تيم حسن متخلياً عن "هيبته"

تيم حسن متخلياً عن "هيبته"

26 يناير 2020
تيم حسن خلع عباءة شيخ الجبل في العميد (ميديوم)
+ الخط -
لم تكن صدفة لقاء الكاتب والمخرج باسم السلكا، مع الممثل تيم حسن، في مسلسل "العميد"، والذي يعرض على منصة "شاهد". إذ سبق أن تعاون الاثنان في مسلسل "الهيبة"، وتحديدًا في الجزءين الأول والثاني (رمضان 2017 و2018).

عرف السلكا، المقيم في بيروت، هذه المرة، كيف يحرّك دفّة الميزان لصالحه. فبدا واضحاً أنه أعاد اكتشاف تيم حسن، الممثّل الذي تمَّ حصره في مسلسل واحد هو "الهيبة"، وذلك نظراً إلى تحقيق العمل عبر 3 مواسم نجاحاً مبهراً وغير متوقّع.

اليوم، نحن أمام شخصية مختلفة تمامًا عن شخصية "جبل شيخ الجبل" التي لعبها حسن في المواسم السابقة. يهجر الممثل السوري شخصية زعيم القبيلة والعصابة، أقلّه مؤقتاً، في انتظار تصوير الجزء الرابع من "الهيبة" في دمشق قريباً.

في "العميد" يتقمّص حسن شخصية "مراد جوخدار" وهو عميدٌ جامعي، يساعدُ الشرطة على كشف مُلابسات بعض الجرائم التي تقع في لبنان، بعد حصوله على إذنٍ خطّي من النيابة العامة. مسلسل تشويقيّ أيضاً، لكن في إطار يحمل أبعاداً مختلفة وغير محددة أو متوقّعة، كما هي الحال في "الهيبة".

هنا، نشاهد تيم حسن عائداً إلى صورته وأدواره الأولى، تلك التي حوّلته إلى نجم سوريّ ثمّ عربيّ في أعمال أغلبها اجتماعية. لكن المقارنة تبقى حاضرة. تيم حسن - الهيبة، صاحب الكاريزما الخارقة، يفقد البعض من سحره. هي لعنة الأدوار الناجحة ربما. فنجد مبالغة في المواقف التي يؤديها، ليقترب أداؤه من أداء ساحر يحاول فك لغز جريمة قتل مستعصية ووحشية. جريمة أودت بحياة رجل يتاجر بالأطفال السوريين اللاجئين في لبنان.

ورغم اختفاء بعض البريق في شخصية تيم حسن، يبقى الفضل الأكبر لباسم السلكا الذي حشد مجموعة من العوامل أو الأحداث التي تظهر حسن بطلاً خارقاً، لكن هادئاً ومتزناً في السياق الروائي للقصة. إذ مع التصاعد الدرامي وتطوّر الحلقات، نرى مراد جوخدار كبطل لا يقهر. فهو من الحلقات الأولى يعتمد على أسلوب المدرّس الجامعي الذي يعيش حياة هادئة، في منزل فخم، ويتفاعل بشكل حيوي مع طلابه، لننتقل تدريجياً إلى اكتشاف موهبته الفذة التي تساعد الشرطة على اكتشاف تفاصيل دقيقة في الجرائم.

هنا أمامنا ممثل بدّل في قصة شعره ومكياجه ولبسه، وتحوّل من رجل خارج عن القانون في "الهيبة" إلى رجل أكاديمي متّزن، يستغل أدنى التفاصيل للوصول إلى المعلومة التي بإمكانها كشف الحقائق من دون مبالغات أو صراخ، ولا حتى حيل خرافية. ولا يجد أمامه سوى "سلمى جابر" (كاريس بشار) الكاتبة التي فقدت زوجها وتحوّلت مع الوقت إلى متهمة.
 نتابع بمتعة مبارزة تمثيلية هامة بين تيم حسن وكاريس بشار، تنم عن نضوج واضح في لعب الأدوار وتُثري ذهن المشاهد.

لا تقل بشّار حرفية عن زميلها في المسلسل، وهذا ربما فتح الباب أمام جملة من الردود التي تستحق الثناء على هذا الثنائي، من الحركات المدروسة في لغة الجسد، إلى تقمّص النجمين السوريين دوريهما بطريقة تكاد تحسم نجاح هذا المسلسل الذي لا يغرق في الملل أو الاجترار، بل يتمّ تطويع أحداثه لمجاراة الواقع، بعيداً عن أي تأثير يجعل منه مستهلكا.

من الواضح أن المسلسل سيفتح أمام الكاتب والمخرج باسم السلكا مساحة جديدة، تبتعد عن الجو الاستهلاكي الذي سيطر على السوق الدرامية التلفزيونية والإلكترونية في السنوات الأخيرة.

دلالات

المساهمون