السياسة والتنوع في صلب "مهرجان برلين السينمائي"

السياسة والتنوع في صلب "مهرجان برلين السينمائي"

19 فبراير 2020
هيلاري كلينتون ستحضر المهرجان (أود أندرسن/فرانس برس)
+ الخط -
أراد مهرجان برلين للسينما، في دورته السبعين التي تنطلق غداً الخميس، التركيز على التنوع، وهو جدل يعصف بأوساط السينما، مع مشاركة مخرجات وأفلام سياسية وأعمال من مناطق مختلفة من العالم.

فبعد حفلتي جوائز "بافتا" البريطانية و"أوسكار" الأميركية اللتين تعرضتا للانتقادات جراء عدم اختيار مخرجات وفنانين سود، تعهد مهرجان برلين، وهو أول مهرجان سينمائي أوروبي يقام هذه السنة قبل كانّ والبندقية، بالاهتمام بهذا الموضوع.

وقال كارلو شاتريان، الذي يدير المهرجان مع الهولندية مارييت ريسينبيك: "أطمح إلى توفير منصة للأفلام. نريد تخصيص مساحة للتنوع" في الفن السابع.

وحل هذا الثنائي مكان الألماني ديتر كوسليك، الذي أمضى 18 عاماً على رأس مهرجان برلين. واختير 340 فيلماً هذه السنة، من بينها 37.9 في المائة من إخراج نساء. ومن أصل 18 فيلما مشاركاً في المسابقة الرسمية لنيل جائزة "الدب الذهبي"، ستة أعمال من إخراج نساء أو أن النساء ساعدن في إخراجها.

وهذا العدد أقل من تمثُّل النساء القياسي خلال العام الماضي الذي بلغ نسبة 45 في المائة، إلا أنه أعلى من ذلك المسجل في مهرجانَي كانّ والبندقية اللذين رشحا مخرجتين فقط في دورتهما للعام 2019 من أصل 21 فيلماً في المسابقة الرسمية.

وفي خضم الجدل حول التمييز الجنسي وضعف التمثل، وقّع مهرجان برلين، العام الماضي، ميثاقاً من أجل المساواة بين الرجال والنساء، على غرار مهرجانات كبيرة أخرى.

قال مدير المهرجان الجديد كارلو شاتريان، عند تقديم الأفلام المختارة، نهاية يناير/كانون الثاني الماضي، إن "ستة أفلام لا تعني المساواة، إلا أننا على الطريق الصحيح لتحقيق ذلك".

ومن بين هذه الأعمال الفيلم الأخير للأميركية كيلي رايكارت "فيرست كاو" First Cow، وهي من الأسماء البارزة في السينما المستقلة، وفيلم البريطانية سالي بوتر "ذا رودز نوت تايكن" The Roads Not Taken، من بطولة خافيير بارديم وإيل فانينغ وسلمى حايك.

وسيكرم المهرجان أيضاً الممثلة البريطانية هيلين ميرن، بمنحها جائزة فخرية.

ومن المحطات الرئيسية المرتقبة في المهرجان السياسي بامتياز حضور هيلاري كلينتون، وهي محور فيلم وثائقي بأجزاء عدة، فضلاً عن كايت بلانشيت، وهي إحدى شخصيات حركة "تايمز آب" Time’s Up التي تشكلت في سياق حركة "مي توو" #MeToo للدفاع عن النساء في أوساط السينما والفن.


وعلى صعيد الأفلام، سيعرض المخرج الأوكراني أوليغ سينتسوف، الذي سجن مدة خمس سنوات، فيلم "نامبرز" Numbers، المستوحى من تجربة سجنه في روسيا.

ويتنافس على جائزة "الدب الذهبي" أيضاً الفيلم الأخير للإيراني محمد رسولوف، الممنوع من مغادرة إيران، وعنوانه "ذير إز نو إيفيل" There Is No Evil، وفيلم "تودوس أوس مورتوس" Todos Tus Muertos البرازيلي حول العبودية، ووثائقي بعنوان "إيرادييتد" Irradiated، من إخراج ريثي بان، الذي يكرس أعماله لمجازر الإبادة الكمبودية.

وأوضح مدير المهرجان أن "سيطرة الأجواء القاتمة عائدة ربما إلى أن الأفلام التي اخترناها تميل إلى النظر للواقع من دون أي أوهام، ليس لإثارة الخوف بل لأنها تريد أن تفتح عيوننا".

ويمنح المهرجان هذه السنة استثنائياً جائزة "دب فضي" مكان جائزة ألفرد باور، وهو مدير سابق لمهرجان برلين، بعد الكشف قبل فترة قصيرة عن ماضيه النازي. وأعلن المهرجان، الثلاثاء أيضاً، تكليف معهد التاريخ المعاصر في ميونخ بإجراء تحقيق بهذا الخصوص.

وتعود إلى لجنة التحكيم في المهرجان، برئاسة جيريمي أيرنز، مهمة اختيار الفائز بجائزة "الدب الذهبي" في 29 فبراير/شباط الحالي. وستعاون الممثل البريطاني الشهير في هذه المهمة خصوصاً الممثلة الفرنسية بيرينس بيجو، والإيطالي لوكا مارينيلي، والسينمائي الأميركي كينيث لونرغان، والبرازيلي كليبر مندونسا فيليو.


(فرانس برس)

المساهمون