المحطات السعودية... عودة إلى الدراما التركيّة

المحطات السعودية... عودة إلى الدراما التركيّة

22 سبتمبر 2019
الممثل التركي كيفانش تاتليتوغ (بيرك أوزكان/ وكالة الأناضول)
+ الخط -
في التاسع عشر من شهر سبتمبر/ أيلول الجاري، أعلنت محطة MBC العراق عن بداية عرض المسلسل التركي "اصطدام" للممثل التركي الشهير، كيفانش تاتليتوغ. وبهذه الخطوة، ستكسر المحطة السعودية حاجز القطيعة بينها وبين الإنتاج الدرامي التركي. قطيعة أوقعتها في خسائر كبيرة، بعد قرارٍ اتخذ من قبل قيادات سعودية موالية للسلطة، يقضي بضرورة مقاطعة المسلسلات التركية، ظنًا منهم بأن هذا القرار هو نوع من الحصار على الدراما التركية، الأمر الذي قابله رئيس غرفة التجارة والصناعة التركي، أوزتورك أوران، بالسخرية. وقال يومها معلقًا، على قرار MBC حول وقف عرض المسلسلات التركية: "من يمنع عرض المسلسلات التركية سيكون هو الخاسر".
وبالفعل، عانت MBC لسنتين من هبوط سوق المتابعين والمشاهدين، وخصوصاً في موسم رمضان هذه السنة. وانخفضت نسبة المشاهدين بشكل مخيف، ما دفع القائمين على المحطة إلى إعادة التموضع. وأصرَّ المسؤول عن قنوات MBC، اللبناني علي جابر، على ضرورة اتخاذ قرار إنتاج مسلسل عربي، يعيد نسبة المشاهدة إلى سابق عهدها. لكن ضيق الأفكار عند جابر وفريقه، دفعتهم إلى تسليم الأمر لإحدى شركات الإنتاج التابعة لمنظومة MBC، فكان مسلسل "عروس بيروت" الذي يعرض حاليا وهو استنساخ للانتاج التركي "عروس اسطنبول"، وبهذه الطريقة الالتفافيَّة، حاول علي جابر أنّ يعيد الحضور التركي إلى الإنتاجات الدراميّة للمحطّة. لكن، حسابات جابر ذهبت أدراج الرياح، وفشلت الشركة المنتجة في إحراز أيّ تقدُّمٍ يتعلق بالمسلسل، لأسباب كثيرة منها إصرار المنتج التركي صاحب الحقوق الفكريَّة، على إشراك مجموعة من العاملين الأتراك في تصوير المسلسل الذي تصرُّ MBC على تسميته بأنّه مسلسل لبناني، وذلك كنوع من الترويج، لكن ذلك لم يمنح المحطة ما أرادته فعلاً، وخصوصاً أن معظم المشاهد الرئيسية للمسلسل صورت في تركيا، ولم تكن بيروت حاضرة إلا ببعض المناطق السياحية التي استخدِمَت كنوع من الخلفية على المشاهد.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هو: ما الذي دفع المحطة إلى إنتاج عملٍ مقتبس بدلًا من شراء حقوقه بالكامل؟ العمل المقتبس صار قصّة عربية تفتقر لأدنى معايير الإخراج والحبكة الدرامية. وحده أداء بعض الممثلين يأتي مقنعًا، أمام فداحة الأخطاء الإخراجيَّة التي تُعرَض بشكل يومي. النسخة العربيَّة لا تراعي ذكاء المشاهد الذي تابع النسخة التركية، وحاول اليوم المقارنة بين النسختين. ورغم تنامي الاختلاف التقني بين النسختين، إلا أنّ النسخة التركية بدت أفضل من العربية.
وفي السياق، لا تعترف المحطة السعودية بالضرر الذي لحق بها، إثر إلغاء عرض مسلسلات الدراما التركيَّة. وحاولت المحطة عبر باقة من البرامج التي أعدتها لبداية موسم الخريف الحالي، مثل: "فويس" بثلاث نسخ، و"الديفا" لسيرين عبد النور، وافتتاح محطة MBC5 التابعة لدول المغرب العربي، أن تعيد الأمور إلى ما كانت عليه. علمًا أنّه ليس معروفاً بعد، إذا ما كانت محطة MBC5 الموجّهة لدول المغرب العربي، هي فعلاً للجمهور المغاربي، أمّ أنها مجرّد زيادة للائحة المحطات، لرفع العائدات المالية، وتفادياً لأزمات مالية كبرى، بسبب تكاليف الإنتاج المرتفعة وقلّة المشاهدات.

لا شكّ في أنّ محاولة العودة السعودية إلى الدراما التركية، ستلبي احتياجات السوق والمتابعين لما قبل بداية موسم الدراما في رمضان المقبل، على الرغم من المقاطعة السياسيّة بين بعض الدول العربية. لكن ذلك سيحرك سوق الإنتاجات والإعلانات على حد سواء، ويعيد بعض المشاهدين إلى الشاشات الصغيرة من بوابة متابعة قصص حب مشوقة تحقق اليوم أعلى نسبة متابعة في العالم العربي، وذلك بعد فشل MBC في تحقيق عائدات كبيرة بعرض المسلسلات البرازيلية، إذْ رفضها الجمهور العربي تماماً.

المساهمون