مقهى الشابندر... روح بغداد القديمة

مقهى الشابندر... روح بغداد القديمة

بغداد

محمد الملحم

avata
محمد الملحم
31 يناير 2020
+ الخط -
على ضفاف دجلة، وفي شارع المتنبي، يتصدَّر مقهى الشابندر المشهد الثقافي من حيث عمره ورواده. إذْ ارتبَط اسم كل من شارع المتنبي ومقهى الشابندر، بنفس المكانة لروَّاد الثقافة، ولزائري المكان. وتحدَّث، محمد الخشالي، صاحب مقهى الشابندر، لـ"العربي الجديد"، قائلاً: "تمت تسميّة المقهى بالشابندر نسبة لمحمود سعيد، جد عائلة الشابندر، وهي عائلة بغدادية عريقة اشتهرت بالتجارة. وتقلَّد موسى الشابندر منصب وزير الخارجية في الحكومة العراقية عام 1941".

أسس محمود الشابندر عام 1904 المطبعة، وبعد احتلال القوات البريطانيّة لبغداد، نُفِي محمود الشابندر خارج العراق. وعام 1914، عاد إلى العراق، وألغى المطبعة ليؤسِّس المقهى. والجدير بالذكر، أنَّ وزارات الحكومة العراقية، كانت آنذاك في القشلة، وكان مُوظَّفو الوزارات كلهم من رواد المقهى. وأضافَ الخشالي: "وفي 1963، انتقلت إدارة المقهى لمحمد الخشالي. فمُنِعَت من لعب الدومينو وألعاب المقاهي. لتصبح عامل جذب للثقافة والمثقفين، حتى صارت قُبلةً لزائري بغداد من مختلف دول العالم".

وأكمل الخشالي: "تلقَّى المقهى عدَّة نكباتٍ. ففي سنة 1985، تمَّ حرق المقهى بفعل فاعل. وفي 2006 تمّ خطف أبنائي. والضربة الأخيرة كانت في 2007، إذْ امتدت يد الإجرام لشارع المتنبي، وقامت بتفجيره، الأمر الذي أودى بحياة 68 شخصاً، وتدمير مطبعتي المجاورة للمقهى وتهديم المقهى. واستشهد أربعة من أبنائي وحفيدي أيضاً. قطعتُ عهدًا على نفسي بعد المصاب الجلل، وأعدت المقهى بأحسن مما كان عليه، ليبقى رمزاً شامخًا للثقافة في بغداد".

الشاعر مُهنَّد إلياس تحدَّث لـ"العربي الجديد" عن أهمية المقهى وعمقه التاريخي، قائلاً: "يُعتبَر مقهى الشابندر من المقاهي المتميّزة جداً، وذلك لموقعه الاستراتيجي في شارع المتنبي، حيث يرتاده الكثير من الأدباء والمثقفين من كافة محافظات العراق والوطن العربي، وذلك لما يمتاز به المقهى من حالة تراثية متميزة ومتفردة". ورغم وجود عشرات المقاهي القديمة في بغداد، مثل: مقهى أم كلثوم ومقهى ليالي بيروت ومقهى الرصافة ومقهى الميدان، ومقهى الباشوات ومقهى عمر أفندي، إلا أن الشابندر ظل الأكثر اهتماماً.
وفي ذات السياق، قال المؤرِّخ البغدادي، أحمد الأعظمي، لـ"العربي الجديد"، إن أهميَّة المقهى تعود بشكل أساسي إلى "موقعه"، إذ أنَّ هناك مقاهي أخرى أكثر قدماً، وفيها قصص تاريخية، بينها مقاه مثلاً كانت منطلقاً لتجنيد العراقيين للتوجه إلى فلسطين في حروب التحرير العربية، ومقاه أخرى كانت سياسية لا تجد فيها إلا القوميين، ويقابلها مقاه خاصّة للشيوعيين. لكن مناطق تلك المقاهي إما اضمحلت وضعف النشاط التجاري حولها، وانتقل إلى مناطق أخرى، أو أن روادها الأصليين لم يعودوا قادرين على الذهاب لها، أو لأنها أغلقت بسبب عدم الربح. إذْ أنَّ كؤوس الشاي أو الأرجيلة لا يمكن أن تسدد احتياجات المقهى، ويتطلَّبُ الأمر زبائن مستمرين.


تابع الأعظمي قائلاً: "هذه المقاهي هي روح بغداد القديمة، وهي مُهدَّدة كلها كما هو الحال للكثير من آثار بغداد، والتي تعكس طابعها العباسي، إذْ باتت تتآكل بفعل الإهمال بعد عام 2003، أو نتيجة الجهل بالتاريخ وأهميته".
وتمنَّى الأعظمي من المتظاهرين في ساحات وميادين التظاهر إضافة مطلب آخر، وهو الحفاظ على الهوية العراقية التاريخية، وعدم السماح بالتعدي عليها، سواء كان ذلك عن جهلٍ أو عن عمد.

ذات صلة

الصورة
مسيرة في الأردن تنديدًا بالحرب على غزة (العربي الجديد)

سياسة

شارك الآلاف في الأردن بمسيرة شعبية حاشدة بعد ظهر اليوم الجمعة، انطلقت من أمام المسجد الحسيني وسط العاصمة عمّان، تنديدًا بالحرب الإسرائيلية على غزة.
الصورة
أبو تقوى السعيدي (إكس)

سياسة

أسفر استهداف طائرة مسيّرة مقراً لفصائل "الحشد الشعبي" يتبع لـ"حركة النجباء"، عن مقتل المسؤول العسكري للحركة مشتاق طالب علي السعيدي المكنى "أبو تقوى".
الصورة

سياسة

خرج آلاف اليمنيين يوم الجمعة في مسيرات حاشدة في عدد من المحافظات نصرة للشعب الفلسطيني وتنديداً بالقصف والجرائم الوحشية التي يرتكبها الاحتلال الاسرائيلي بحق سكان قطاع غزة المحاصر.
الصورة
قاعة الأعراس في الحمدانية في نينوى في العراق 1 (فريد عبد الواحد/ أسوشييتد برس)

مجتمع

أعاد حريق قاعة الأعراس في محافظة نينوى العراقية الذي خلَّف مئات القتلى والمصابين، ليلة أمس الثلاثاء، مشهد الحرائق المتكرّرة التي شهدتها البلاد في السنوات الأخيرة والتي خلّفت مئات القتلى والجرحى.

المساهمون