العالم يودّع الكيلوغرام: وحدة القياس لن تعود كما كانت

21 مايو 2019
تم اعتماد وحدة الكيلوغرام سنة 1889 (فيسبوك)
+ الخط -
منذ عام 1889 ظلت العاصمة الفرنسية باريس تحتفظ في قبو تحت الأرض بكتلة معدنية، محروسة بعناية، في مجسم زجاجي مفرغ من الهواء. هذه الكتلة هي الكيلوغرام، الذي يستخدم عالمياً بدءاً من قياس وزنك أو قياس وزن البضائع بين الدول.

غير أن الأمر منذ يوم أمس الإثنين الذي صادف اليوم العالمي للمقاييس، تغيّر. إذ تم اعتماد تعريف جديد للكيلوغرام، تطبيقاً لما أجمع عليه في نوفمبر/تشرين الثاني 2018، في فرنسا. يومها صوت علماء وصناع سياسة من ستين دولة على التعريف الجديد الذي يستند إلى "بلانك" وهو ثابت فيزيائي يستخدم لوصف الكوانتا، أصغر مقدار للطاقة، وينسب إلى العالم الألماني ماكس بلانك، مؤسس نظرية الكم، وأحد أهم فيزيائيي القرن العشرين.

طوال 130 عاماً كان الكيلوغرام يساوي القطعة المعدنية المعيارية المصنوعة من البلاتينيوم والإيريديوم، والموجودة في باريس.

من الآن فصاعداً، سيتم تحديد الكيلوغرام بواسطة الخواص الفيزيائية والذرية الأساسية، بدلاً من الأشياء الملموسة التي من صنع الإنسان. 

وقال باري إنجليس، رئيس اللجنة الدولية للأوزان والمقاييس، في بيان "تصورنا يقوم على أن النظام المعياري ينبغي أن يكون جميع الناس طوال الوقت، من خلال "ثوابت الطبيعة" المتفق عليها دولياً بدلاً من الكيلوغرام"، وفقاً لما يقول موقع "فايس ميديا" الكندي.


تحقيقاً لهذه الغاية، أزيح الكيلوغرام الملقب بالفرنسية "Le Grand K" لصالح ثابت بلانك الذي يقيس بطاقة الفوتونات، وهي الجسيمات الأولية التي تشكل الضوء.

الفوتون في الفيزياء، هو جسيم متناهي الصغر، وهو المسؤول عن الظاهرة الكهرومغناطيسية، والحامل للإشعاع الكهرومغناطيسي.

ويساوي الكيلوغرام الآن وزن 1.4755214 × 1040 فوتون مع ترددات مطابقة للساعة الذرية أو ساعة السيزيوم.

وقد يبدو وكأنه نظام قياس غريب، لكن الغرابة تتوقف لفائدة الدقة الشديدة. وعلى الرغم من أن الكيلوغرام واحد من أكثر الأشياء المحمية بعناية على هذا الكوكب، فإنه ليس محصناً من التفاعلات المادية التي يمكن أن تغير وزنه.

فعن طريق ربط الكيلوغرام في ثابت بلانك، والذي يعتمد على الخصائص الطبيعية غير المتغيرة ، يمكن تحقيق درجة أعلى بكثير من الدقة القياسية.

وتمثل القيم الجديدة تحولاً كبيراً نحو القياس العالمي، لكن لن يكون لها تأثير كبير على الشخص العادي الذي يشتري الباذنجان من السوق.

ومعظم الأشخاص الذين سوف يلاحظون الفرق بين الكيلوغرام القديم والجديد، هم من العلماء الذين يتعاملون مع قياسات شديدة الدقة، مثل علماء الصيدلة الذين يتعين عليهم فحص جرعات دقيقة من الأدوية.

ويحيل المختبر الفيزيائي الوطني في بريطانيا سبب التغيير إلى أن النموذج الأولي فقد ذرات بمرور الوقت، بسبب تعرضه للتلف والعوامل البيئية. في هذا المختبر يوجد فيه ما يعرف بالكيلو 18، وهو النسخة البريطانية من النموذج الدولي للكيلوغرام المحفوظ في باريس.

 العالم الفيزيائي بلانك قال في عام 1900: "بمساعدة الثوابت الأساسية، لدينا إمكانية إنشاء وحدات الطول، والوقت، والكتلة، ودرجة الحرارة التي تحافظ بالضرورة على أهميتها بالنسبة لجميع الثقافات".

أما بخصوص الكيلوغرام فقد ذكر المكتب الدولي للأوزان والمقاييس أنه "قطعة أثرية تاريخية كانت قيد الدراسة منذ 130 عاماً وستحتفظ ببعض الاهتمام في علم القياس (المترولوجيا) رغم أن كتلتها لم تعد تحدد الكيلوغرام".

المساهمون