ميادة الحناوي... أبعد من الموقف السياسي

ميادة الحناوي... أبعد من الموقف السياسي

26 اغسطس 2019
أخطأت ميادة الحناوي بعدم مواكبة المتطلبات الفنية (بلال جاويش/الأناضول)
+ الخط -
لا تنشط ميادة الحناوي فنيًا إلا نادراً. تعيش صاحبة "نعمة النسيان" على مجد عمره أكثر من عشرين عامًا، بعدما حملتها الصدفة إلى لقاء الموسيقار المصري الراحل بليغ حمدي، وتعاونا في ألحان لقيت الصدى والنجاح. يومها، كان بليغ حمدي على خلاف مع زوجته المطربة الراحلة، وردة، واستطاع بحنكة أن يوصل لوردة، سلسلة من الرسائل المُبطنة، من خلال كلمات وألحان أغاني ميادة الحناوي. اعترفت وردة نفسها بذلك، لكن حظوظ نجاح ميادة الحناوي توقفت عند ذلك الزمن.

لم تستطع ميادة الحناوي منذ التسعينيات أن تُجدد أو تُقدم أعمالاً غنائية تلقى الصدى المطلوب لاستمرارها. والواضح، أنها أنهَت مسيرتها من ناحية إنتاج أغان خاصة في منتصف التسعينيات عند صدور ألبومها "أنا مخلصالك" من ألحان صلاح الشرنوبي. تُكرّر ميادة الحناوي دائماً، أنّ لها في ذمة شركة "عالم الفن" لمحسن جابر مجموعة من الأغاني المُسجلة، والتي ترغب في إصدارها. لكن المنتج، محسن جابر، ومنذ أكثر من 18 عامًا، لا يجيب ميادة الحناوي، ولا يبدو أنّه يعتزم على إصدار الأغاني المُسجّلة. قبل أيام، أعلنت لجنة مهرجانات بلدة حراجل اللبنانية، عن إلغاء حفل لميادة الحناوي هذا الأسبوع. الخبر أثار جدلاً واسعًا، حول خلفية الإلغاء، وقال البعض إن وضعها الصحي هو السبب، خصوصاً بعد تعرضها لسقطة على مسرح مهرجان صفاقس جنوب شرق تونس، قبل أسبوعين، لكنها تابعت برنامجها، واعتذرت من الجمهور، وتابعت الغناء وهي جالسة على كرسي أحضر خصيصاً لها.

مصادر في لجنة مهرجانات حراجل في لبنان، قالت إن الإقبال على شراء البطاقات لحضور حفل ميادة الحناوي كان ضعيفاً، لذلك، اضطرَّت اللجنة إلى الاعتذار من مدير أعمالها وإلغاء الحفل، فيما اتهمت الحناوي المنظمين بالإهمال. وقالت في تصريحات متناقلة، إنَّها أخطأت في القبول بالحفل، بعدما وقَّع مدير أعمالها على العقد مع مدير المهرجان، وإنّ ذلك كان يلزمه مزيداً من التفكير. لكنَّ السؤال، هل صحيح أنَّ الجمهور لم يعد يأبه لحضور ميادة الحناوي؟ وأنَّ الإقبال على حفلها في لبنان كان ضعيفاً؟ وهل لموقفها السياسي ومناصرتها للنظام السوري سببٌ آخر لغيابها أو لعدم تفاعل الجمهور معها؟

ثمة أسئلة مُلحة أكثر، بعيداً عن الشأن أو الموقف السياسي الذي تجاهر به الحناوي وهو مناصرتها لنظام الأسد، ربما يكمن في الاعتماد على الأسلوب النمطي في حفلاتها، إذْ لا جديد غنائيا، ولا تفاعل موسيقياً يشد من عزيمة جيل عرف ميادة الحناوي قبل ثلاثة عقود، ويكلف نفسه لحضورها، على عكس أبناء جيلها من المغنين، ونذكر سميرة سعيد، والفنان كاظم الساهر، إذ تحقق حفلاتهما أعلى نسبة حضور في أكثر من بلد عربي، بما فيه لبنان.

ربما تكون ميادة الحناوي أخطأت في غيابها عن أي نشاط أو فعل تجديدي في حياتها الفنية، وعيشها على نجاح قديم مرتبط بعمالقة الملحنين المصريين، وجمهور تحول مع الزمن، إلى جمهور يسابق الوقت، باحثًا عن كل هو مثير أو جديد، خصوصا مع أهمية مواقع التواصل الاجتماعي، والتي تغيب عنها الحناوي بشكل تام.

دلالات

المساهمون