عاشقان يتنفسان الصعداء بعد إسقاط السياج بين ألمانيا وسويسرا

عاشقان يتنفسان الصعداء بعد إسقاط السياج بين ألمانيا وسويسرا

16 مايو 2020
لقاءات مع مسافة أمان على حدود ألمانيا وسويسرا (Getty)
+ الخط -
يعيش لوكاس في سويسرا، وتعيش حبيبته ليوني في ألمانيا. لم يكن هذا يعني شيئاً بالنسبة للعاشقين قبل ظهور فيروس كورونا. لكن فجأة أقامت السلطات سياجاً بينهما، وصدرت الأوامر بأن يبتعد كل منهما عن الآخر.

وأمس الجمعة، بدأ العمال بهدم السور بين مدينة كونستانس الألمانية ومدينة كروزلينغن السويسرية، ذلك السور، الذي أصبح رمزاً للانقسامات التي تركتها الجائحة، عندما أقيم على عجل لإغلاق الحدود.

ظل العاشقان، على مدى أسابيع، يلتقيان بتبادل النظرات عبر المنطقة العازلة على الحدود. ولكن بعد أن وافقت سويسرا وألمانيا على فتح الحدود، أصبح من المقرر إسقاط السياج بحلول منتصف الليل.

وكان لوكاس (34 عاماً) وليوني (31 عاماً) توقعا فتح الحدود في وقت سابق من يوم أمس، وقال لوكاس إن صبر ليوني بدأ ينفد.

وأضاف أنها "منزعجة بعض الشيء، بل هي في الواقع منزعجة جداً. إنها تبتسم لي الآن على الجانب الآخر من الحدود..."، وعندما يتمكنان أخيراً من عبور الحدود، سوف يخرجان معاً "ويتناولان وجبة، إذا سمح الوقت، ثم يقضيان معاً عطلة نهاية الأسبوع".

وفي الأوقات العادية، في قارة تلاشت فيها الحدود تدريجياً، يمكن للناس السير على الأقدام، أو ركوب الدراجات، أو حتى السباحة بين البلدات المتجاورة على ضفاف البحيرة. لكن في منتصف مارس/آذار، أقامت الشرطة الألمانية السور على جانبها من الحدود على طول الخط الذي كان يمر فيه حاجز الأسلاك الشائكة بين البلدين خلال الحرب العالمية الثانية.

ولصق شخص لافتة ساخرة على السياج بعبارة منقولة عن الزعيم الشيوعي لألمانيا الشرقية، قبل بناء جدار برلين عام 1961، تقول "لا أحد يعتزم بناء جدار".

وعندما استمر الناس في التجمع، وانتهاك قواعد التباعد الاجتماعي بالعناق، وحتى تبادل القبلات عبر الفواصل في السياج، أقامت سلطات كروزلينغن سياجاً ثانياً، للفصل بينهم.

وكان السويسري جان بيير والتر يقود سيارته من زوريخ إلى السياج، لرؤية صديقته الألمانية مايا بوليتش التي تضطر إلى السفر صوب الجنوب لمدة ثلاث ساعات من منزلها قرب هايدلبرغ. وقال "رؤية السور وهو يتفكك فى نهاية المطاف علامة على أن الحياة يمكن أن تعود إلى طبيعتها... تربطنا علاقة قوية، وقد ساعدنا هذا على الخروج من الأزمة سالمين".

ويُسمح للمتزوجين الذين يستطيعون إثبات علاقة الزواج بالعبور إلى الجانب الآخر.

واعترف لوكاس، الذي رفض ذكر اسمه كاملاً، بأنه رغم عدم زواجه من ليوني، إلا أنه يستطيع بين الحين والآخر مغافلة الحراس.

(رويترز)

المساهمون