الإيطاليون يلجأون للفكاهة هرباً من قلق كورونا

الإيطاليون يلجأون للفكاهة هرباً من قلق كورونا

18 مارس 2020
الإيطاليون يبحثون عن طرق لتخفيف كابوس كورونا (Getty)
+ الخط -
يمتثل الإيطاليون عموماً لتعليمات الحكومة بملازمة منازلهم بسبب انتشار فيروس كورونا، وهم يلجأون إلى السخرية من أنفسهم من أجل التخفيف من قلقهم حيال هذا العدو الخفي.

وقد لفت الإيطاليون أنظار العالم من خلال غنائهم من الشرفات أو تصفيقهم للفرق الطبية التي تكافح لمساعدة المرضى، وهم باتوا يتنافسون أيضاً في مجال الفكاهة عبر مجموعات الدردشة وشبكات التواصل الاجتماعي، بعدما حرموا من لقاء الأصدقاء أو التجمعات.

فالخروج يقتصر على الأشخاص المضطرين للذهاب إلى العمل، أو الحصول على العلاج الطبي أو التسوق الضروري، في حين أن التجمعات ممنوعة. ويمكن أيضاً التنزه في الخارج أو ممارسة الرياضة بشكل فردي أو برفقة حيوان أليف فقط.

لقد انتشرت صور حيوانات معروضة للإيجار بطريقة فكاهية، لكي يستطيع الناس الخروج من دون أن يغرّموا من قبل الشرطة.

وفي شريط مصور صوره إيطالي تظاهر بأنه يأخذ كلبه في نزهة، وتبين أن الكلب دمية رماها بعدما أنهى نزهته.

وفي مقطع آخر، يضع إيطالي نظارتين شمسيتين ويقوم بدور منسق أسطوانات إلا أنه يلعب على الموقد الكهربائي على وقع مقطع موسيقي صارخ.
وفي أحد المشاهد، يقود رجل دراجته الهوائية ويرتدي زي هذه الرياضة داخل شقته ذهاباً وإياباً، قبل أن تنهره زوجته الغاضبة.

وفي فيديو آخر، يظهر عامل فيما يجلب خلاطة الإسمنت وكيساً من هذه المادة والمجرفة إلى غرفة الجلوس الخاصة به، معلقاً "عندما يطلبون منك العمل من المنزل".

كذلك تم التلاعب باللوحة الجدارية الشهيرة التي أنجزها مايكل آنجلو على السقف الداخلي لكنيسة سيستينا في الفاتيكان التي تظهر الرب يدل بإصبعه إلى آدم. ففي زمن الكورونا، يحمل الرب زجاجة من المطهر ويسكبها في يد آدم.

تطاول إجراءات العزل الكبار في السن والآباء والأمهات الذين يرعون الأطفال المحرومين من المدرسة، وجميع الأشخاص الذين يمكنهم العمل عن بعد، وأيضاً موظفي المحلات التي أغلقت أبوابها.

تؤخذ تعليمات ملازمة المنزل على محمل الجد في إيطاليا، التي كانت الأولى في أوروبا (21 فبراير/ شباط) التي تسجل إصابة بفيروس كورونا ظهرت على أراضيها ولم يكن مصدرها عدوى من الخارج.

وبعد شهر تقريباً، أصبحت شوارع المدينة مهجورة تقريباً. سجلت إيطاليا رسمياً 2158 حالة وفاة من أصل 27980 إصابة تم اكتشافها ما يجعلها الدولة الأكثر تضرراً في أوروبا حتى الآن.

لكن في الشوارع، لا مجال للسخرية والفكاهة. فغالباً ما يخرج سكان روما واضعين الأقنعة على وجوههم، ويبتعدون بشكل متزايد عن مواطنيهم عبر الانتقال إلى أرصفة أخرى أو الانحراف عن طريقهم.

قبل أسبوع، كانوا يقفون على مسافة متر من بعضهم البعض مصطفين خارج محلات السوبر ماركت.

اليوم، أصبحت تلك المسافة أربعة أمتار. أما في داخل المتاجر، فيطلب الزبائن المذعورون من المحاسبين الذين يضعون أقنعة الوجه ويلبسون قفازات، تطهير مكان وضع السلع أمامهم.هنا، يعطي رجل خمسة يوروهات لامرأة عجوز متسولة تمد يدها للمارة، إلا أنه لم يسلمها إياها باليد بل رمى الأموال على قدميها.

وهناك، يقف رجل توصيل بيتزا شجاع على بعد خمسة أمتار من الزبون، ويبتكر طريقة جديدة لدفع النقود بدون تلامس.

(فرانس برس)

المساهمون