الإصدارات الغنائية في الحجر الصحي
لعلّ الأزمات التي يمر بها المجتمع، تجعل الفنون تتراجع مرتبة أو مرتبتين على قائمة اهتمامات الشعوب، لأنها ما زالت حتى الآن من الكماليات في عالمنا العربي وذوقه الفني الذي يكاد يُصاب بالصمم بعد البكم. والفن الحقيقي هو الذي يحمل شوقاً وتوقاً يمنعانه من أن يكتفي بالشكل المادي الذي تجسّد فيه.
وبمراجعةٍ لتاريخ الفن العربي، نجد الأزمات والحروب والكوارث تفرض إيقافاً مؤقتاً على الفن، كالحروب العالمية والأزمات الاقتصادية، وآخرها ثورات الربيع العربي في العقد الماضي التي شلّت لفترة معينة حركة الفن فاسحةً المجال للشعوب للمطالبة بحقوقها. ونعيش اليوم أزمة عالمية جديدة، وهي جائحة كورونا التي لم توقف الفن العربي وحسب، بل جعلته في العالم منتظراً ساعة الصفر.
مع كل أغنية تصدرها النجمة اللبنانية إليسا، تستطيعُ أن تجد طريقة معيّنة للنفاذ إلى أذن المستمع العربي الذي يقضي وقته اليوم في حجرٍ صحي. ومع أغنية "قهوة الماضي" (كلمات سهام شعشاع، وألحان محمد رحيم)، استطاعت إليسا إيصالها إلى كل جمهورها بوقت قياسي. لن نطيل الحديث عن الفواصل الموسيقية أو كسر قفلة الأغنية وغيرها، لكن إليسا التي عبّرت عن كل ثوري في لبنان بأغنية "عم ثور"، ومع الكادر ذاته استطاعت اليوم إخراج الأغنية العربية من الحجر الصحي، بعدما تعايشت معها من خلال أغنية "هنغني كمان وكمان"، بمشاركة النجمة هيفا وهبي. وفي الكليب تحايلت على الأغنية وأخرجتها من الوكر.