حمية الغلوتين: حديث من قمح

حمية الغلوتين: حديث من قمح

03 سبتمبر 2019
ليست كل الأغذية الخالية من الغلوتين مناسبة لمرضى السيلياك(Getty)
+ الخط -
لطالما كان مرض سيلياك سبباً لحرمان المصابين به من الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين. ففي هذه الحالة الطبية، يعجز من يعانيها عن تناول أطعمة معينة، لأنها تتسبب لهم بأعراض تصعب السيطرة عليها. لكن في السنوات الأخيرة، راجت الأطعمة الخالية من الغلوتين وتزايدت أعداد الذين يلجؤون إليها، لا لأسباب طبية كما في السابق، بل بهدف خفض الوزن. عن الحمية الخالية من الغلوتين، وهذه الأطعمة، تتحدث اختصاصية التغذية نيفين بشير، لتوضح ما إذا كانت حقّاً بالفاعلية التي يُحكى عنها للتخلص من زيادة الوزن سريعاً. 

يعتبر مرض السيلياك من الأمراض الشائعة مؤخراً وأساسه، بحسب نيفين بشير، مرض جيني يصيب المعي الرفيع فيؤدي إلى حساسية من الغلوتين؛ أي مجموعة من البروتينات الموجودة في القمح والشعير والشوفان. يستدعي ذلك طبعاً أن يتجنب المريض الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين. تكمن المشكلة، بحسب بشير، في أن أطعمة كثيرة نتناولها بشكل يومي تحتوي على الغلوتين، كالخبز بأنواعه وأنواع عديدة من الكورن فليكس والكوكيز والبيتزا والكروسان وخبز الهمبرغر وغيرها.

تقول: "من هنا تأتي أهمية قراءة لائحة المكونات بدقة بالنسبة إلى المريض، للتأكد من عدم وجود الغلوتين فيها، فيستبدل عندها القمح بمكونات أخرى لا تزعجه. علماً أنه ثمة أطعمة كثيرة نستهلكها يومياً وتحتوي على الغلوتين من دون أن يتم التنبه لذلك".

توضح بشير: "يضاف إلى ذلك، أن أحمر الشفاه قد يحتوي حتى على الغلوتين، وعلى المريض المصاب بمرض السيلياك بدرجات متقدمة أن يكون حذراً، وأن يتنبه إلى مختلف المستحضرات التي يمكن أن يتعرض لها وهي تحتوي على الغلوتين، إضافة إلى الأطعمة التي تحددها له اختصاصية التغذية وتعطيه البدائل اللازمة لها".

قد يسهل على المريض ملاحظة الأعراض الناتجة عن مرض سيلياك، لما يسببه من مشاكل في الجهاز الهضمي، كالألم في المعي والإسهال وفقدان الشهية. والأخطر بالنسبة للأطفال، بحسب بشير، أن المرض قد لا يؤدي إلى فقدان الشهية فحسب، بل أيضاً إلى نقص في النمو لديهم، ما قد لا يتم التنبه له سريعاً. مع الإشارة إلى أنه بعد التوقف عن تناول الأطعمة التي تحتوي على الغلوتين تتحسن حالة المريض مباشرة، ويرتاح المعي وتزول الأعراض المزعجة التي كان يعانيها. وبالتالي، يشعر عندها بتحسن واضح.

تؤكد بشير أنه في حال فقدان الشهية وخفض الوزن بسبب المرض تتحسن الحالة ويستعيد المريض عافيته سريعاً وتلتئم جروح المعي الناتجة عن الإسهال والمغص ويكتسب مجدداً الكيلوغرامات التي خسرها.

انتشرت مؤخراً الأطعمة الخالية من الغلوتين بكثرة، إذ شاع اللجوء إليها لسبب ومن دونه. وطرحت التساؤلات حول ما إذا كانت ثمة حاجة فعلاً إلى التركيز على الأطعمة في الغذاء، خصوصاً أنه زاد التركيز عليها بهدف خفض الوزن سريعاً.

تشدد بشير على أهمية الامتناع عن تناول هذه الأطعمة والتركيز عليها في الغذاء، في حال عدم وجود حاجة صحية تستدعي ذلك، وفي حال عدم الإصابة بمرض سيلياك الذي يتطلب تناول الأطعمة الخالية من الغلوتين. "ثمة طرق عديدة تسمح بخفض الوزن من دون أن تكون هناك حاجة إلى تناول الأطعمة الخالية من الغلوتين. فما من حاجة إلى هذه الأطعمة أو إلى حمية خالية من الغلوتين لخفض الوزن بوجود أنظمة عديدة مدروسة تسمح بخفض الوزن بطريقة صحية. بالنسبة لي ليست الحمية الخالية من الغلوتين الحل لزيادة الوزن، رغم أنها الحل الوحيد للمصابين بمرض السيلياك".

بالتالي، بحسب بشير، ليس ضرورياً الاعتياد على تناول الأطعمة الخالية من الغلوتين التي يتم التسويق لها بكثرة. كما أنه ليس ضرورياً العيش بحرمان، بل يمكن اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن لخفض الوزن للمدى البعيد، كما يمكن اللجوء إلى حميات عديدة تساعد على تحقيق هذا الهدف.

دلالات

المساهمون