السياحة المترددة تربك أوروبا

السياحة المترددة تربك أوروبا

31 مايو 2020
تدابير إعادة الفتح ستكون مشدّدة (مهدي طعم الله/Getty)
+ الخط -
سيبقى برج إيفل، وقصر فرساي، ومتحف اللوفر في حالة إغلاق أمام الجمهور في المستقبل المنظور. إذ لن تتم إعادة فتح أي من المواقع السياحية الثلاثة الأكثر شهرة في فرنسا عندما ترفع البلاد معظم القيود المتبقية المرتبطة بفيروس كورونا الأسبوع المقبل. وتأخذ بعض المواقع الثقافية الرئيسية الأخرى في أوروبا أيضا وقتها قبل أن تعيد فتح أبوابها. ومن المحتمل ألا تتمكن السلطات الفرنسية من إعادة فتح برج إيفل قبل النصف الثاني من شهر يونيو/حزيران، وفقًا لستيفان ديو، ممثل عمّال النصب التذكاري. وقال إنهم ما زالوا بحاجة إلى ضبط إدارة الموقع بشأن كيفية حماية الموظفين والزوار والحفاظ على التباعد الاجتماعي. قال ديو: "في الوقت الحالي، لا يمكن تحقيق ذلك، بأفضل إرادة في العالم". وأضاف أنه عندما يتم إعادة فتح البرج، قد يصعد الزوار الذين يبحثون عن مناظر خلابة لباريس، الدرج على أرجلهم، "فالمصاعد التي عادة ما تنقل الزائرين إلى المستويات الثلاثة المختلفة ستبقى مغلقة على الأرجح".
وفي متحف اللوفر، أبلغ المسؤولون العُمّال بأنهم يهدفون إلى إعادة فتح المكان لأوقات محددة بين نهاية يونيو/ حزيران ومنتصف يوليو/ تموز، حسبما قال أندريه ساكرستين، ممثل العُمال الذي شارك في مناقشات التخطيط لإعادة الفتح. وقال ساكرستين إنه عندما يفتتح المتحف، ستكون هناك قواعد صارمة للنظافة، وزيارة "اللوفر لن تكون كما كانت من قبل". وتوقع أن يرتدي الجميع، موظفون وزوار، كمامات. وأشار ساكريستين إلى أن حوالي 20 أو 30 في المائة من غرف المتحف قد تكون مغلقة، لكن "بالطبع سيتم فتح غرفة الموناليزا". أما قصر فرساي، فلن يعاد فتحه كذلك يوم الثلاثاء، عندما يتم رفع معظم قيود الإغلاق المتبقية في فرنسا. وقالت إدارة القصر إن موعد إعادة فتحه لم يحدد بعد.

ومعضلة فتح الأماكن السياحية الأشهر ليست أزمة فرنسية فحسب، بل إنّ جذب السياح في ظل الجائحة سوف يستغرق بعض الوقت في أماكن أخرى أيضاً. في مدريد، من المقرر إعادة افتتاح متاحف برادو، ورينا صوفيا، وتيسن (ما يسمى بـ"مثلث الفنون")، في 6 يونيو/ حزيران. في البداية، ستبقى بعض ساحات العرض مغلقة وستقتصر أعداد الزائرين على 30 في المائة من أعدادهم قبل الوباء. وقالت المتاحف الرئيسية أنها بحاجة إلى مزيد من الوقت لتجهيز معدات الحماية للموظفين، والتحقق من درجة الحرارة للزوار، وإجراءات السيطرة على الحشود. وقد تم إقفال برادو، جوهرة التاج للمتاحف الإسبانية، والذي يضم أعمال فرانسيسكو دي غويا، ودييغو دي فيلازكيز وغيرهما من الفنانين العظام، منذ 11 مارس/ آذار، وهو أطول إغلاق للمتحف منذ ثمانية عقود، منذ الحرب الأهلية (1936 ــ 1939). وقد اختار المتحف لإعادة افتتاحه شعار "إعادة اللقاء".
كذلك فإنّ معالم كثيرة لا تزال تبحث عن الطريقة الأفضل لاستقبال الزوار من دون خرق تدابير السلامة العامة، وهو ما يشكّل معضلة حقيقية خصوصاً في الأماكن التي تستقبل آلاف الأشخاص يومياً كالمتاحف الشهيرة والمسارح...
(أسوشييتد برس)

المساهمون