"رامز مجنون رسمي"... موّال كل عام يكرّر نفسه

"رامز مجنون رسمي"... موّال كل عام يكرّر نفسه

29 ابريل 2020
بيانات شجب كثيرة تطالب بمحاسبة رامز جلال (يوتيوب)
+ الخط -
أثار البرنامج التلفزيوني الذي يقدمه الممثل المصري رامز جلال على شاشة "إم بي سي" السعودية "رامز مجنون رسمي"، انتقادات ناشطين حقوقيين وسياسيين، لما تقوم عليه فكرة البرنامج، وهي "تعذيب الضيوف" كنوع من الدعابة.

وكعادته منذ 10 سنوات، قدم الفنان المصري رامز جلال برنامج "مقالب"، عادة ما يكون ضحيته عددا من النجوم العرب. ويستدرج رامز جلال ضحاياه هذا العام للمشاركة، بمساعدة الإعلامية أروى، على أساس المشاركة في برنامج بعنوان "الحقيقة". ثم يظهر رامز جلال في البرنامج لاحقا ليبدأ "تعذيب" ضيوفه وجهًا لوجه، أثناء جلوس الضيف على كرسي وهو مقيد لا يستطيع الحركة.

المحامي المصري عمرو عبد السلام تقدم ببلاغ للنائب العام ضد رامز جلال، واتهمه بالتحريض على العنف بشكل واضح من خلال المقالب التي ينفذها في ضيوفه.

لم يتوقف الأمر عند حد تقديم "التعذيب" كدعابة، بل وصل إلى الإهانة والتنمّر والعنصرية ضد النساء والسخرية من "المطلقات" و"المعيلات" و"الأمهات العازبات"، مثلما حدث في الحلقة الأولى من البرنامج التي استضاف فيها رامز جلال النجمة المصرية غادة عادل، وسخر من كونها "مطلقة"، بل ووصفها بأنها "تعيش بمزاجها"، وقال "بتضحي بنفسك علشان تحققي لجمهورك السعادة، يا ساتر ده الجاكت متقطع خالص شكلك جاية من خناقة ولا إيه، بس البنطلون معفن أوي والجزمة بتاعت أنور وجدي". و"أبلة غادة خسة ومحلوة، هي بتدور على البوك ولا إيه شمري الكلسون، غادة خاسة ومحلوة، دي من النوع اللي بييجي على الطلاق، أصلها مطلقة متحررة". و"لو حد عايز يتجوزها تاني خدوا بالكم ما يغركووش الشكل دا عندها 5 عيال".

انتقدت حركة "6 إبريل" برنامج "رامز مجنون رسمي"، واستنكرت في بيان كيف لبرنامج ترفيهي رمضاني يدعو إلى الضحك عن طريق تقييد البشر في كرسي وصعقهم بالكهرباء وتصويرهم أثناء عملية التعذيب وأخذ التصريحات منهم تحت التعذيب كنوع من الدعابة؟
وتساءلت الحركة "ده مش ضد قيم المجتمع والأسرة والدين.. ده مش خطر على الأطفال والمراهقين.. مين موافق إن الناس تتربط وتتكهرب والجمهور يضحك وفواصل إعلانية راعية للمشهد؟".

واستغربت الحركة حالة الصمت تجاه ما يحدث في البرنامج وقالت "فين المجتمع بمثقفيه ومتعلميه ورجال أعماله بمؤسساته والنيابة العامة ومؤسسات حقوق الإنسان؟".
وقالت الحركة إن هذه "دعوة لكل الأسوياء في مجتمعنا الخطر ده... معقول كل المعلنين حتى موافقين على المحتوى ده؟".

ويتجاوز أسلوب البرنامج حدّ إهانة الضيف والحط من شأنه، وهو مسلوب الحرية ومقيد على كرسي كهربائي مخادع. نرى أن جلال يحاول صعق ضيفه بالكهرباء، وكيْل الشتائم من دون مبرر، لمجرد كلمة يقولها الضيف. وهو أسلوب أقرب إلى السادية، يفتح الباب على مزيد من الأسئلة حول جدوى هذا النوع من الترفيه في ظل "الرعب" العام الذي يعيشه العالم، إضافة إلى سمعة المملكة العربية السعودية السيئة في مجال حقوق الإنسان، التي تلطخت أكثر بعد مقتل الصحافي السعودي جمال خاشقجي في مقر القنصلية السعودية في إسطنبول، في أكتوبر/تشرين الأول 2018، وتقطيع جثته بمعرفة رجال أمن سعوديين، كما جاء في لائحة اتهام النيابة العامة التركية.

الناشط الحقوقي والصحافي المصري وائل عباس كتب على صفحته الرسمية على فيسبوك "البرنامج ده لازم يتوقف فورا... ورامز ده يتحبس ولا أنتم بتحبسوا ستات (نساء) بس!!!".
وأضاف عباس "أكيد أنا مش بحب أحبس حد أنا بس باقول هانهرج (نستخف) كمان في التعذيب!!!". وتساءل "فين بقى المجلس القومي للإعلام والمجلس القومي لحقوق الإنسان ولجنة حقوق الإنسان في المجلس وفين الحقوقيين كلهم.. فين مجهوداتنا على مدار 15 أو 20 سنة فاتوا لمناهضة وتجريم التعذيب من أي شخص أو جهة... فين قضية عماد الكبير وخالد سعيد وبلال والممثلة حبيبة.. فين ثورة يناير اللي حتى لو فشلت سياسيا مفروض ما تفشلش أخلاقيا ولا حقوقيا.. ده مش لازم يبقى مقبول أبدا أبدا... مش لازم يتسكت عليه".

وأضاف "مشاهد تعذيب بتتقدم لكل الناس بمن فيهم الأطفال لمدة 30 يوما لحد ما يبقى التعذيب مقبول وكوميدي كمان... إجبار الناس تقول وتعمل حاجات بالتخويف والترويع بالكهرباء والمية والثعابين... ده إنترتينمنت وتسلية... هي دي بقى قيم الأسرة المقبولة عندكم... فهّمونا". "ده مش مشهد في فيلم لشخصية شريرة وها يعدي ده برنامج عائلي يكرس لبطولة وخفة دم السيكوباتية والسادية!!". وتابع "اللي يقدمه رامز جلال ليس له سوابق في أي دولة في العالم بها أخلاق، وحتى الدول اللي هي قمعية بتدّعي الأخلاق ومستحيل تنتج أشياء مماثلة...".

وقال وائل عباس "حتى لو تمثيل وواخدين فلوس بقى وتراضوا... مالناش فيه خالص (ليس من شأننا) ده حق المجتمع مش حق الضيوف بس... بل الضيوف ملومين كمان".

مسؤول في جهاز الرقابة على المصنفات الفنية قال، في تصريحات لـ"العربي الجديد"، إن الجهاز خاطب أكثر من مرة المجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، مطالباً بوقف برنامج رامز جلال، على اعتبار أن المجلس هو المنوط بالمصنفات التي تعرض على شاشات التلفزة.
وأكد المصدر- الذي رفض ذكر اسمه- أن مخاطبات الجهاز المتكررة للمجلس لم تجد صدى ولم يتم اتخاذ أي قرار بشأنها، ولم يصدر حتى أي بيان حول البرنامج".
تحوّل رامز جلال في السنوات الأخيرة إلى مشروع استثماري لقناة MBC السعودية ببرامج "المقالب"، حيث لا سقف لإهانات رامز جلال لضيوفه.

وقبل سنوات، قاد الإعلامي اللبناني طوني خليفة، حملة للدفاع عن "ضحايا" هذه البرامج، وناقش خبراء وأطباء في علم النفس في انعكاسات ما يحصل على المشاهد أو الفنان. ورغم إغفاله لعنصر معرفة الفنان المسبق بالمقلب، أو التحايل على هذا الشرط الرسمي، لم يفلح خليفة ولا غيره من المنتقدين لهذا الأسلوب في البرامج الترفيهية في إيقافها.

المساهمون