سوبورنا سنجوتي تصنع أفلاماً لا تُعرض في بلدها

سوبورنا سنجوتي تصنع أفلاماً لا تُعرض في بلدها

30 اغسطس 2019
سوبورنا سنجوتي: أفلام عن المرأة وحريتها (فيسبوك)
+ الخط -
عام 2018، أنجزت المخرجة البنغلادشية سوبورنا سنجوتي فيلمًا قصيرًا بعنوان "مونولوغ سمكة (Fish Monologue)"، عن زوجين يُهاجران من القرية إلى المدينة، مع حلمٍ بعيشٍ أفضل. الزوجة تنتظر طفلاً، والفيلم عن انتظار 9 أشهر، في هذه المدينة الكبيرة.

تُحيل القصّة إلى هجرة السمكة الحبلى إلى المياه الحلوة، عندما تشعر بقرب موعد الولادة. استقت سنجوتي أفكارها من مخالطة أفرادٍ في الوضع نفسه للزوجين، ووجدت أنّ المرأة تريد غالبًا الاستقرار في المدينة، والرجل يسكنه حنين إلى القرية، ويأمل العودة إليها.

لم يُعرض "مونولوغ سمكة" في "مهرجان دكا الدولي للسينما" (بلد المخرجة)، فالرقابة رفضته، ولم تقبل هي بحذف المَشاهد العائقة. في أحد تلك المَشاهد، تظهر المرأة واقفة تحت المطر، وهي تمسح على بطنها العاري بعد أنْ استقرّت عليه حبيبات المطر، فتبدو كأنّها تُبارك الطفل. في مشهد آخر، تقف أمام المرآة، داخل غرفتها، وتحاول اكتشاف جسدها أثناء الحمل. حجّة الرقابة كامنةٌ في عنوان واحد: "لا للعري". لكن سنجوتي لا ترى عري المرأة، بل "حالتها الداخلية"، التي لا يُمكن التعبير عنها إلا بهذه الطريقة. لذا، فضّلتْ تقديم فيلمها في عروض خاصة فقط، وفي مهرجانات مختلفة، ففازت بـ5 جوائز في مومباي وكلكوتا وغيرهما.

رؤيتها للأمر واقعية. تقول (في لقاء خاص معها): "بلدي هكذا. إنْ أنجزتُ فيلمًا، لا أستطيع مشاركته إلا مع بقية العالم". تُضيف أنّها تحبّ المخرجة الفرنسية كلير دوني، وأنّها تريد تحقيق فيلمٍ تستطيع، من خلاله، أنْ تُعبِّر عن رؤيتها للواقع والفن، وتطبيق ما تعلّمته. ترغب في صنع فيلم عن نساء وتجاربهنّ، وعن رؤية المرأة وحريتها. لكن ردود الفعل في بلدها على أفلامٍ كهذه "تمنعها" من عرضها فيه.



حاليًا، تعمل سوبورنا سنجوتي على سيناريو مشروع جديد، فيه حوار بين أبٍ وابنته. حين أطلعت والدها عليه، سألها أولاً: "أستعرضينه هنا؟". تقول: "جمهورنا غير جاهز. لن أكون فتاة جيّدة إنْ تحدّثت عن هذا، مع أنّ كلّ ما سأقوله هو حقائق عن الحجّ". تُضيف: "هناك فتاة صغيرة تسأل والدها عن الحجّ، وتستفسر عن ذهابه إلى هناك، فيردّ عليها: الله لم يفرض عليّ الذهاب، بل على من يستطيع إليه سبيلاً". لكنّ الأغنياء وحدهم فقط من يستطيعون إليه سبيلاً في بلدي، كما تفكّر الصغيرة، وهي تعرف أيضًا أنّ كلّ من يذهب ستُمحى ذنوبه". تنتهي إلى القول إنّ "الفقراء لا يكفيهم أن يكونوا فقراء، بل إنّ ذنوبهم لن تُمحى". هكذا تتابع الصغيرة أفكارها.

المساهمون