"سينما زولا": تجربة المشاهدة عبر الإنترنت ربما تستمرّ طويلاً

"سينما زولا": تجربة المشاهدة عبر الإنترنت ربما تستمرّ طويلاً

02 ابريل 2020
"امرأة حرب": صراع من أجل البقاء (الموقع الإلكتروني للفيلم)
+ الخط -
مدينة صغيرة، اسمها فيلّوربانّ، متاخمة للمدينة الفرنسية ليون، يبلغ عدد سكانها نحو 150 ألف شخص، وتمتلك صالة سينما تحمل اسم "زولا". لكن فيروس كورونا، المتفشّي في فرنسا بشكلٍ مُقلق، دفع مسؤولي المدينة إلى جعل الصالة تعرض أفلامها عبر الإنترنت، لقاء بدل مالي، يتراوح بين 3.99 و4.99 يوروات.


فالصالة الصغيرة، المعروفة بكونها "صالة مستقلّة"، استقبلت 82 ألف مُشاهد عام 2019. لكنّها اليوم تقترح برنامجاً من 6 أفلام، تمكن مشاهدتها عبر الإنترنت، علماً أنّ البرمجة تتغيّر كلّ يوم أحد. وهذا حاصلٌ بالتعاون مع موقع "لا توال".

بحسب مقالة إيزابيل بريون، المنشورة في Le Progres في 31 مارس/ آذار الماضي، فإنّ المنصّات المختلفة "تُقدّم آلاف العناوين السينمائية، ما يُصعِّب الاختيار، ويُضيّع الراغبين في المُشاهدة، أو يدفعهم إلى اختيارات سهلة". وتنقل الصحافية عن مدير "صالة سينما زولا"، أوليفييه كالونّيك، قوله إنّ هناك رغبة "في الاحتفاظ برابط للتواصل مع مشاهدينا"، مُعتبراً أنّ الخطوة الجديدة تبدو كأنها "افتتاح صالة أخرى". وأشار كالونّيك إلى أنّ التواصل مع المُشاهدين عبر "الإنترنت" يُتيح "لنا أنْ نبرمج ما نحبّ".

لكنّ الأفلام المختارة للبرمجة الأسبوعية في "صالة سينما زولا" لن تكون حديثة الإنتاج، فبعضها عائد إلى أعوام قليلة ماضية، وهذا يُتيح للراغبين في مُشاهدة ما فاتهم من أفلام، أو إعادة مُشاهدة أفلامٍ أحبّوها سابقاً، والفرصة الآن متاحة لهم لمُشاهدة إضافية.

أول البرامج الأسبوعية، المنتهية في 5 إبريل/ نيسان الحالي، تتضمّن فيلمين أُنتجا قبل عامين: "آ شاك إنستان" A Chaque Instant لنيكولا فيليبير، عن يوميات العاملين في مجال الرعاية والخدمة الإنسانية، و"وومان آت وور" Woman At War، ثريلر لبنيديكت إيرلينغسن، عن هالا، في الخمسينيات من عمرها التي تُعلن الحرب على مصنع ألومينيوم محلي يُشوّه بلدها أيسلندا. الفيلم فاز بجائزة SACD (جمعية المؤلّفين والملحنين الدراميين) في "الأسبوع الدولي للنقد"، في الدورة الـ71 (8 ـ 19 مايو/ أيار 2018) لمهرجان "كانّ" السينمائي، نالها إيرلينغسن وأولافور اغيل اغليسن (سيناريو): "رائع أنْ نشاهد تلك المناظر الطبيعية الجميلة أثناء العزلة"، كما قال كالونّيك.

هناك أيضاً "بورتريه لامرأة على نار" (2019) لسيلين سيامّا، مع أديل هانيل، الفائز بجائزة السيناريو (سيامّا)، في الدورة الـ72 (14 ـ 25 مايو/ أيار 2019) لمهرجان "كانّ": عام 1770، يُطلَب من الرسّامة ماريان رسم بورتريه لإلويز، الشابّة التي يُفترض بها الزواج قريباً، لكنها تقاوم قدرها كزوجة فترفض المثول أمام الرسّامة لإنجاز اللوحة.
 بالإضافة إليه، يُعرض "إلى سما"، وثائقيّ للسورية وعد الخطيب، عن يوميات العيش في مشفى في حلب أثناء القصف الوحشي لنظام الأسد وحليفة الروسي؛ و"ليفياثان" Leviathan لأندريه زفياغينتسيف، المخرج الروسي الفائز، مع أوليغ نيغين، بجائزة السيناريو عن فيلمه هذا، في الدورة الـ67 (14 ـ 25 مايو/ أيار 2014) لمهرجان "كانّ": في روسيا، يريد عمدة أن يشتري أرض صاحب كاراج.

كما اختير "آيم ستيل هير" I’m Still Here لكايسي آفلك: عام 2008، أعلن الممثل واكين فينيكس أنّه يريد استراحة من مهنته، ليحاول عيش تجربة الغناء في مجال "هيب هوب". هذا كاف لآفلك كي يحمل الكاميرا ويوثّق، خلال عام كامل، يوميات اكتئابه ونفوره واشمئزازه من المشاهير، ونكساته العديدة.

إلى ذلك، فإنّ 20 في المائة من الاشتراكات المدفوعة لمشاهدة الأفلام، ضمن هذه الآلية الجديدة، ستوضع في خدمة هذه الصالة الصغيرة: "سنتابع هذه المبادرة بعد انتهاء العزل"، كما قال أوليفييه كالونّيك، مضيفاً: "منذ فترة طويلة، كنا نفكّر بمبادرة كهذه لإثارة فضول المشاهدين وحشريتهم، أولئك الذين يأتون إلى الصالة. هذا يُتيح لهم توسيع خبرتهم، ولقاء مخرج يُقدّرونه بعد مشاهدة فيلمٍ سابق له".

المساهمون