فيلم "دم النخيل" يثير غضب ناشطي السويداء السورية

فيلم "دم النخيل" يثير غضب ناشطي السويداء السورية

17 سبتمبر 2019
فيلم يصور "بطولات جيش النظام" (فيسبوك)
+ الخط -
استنكر ناشطون من أهالي مدينة السويداء جنوبي سورية، الصورة التي نقلها عنهم فيلم "دم النخيل" للمخرج نجدة أنزور، والتي تظهرهم بمظهر الجبناء، حيث يصور الفيلم ما وصفها "بطولات جيش النظام"، في مواجهة تنظيم "داعش" في مدينة تدمر شرقي حمص.

ويظهر في الفيلم جندي تابع للنظام يتحدث بلهجة أهالي السويداء، قائلاً: "أني كنت مفكر (داعش) بدن يهجموا على تدمر، بس مكنتش عارف إنن صاروا بنص تدمر"، في حين تنسب البطولات لجندي يتحدث بلهجة أهالي الساحل السوري، الأمر الذي وجده أهالي السويداء شكلاً من أشكال الطائفية، التي عمل النظام على تعزيزها على مدار الأعوام الماضية، منذ انطلاقة الثورة السورية عام 2011.

وذكرت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام، أنّ الفيلم صور في ريف دمشق خلال 25 يوماً، وأنّه سلط الضوء على آثار مدينة تدمر السورية وعالم الأثار خالد الأسعد، متناولاً تخريب مقاتلي تنظيم "داعش" للآثار في المدينة، وعرض "برومو" الفيلم خلال وجود رئيس النظام بشار الأسد مع زوجته في دار الأوبرا بدمشق، في 11 سبتمبر/ أيلول الجاري.

وعلّق الكاتب السوري ماهر شرف الدين من مدينة السويداء، عبر حسابه على "تويتر" قائلاً: "عندما يفتتح بشار الأسد فيلماً لنجدة أنزور يصوّر فيه (الدروز) على أنهم جبناء، و(العلويين) على أنهم أبطال، فهذا أمر لا يمكن أن يكون عفوياً، خاصة وأن بشار سبق وتحدّث عن انزعاجه من رفض عشرات آلاف الشبان (الدروز) الالتحاق بالجيش، نعم نحن جبناء في ذبح أهلنا، وتركنا هذه البطولة لطائفتكم الشجاعة".

 

في حين وصف أحمد حجاج مشاهدة الأسد وزوجته لفيلم "دم النخيل" بـ"الأمر الوقح"، "لكون بشار الأسد المسؤول عن مقتل الطفل حمزة الخطيب، يشاهد بدوره فيلماً عن مقتل عالم الآثار خالد الأسعد على يد تنظيم داعش"، مختتماً تغريدة بعبارة: "حقاً لا أوقح من الطغاة سوى أبواقهم!"


وكتب تيسير دين الدين على "فيسبوك": "الأصدقاء الأعزاء، أبناء بلدي الأحبّة: قرأت الكثير من المنشورات التي تتحدّث عن فيلم (دم النخيل) ومخرجِهِ وكاتبِهِ، وقرأت ما ورد فيها من ذمِّ، ولا ألوم أصحابها على ما ورد، لأنّنا لا يمكن أن نقبل الإساءة من أحد، لكنّي أرغب بالإشارة إلى قضيتين بغاية الأهميّة، الأولى هي ردودُنا، فهي دعايةٌ مجانيّة للفيلمِ وأصحابه، والثانية أنّ المحامين والمستشارين الحقوقيين في بلدنا، يعرفون تمامًا كيف تُعالجُ قضيّة إثارة النعرات الطائفيّة، زمنَ الحربِ وزمنَ السلم".


وتابع: "أقترح تكليف فريق من المستشارين والمحامين المعروفين بنزاهتهم (وما أكثرهم) على مساحة الوطن، لرفع دعوى قضائيّة باسم السوريين الشرفاء، ضدَّ كل من له علاقة بالعمل أمام محكمة الإرهاب، يُطالَبُ فيها بمنعُ عرض الفيلم بنسختهِ الحاليّة منعًا باتًا، وبرفع الحصانة عن المخرج لمحاكمته مع فريق العمل، بتهمة إثارة النعرات الطائفيّة، وبدفع تعويضٍ ماليٍّ كبير كفيلٍ ببناء ضاحيةٍ سكنيّةٍ، في كل محافظة من محافظات القطر تسمّى (ضاحية الشهداء)، وتخصّص لأبناءِ الشهداءِ وعائلاتهم".

المساهمون