"أوقفوا الصرصور"... المعارضة البيلاروسيَّة تستوحي شعاراً من أفلام الكرتون

"أوقفوا الصرصور"... المعارضة البيلاروسيَّة تستوحي شعاراً من أفلام الكرتون

06 يونيو 2020
أطلق الحملة المعارض سيرغي تيخانوفسكي (مكسيم مالينوفسكي/فرانس برس)
+ الخط -
مع انطلاق حملة جمع التواقيع لدعم المرشحين في الانتخابات الرئاسية في بيلاروسيا المقررة في 9 أغسطس/ آب المقبل، خرج آلاف المتظاهرين في مدينة مينسك، رافعين شعار "أوقفوا الصرصور"، وهم يلوِّحون بأحذيةٍ منزليّة وصنادل، واصطفوا في طابور لدعم أحد مرشحي المعارضة، ضد الرئيس الحالي ألكسندر لوكاشينكو الذي يحكم البلاد منذ أكثر من ربع قرن.
واختارت المعارضة الشعار القاسي المستوحى من حكاية خيالية للأطفال للكاتب والشاعر الروسي، كورون جوكوفسكي (1882-1969). وكان أول من أطلقه في الحملة المدون المعارض، سيرغي تيخانوفسكي، الذي جال في البلاد لمعرفة آراء البسطاء في الحكم الحالي، وكيف يعيشون ويفكِّرون للخروج من الأوضاع الحالية. والتقف الشعار من مداخلة إحدى السيدات المتقاعدات التي أكدت أنه يجب على المتضررين من حكم لوكاشينكو أن يتوحدوا في وجهه للانتصار عليه وإزاحته، واستشهدت بالحكاية الشعبية المعروفة.
وفي الحكاية الشعرية التي حوَّلها "سيوز مولت فيلم" السوفييتي إلى فيلم كرتونيّ للأطفال في 1969، يروي جوكوفسكي قصة فزع وخوف الحيوانات في الغابة من صرصور" خارق أشقر وبشاربين"، وهروبها إلى أماكن بعيدة. ورغم محاولة بعض "الحكماء" من الحيوانات شحذ الهمم وتشجيع الأسود والفيلة والنمور وغيرها على مهاجمة الصرصور للقضاء عليه، فإن الخوف يطغى في كل مرة يحاولون فيها التقدم نحوه، ويدفعهم للتراجع. وتنتهي القصة بالقضاء على الصرصور على يد عصفور دوري صغير يلتهمه وينهي شروره، ليتحول إلى بطل في نظر جميع الحيوانات، وتسود الاحتفالات في أرجاء الغابة بعد الانتصار على الصرصور المرعب.
واعتقلت السلطات البيلاروسية تيخانوفسكي صاحب الشعار الذي بات مرفوعاً في معظم تظاهرات واحتجاجات المعارضة في مدن بيلاروسيا يوم الجمعة الماضي، أثناء تجمع انتخابي للمعارضة في وسط العاصمة مينسك.

ومع سخونة الحملة الانتخابية الحالية، وطرح المعارضة أربعة مرشحين للانتخابات باتوا قريبين من جمع 100 ألف توقيع لازمة للترشح رسمياً، حذر لوكاشينكو، منذ أيام، في لقاء مع رئيس جهاز الاستخبارات في بيلاروسيا "كي غي بي" (حافظت بيلاروسيا على نفس التسمية السوفييتية القديمة) من وجود مخططات خارجية لافتعال أحداث في بلاده، تحاكي اعتصامات الميدان في الجارة السوفييتية السابقة أوكرانيا، مشدداً على أنَّ بلاده لن تسمح أبداً بهذا السيناريو. ولمّح لوكاشينكو إلى أن "الرياح لافتعال ميدان تهبُّ للأسف من جهة غيرٍ التي توقعناها"، وخلص إلى أن "بلاده تعلمت دروساً من تاريخها الطويل للمحافظة على استقلالها وسيادتها". 
وفي ظل أزمة اقتصادية خانقة تعيشها البلاد، وتراجع في مستوى الحياة، وخلافات متصاعدة مع روسيا، أقال لوكاشينكو الحكومة الحالية، وعين حكومة جديدة، لتخفيف النقمة الشعبية بعد انتفادات حادة بسبب عدم اتخاذ أي إجراءات وقائية للحدّ من انتشار كورونا في البلاد، وتنظيم حملات طوعية لزراعة الأشجار، وتنظيف الغابات والمرافق السياحية، وتنظيم استعراض للاحتفال بيوم النصر، رغم مخاوف من انتشار الجائحة في بيلاروسيا التي لا تملك موارد طبية وبنية تحتية كافية مقارنةً ببلدان أوروبا لمواجهة الوباء.

وفي أكثر من مرة، وصف لوكاشينكو كورونا بأنه "هوس وذهان"، وحضَّ مواطنيه على ممارسة الرياضة، وشرب الفودكا والاستحمام بالساونا من أجل تقوية مناعتهم في مواجهة المرض الذي يصيب الضعفاء فقط حسب تعبيره. وفي 2010 اعتقلت السلطات 9 مرشحين نافسوا للفوز بالرئاسة في الانتخابات، على خلفية احتجاجات حاشدة رفضاً للنتائج واتهام السلطات بتزويرها. وفي الدورات الانتخابية السابقة، لم تنزل نسبة داعمي لوكاشينكو عن 75 في المائة في جمهورية توصف بأنها "آخر دكتاتوريات أوروبا"، ويحكمها منذ 1994.

دلالات

المساهمون