زينة مكي: الغرور بين الفنانين مُتَفَشٍّ أكثر من كورونا

زينة مكي: الغرور بين الفنانين مُتَفَشٍّ أكثر من كورونا

13 ابريل 2020
تشارك في مسلسل "دانتيل" (العربي الجديد)
+ الخط -
في غضون سنوات قليلة من انطلاق مشوارها المهني، استطاعت الممثلة اللبنانية، زينة مكّي، أن تحجز لنفسها كُرسياً بين طواقم الممثلين المحترفين من أبناء جيلها، وذلك بعدما استطاعت أن تُسمِّر المشاهدين على كنباتهم بفعل أدائها المقنع في كوكبة منوّعة ومتناقضة من الشخصيات التي أدتها في مجموعة من الإنتاجات السينمائية والدرامية اللبنانية والعربية البارزة.

وها هي اليوم تستعدّ لأداء شخصية درامية جديدة اسمها "نادين"، تصفها في حوار خاص لـ"العربي الجديد" بـ"الشخصية المختلفة التي لا تخلو من الجنون". فبعدما لمعت أخيراً بدور "منى" في مسلسل "ما فيّي"، من كتابة كلوديا مرشليان، وإخراج رشا شربتجي، وقبلها بدور "عبير" في مسلسل "طريق" الى جانب النجمين عابد فهد ونادين نسيب نجيم، تستعدّ مكي للعب شخصية تمثيلية جديدة، من المقرر أن تخوض من خلالها غمار السباق الدرامي لموسم رمضان 2020، وذلك عبر مسلسل "دانتيل" المستوحى من العمل الإسباني الضخم velvet، والذي سيجمع نخبة من أهم نجوم الدراما اللبنانية والسورية، تحت إدارة المخرج المثنى صبح. 

عن هذه المغامرة التمثيلية الجديدة تقول مكّي: "المثنى صبح مخرج مهم، ويعطي طاقة إيجابية كبيرة خلال التصوير، و"كاست" المسلسل رائع فعلاً، وأنا سعيدة جداً بالشخصية التي سأمثّلها. أنتظر بحماسة انطلاق الموسم الرمضاني، لأنني أطل بشخصية مختلفة تماماً عمّا قدمته سابقاً. هي شخصية مرحة ولها بعد كوميدي، وهذا جديد بالنسبة إليّ". وتتابع: "الشخصية اسمها (نادين)، وتعمل في معمل للخياطة. والقصة مأخوذة عن عمل إسباني معروض على (نيتفليكس) بعنوان Velvet يعود بالمشاهد الى أيام الستينيات. ولكن مسلسل "دانتيل" هو معاصر أكثر، ويشبه حياتنا اليوم. وشخصية (نادين) موجودة، وهي أساسية في العمل الأصلي، وقد شاهدت مشاهد قليلة منه لكي أطلع على الجو العام للعمل، ولكني اكتفيت بالقليل من المشاهدة كي لا أتأثّر بأداء الشخصية الأساسية في العمل الإسباني".

"دانتيل" الذي تنتجه شركة "إيغل فيلمز"، تعمل على السيناريو والحوار فيه الكاتبتان سماء عبد الخالق وإنجي القاسم، ويحكي قصة ثنائي مشوّقة وغريبة من نوعها، في قالب رومانسيّ اجتماعيّ لافت، إذْ يطرح قصة حب مختلفة مع قصص اجتماعية منوّعة تطاول كل عائلة عربية. وتجتمع فيه النجمة اللبنانية سيرين عبد النور بالنجم السوري محمود نصر مع نخبة من نجوم الدراما اللبنانية والسورية، منهم: سلوم حداد وسارة أبي كنعان ووسام فارس وتاتيانا مرعب وسواهم. وترى مكي أنَّ شخصية "نادين" التي تؤدّيها تجمعها الصداقة بكل من سيرين عبد النور وتاتيانا مرعب وسارة أبي كنعان، ولكنها تختلف عنهن بأنها تسير عكس التيار، ضمن خيوط حبكة درامية مشوّقة تقدّم فيها أداءً لا يخلو من الكوميديا، وهي كوميديا الموقف بالدرجة الأولى، والبعيدة عن استجداء الضحكة بطريقة سخيفة أو مجانية.

وتعترف مكي بأن الشخصية التي تؤديها تشبهها في كونها متمرّدة إلى حدّ ما، وتقول في هذا الخصوص: "في الحياة أيضاً أنا امرأة تعشق التحديّات، وأجد نفسي أسير عكس التيار في أمور كثيرة، ليس رغبةً مني بالاختلاف، بقدر ما هو ترجمة لشخصيّتي الخاصة". 

الممثلة الشابة التي جرى أخيراً توثيق حسابها رسمياً عبر "أنستغرام" بعدما تخطّى عدد متابعيها أربع مئة ألف شخص، تقول ضاحكةً ردّاً على السؤال: "لا، لم أصبح مغرورة بعد، ولن أفعل ذلك، لأن ببساطة هذه ليست طبيعتي. ألاحظ كم أن هذا الأمر مهم بالنسبة إلى كثيرين يسعون بلا كلل إلى مضاعفة عدد المتابعين ويصبحون مهووسين بالعلامة الزرقاء الموثقة للحساب، بينما لا يقدمون شيئاً ذا قيمة للمتابعين في معظم الأحيان. ولكنني في الوقت نفسه أرى أنَّ هذه المنصات التفاعلية مهمة جداً للفنان لكي يعرف ردود الفعل على الأعمال التي يقدّمها للناس، وبالتالي يتمكن من تقويم نفسه ونتاجه".

وتعترف مبتسمةً: "الغرور في الوسط الفني يكاد يكون معدياً أكثر من كورونا، عندما يدخل مكان التصوير شخص يبدأ بمعاملة الآخرين بفوقية، نلاحظ فوراً أنَّ الأمر يتفشى بين كثيرين، ويصبح الغرور سيد كل المواقف. لذلك، أحافظ دوماً على مسافة واحدة من الجميع، ولذلك ستجدين أن صداقاتي في الوسط محدودة جداً. إذ يهمّني كممثلة أن تبقى قدماي على الأرض، فلا تفقد موهبتي من رونقها أو من أدواتها بفعل التآكل الذي يفرضه حكماً الغرور. فمن المهم للممثلة أن تحافظ على اتصالها بالواقع، وتذكر نفسها لماذا تقوم بما تقوم به، ومن هي، وما الذي تريد أن تحققه. يجب أن يبقى الشغف موجوداً لكي لا تذوب الموهبة".

زينة التي خرقت هذه القاعدة مع الممثلة نادين نجيم، بعدما اجتمعتا في مسلسل "طريق"، تقول: "سبحان الله هناك أحياناً مشاعر تنشأ بين شخصين بطريقة عفوية تماماً وغير مخطط لها. أحب طريقة تفكيرها وأشعر بالارتياح معها. والصداقة التي نشأت بيننا كانت بشكل عفوي جداً، ولا أعرف سرّها، وهي لها مكانة خاصة جداً عندي".

وفي ذات السياق، ظهرت زينة أخيراً على غلاف مجلة بشكل مشترك مع زميلتها الممثلة سينتيا صامويل، وهو ما تراه "أمراً عادياً جداً في الخارج، حيث تتقاسم حتى أهم النجمات غلافاً واحداً لمجلات مرموقة. لكن الأمر في عالمنا العربي قد يكون جديداً. لقد خضعنا لجلسة تصوير مشتركة، وكانت تجربة جميلة جداً بالنسبة إليّ".

المساهمون