"سرقولنا البلد": أغنية تهاجم تجاراً مقربين من الأسد

"سرقولنا البلد": أغنية تهاجم تجاراً مقربين من الأسد

27 سبتمبر 2019
يحصّل النظام أمواله من هؤلاء لأنه بات مُفلساً (Nurphoto)
+ الخط -
"رامي مخلوف.. شفط المصروف.. طالع نازل عم ياكل فينا ها المنشار". بهذه الكلمات، التي تعتبر الأولى من نوعها على صعيد النقد وتوجيه أصابع الاتهام لرامي مخلوف، "رجل الأعمال" وابن خالة رأس النظام السوري بشار الأسد، والمبيّض لأمواله، بث ناشطون مؤيدون للسلطة في سورية، من داخل مناطق سيطرة النظام، أغنية حملت عنوان "سرقولنا البلد"، يهاجمون من خلال كلماتها عدداً من رجال الأعمال الذين طالما كانوا مرتبطين بالنظام، بل ويدعمون حربه ضد السوريين الثائرين عليه.
طاولت كلمات الأغنية التي اتخذت من موسيقى الأغنية الإيطالية "بيلا تشاو"، إلى جانب مخلوف، سامر الفوز وهو رجل أعمال لم يتعرف السوريون إليه ضمن دائرة الأعمال ورجالها إلا بعد اندلاع الثورة السوريَّة.
توجهت إليه كلمات الأغنية بـ "سامر الفوز.. شهانا الموز"، وهو مالك قناة "لنا" الفضائية، وصاحب ومؤسس عدة شركات، منها "أمان القابضة" و"قدرات الغد" و"أمان للأسمنت" و"أمان دمشق المساهمة"، وغيرها من الشركات التي يتحكم من خلالها بجزء مهم من الاقتصاد السوري، وما يستهلكه السوريون. هو من الأشخاص المحسوبين على إيران، إذْ ينقسم الرجال المحيطون بالنظام من تجار أو ضباط ونافذين في ولائهم بين النفوذين الإيراني والروسي.
كما هاجمت الأغنية عائلة قاطرجي، وهم مجموعة من الأخوة (محمد براء، حسام، محمد آغا)، خرجوا من القاع إلى هرمه خلال سنوات الثورة الأخيرة. ما جعل الوصف الدقيق الذي ينطبق عليهم، سواء من قبل المؤيدين أو المعارضين على حد سواء، بأنهم "محدثو نعمة"، وتكونت ثروتهم التي تبلغ 300 مليار ليرة سورية من خلال التجارة بالنفط من المناطق التي كان يسيطر عليها تنظيم "داعش" سابقاً، وتقربوا من النظام بعد تشكيلهم ميلشيات عسكرية قاتلت ولا تزال إلى جانب النظام. كما تطرق مؤلفو الأغنية لفساد "أبو علي خضور" أحد تجار المعابر الذين كونوا ثروة طائلة من هذه التجارة، والتي باتت رائجة في أوقات الحصار على اختلافها زماناً ومكاناً.
تستجدي كلمات الأغنية أيضاً بشار الأسد، وذلك لإنقاذ السوريين من هؤلاء اللصوص والمتنفذين، علماً أن هؤلاء لم يكونوا ليجمعوا ثرواتهم ويستحوذوا على النفوذ لولاه.
ليس غريباً أن تصف الأغنية هؤلاء المتنفذين بـ "شلة الحرامية"، فهم معروفون من قبل السوريين على اختلاف توجهاتهم. لكن المستغرب هو السماح من قبل النظام بتمرير هذا النوع من التصريح والإشارة باللصوصية باتجاه أزلامه، والذين يعتبرون شركاء، بل مبيضي أموال حلقة ضيقة من قادة هذا النظام. ولعلّ التفسير الأقرب إلى ذلك، هو ترويج الحملة التي يقودها بشار الأسد لإفراغ حسابات هؤلاء، بعد أن تكدست فيها الأموال، وعنوانها الظاهر "محاربة الفساد". لكن ما خفي تنجلي عنه الحقيقة شيئاً فشيئاً، لتؤكد أن النظام بات في مرحلة إفلاسٍ نقدي، ولا سيما من القطع الأجنبي، وعليه أن يستعين بكل دولار، يستطيع تحصيله لمواصلة الحرب.
تتداول وسائل إعلام موالية ومعارضة أخباراً منذ عدة أشهر، عن ملاحقة لرجال أعمال ومسؤولين مقربين من النظام من بينهم القابض على الاقتصاد السوري وصاحب شركة "شام القابضة" رامي مخلوف، بالإضافة لسامر الفوز والأخوة قاطرجي، ووزراء ومسؤولين وجهت إليهم تهم الفساد والحجز على الأموال.

المساهمون