مطاردة الدببة المحشوة تسعد الأطفال المحجورين في منازلهم

مطاردة الدببة المحشوة تسعد الأطفال المحجورين في منازلهم

08 ابريل 2020
بدأت الدمى المحشوة بالظهور وراء النوافذ (إريك بارادات/فرانس برس)
+ الخط -

في حي سكني بالعاصمة الأميركية، يصطاد الأطفال الدببة، لكن ليس الحيوانات الشرسة بل تلك المحشوة التي تنظر من نوافذ الجيران. في واشنطن، كما هي الحال في مدن وبلدات أخرى في أنحاء أميركا وحول العالم، تجذب مطاردة الدببة المحشوة الأطفال المحصورين، في ظل تدابير الإغلاق المفروضة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد.

ومع إغلاق المدارس وإجبار الغالبية العظمى من الأميركيين على البقاء في منازلهم، فإن النزهات في الهواء الطلق سيراً على الأقدام هي المتنفس الوحيد التي تملكه العائلات، ومغامرة اصطياد الدببة المحشوة تجعلها أكثر متعة.

وقالت رايتشل (32 عاماً) التي كانت تطارد الدمى المحشوة مع ابنتها البالغة من العمر ثمانية أشهر في منطقة تشيفي تشايس إنه "من الصعب على الآباء ابتكار أشياء لتسلية أطفالهم".

وبدأت الدمى المحشوة بالظهور وراء النوافذ في أرجاء الحي قبل نحو أسبوعين. وتضم شبكة البريد الإلكتروني المجتمعية "نكست دور" الخاصة بهذا الحي خرائط توضح للآباء والأطفال الأماكن التي يبحثون فيها. يتنقل الأطفال المبتهجون من منزل إلى آخر، ويسعدهم اكتشاف دب أو اثنين أو ثلاثة أو حتى أربعة في المنزل نفسه.

وأوضحت رايتشل التي طلبت عدم الكشف عن اسمها الكامل "عندما رأيت ذلك في القائمة على الموقع الإلكتروني الخاص بالحي قررت المشاركة على الفور".

جاءت فكرة مبادرة البحث عن الدمى من كتاب شهير للأطفال يعود إلى عام 1989، ويحمل عنوان "وير غوينغ أون إيه بير هانت" للبريطاني مايكل روزين. وظهرت الدببة المحشوة وراء نوافذ في بريطانيا وهولندا، وفي أماكن بعيدة مثل نيوزيلندا حيث وضعت رئيسة الوزراء جاسيندا أرديرن واحداً أمام نافذة منزلها في ويلينغتون، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.

وفي واشنطن، وضع أصحاب أحد المنازل في تشيفي تشايس قرب الدببة لافتة تهنئة للرابحين كتب عليها "لقد وجدت واحداً!". وعثر جوشوا البالغ من العمر ثماني سنوات على دب عملاق موضوع في كرسي، وهتف قائلاً "هذا واحد ضخم هناك!".

وأمضى جوشوا وشقيقه الصغير نحو ساعتين في تمشيط الحي بحثاً عن الدببة. وقال جوشوا "من الممتع أن يكون لديك شيء تبحث عنه. لم نلاحظ حتى كم من الوقت بقينا في الخارج أو المسافة الكبيرة التي مشيناها".

وأوضح فيليب رينفرو الذي يقيم في واشنطن "هذا الأمر يمنح الأطفال والآباء نشاطاً ليقوموا به في الخارج.. إنه نشاط آمن بشكل معقول بالنسبة إليهم، وهذا مهم". رينفرو هو مهندس معماري يبلغ من العمر 72 عاماً يعيش في حي كليفلاند بارك في العاصمة الأميركية، وقال إن المشاركة في هذا النشاط كانت ممتعة أيضاً لمن يعرض الدببة.

وأضاف أنه رصد أخيراً رجلاً وابنته التي تبلغ سبع سنوات يبحثان عن دببة محشوة قرب منزله. وتابع "كانت تسير حاملة منظارها الدمية وفي اتجاه المنازل، لذا رصدت الدمى التي وضعناها وركزت عليها لبضع ثوانٍ".

وقال خبير التدليك، كريستوفر دريل، إن لحظات التواصل البشري هذه مهمة في الوقت الذي قتل فيه وباء عالمي أكثر من 70 ألف شخص حول العالم.


(فرانس برس)

المساهمون