"الهيبة": وعود درامية مؤجلة

"الهيبة": وعود درامية مؤجلة

15 اغسطس 2019
لم يكن المصير الدرامي المجهول لبطل العمل مبرّراً (الصباح)
+ الخط -
لا يمضي يوم إلا ويعود "الهيبة" طبقاً دسماً لحديث الإعلام والصحافة؛ فبعد أن تم سحب دفة قيادة الحكاية من يد باسم السلكا الذي قاد قلم المسلسل لثلاثة مواسم، وإعطاؤها للسيناريست السوري فؤاد حميرة، صاحب الرصيد القوي في الدراما السورية، حتى بدأت رحلة البحث عن العنصر النسائي الذي سيقف إلى جانب الممثل تيم حسن. رحلة لإعادة إحياء البطل من المصير المجهول في الحلقة الأخيرة التي انتهت من دون تبرير درامي عبر تصاعد للحدث بطريقة مباشرة، تم حشره فيها، وهذا ما لا يفسر في المنهج الحديث لتصاعد الحبكة الدرامية .

برزت عدّة أسماء للواجهة، منها الممثلة اللبنانية ستيفاني صليبا، ضمن إشاعات كانت قد ظهرت بعد انتهاء العمل مباشرة، أغلب الظن اختيرت صليبا كونها قدمت دوراً جديداً هذا العام في "دقيقة صمت"، ليكون قطع الشك باليقين بعد موجة من حديث الشارع عن حواريات تدور بين صناع العمل، تقول إن البطلة ستكون سورية، حتى تم إعلان اقتراح النص للفنانة السورية سلافة معمار.
وفي رفض واضح لجمهور سلافة، وإصرارهم على عدم مشاركتها بمثل هذه النوعية التجارية، كما وصفوها، راغبين بأن تقدم لهم معمار شخصية تترك عند المتلقي انطباعاً إنسانياً، مستمدين من الحواريات جملاً يستخدمونها في مشاركاتهم اليومية على السوشيال ميديا.

لم يعلن رفض أو قبول سلافة للدور، إما خوفاً من توثيق حقيقة عرض النص عليها، أو لكون العمل، أساساً، بعيداً عن خياراتها، حتى تم إعلان النجمة السورية ديمة قندلفت بطلةً للموسم الرابع؛ إذ اختارها البرقاوي لتكون ورقة رابحة لتمكين الحالة التمثيلية في العمل، بعد هبوطه ووقوعه في مطب الترويج للمسلسل عن طريق عارضات أزياء، كما وصفهم الجمهور الذي لم يكن على خطأ، فالترويج عن طريق استعراض اللباس والمكياج كان واضحاً عن طريق البطلات اللواتي وقفن إلى جانب "جبل شيخ الجبل" ليثبت أعمدة النص بقلم الكاتب فؤاد حميرة، ويقوي الرابط الحواري والأداء التمثيلي عن طريق الارتكاز على ممثلة احترافية، مثل ديمة قندلفت، التي تحمل رصيداً قوياً بأعمال ناجحة في الدراما السورية وبأكثر من 60 عملاً تلفزيونياً، مثل "أشواك ناعمة"، و"أهل الغرام"، و"شاء الهوى"، و"غزلان في غابة الذئاب".
هذا الخيار كان بمثابة صحوة للبرقاوي، إذ رأى أن العمل الناجح يحتاج جدارة بالحضور، وأن شهرة العمل غير كافية ليكون احترافياً، بل الحرفية تحتاج لتكامل في النص والصورة والأداء التمثيلي، بالإضافة لقضية تواجه الصورة الإيجابية التي عكسها العمل عن تجار السلاح المهرب والمخدرات .
سيحضر على بال من يتابع سؤال: هل هناك ثورة قادمة من النجوم اللبنانيين على هذا العمل؟ لن يكون كافياً دخول الممثل اللبناني عادل كرم ليروي ظمأ النجوم اللبنانيين من مسألة سيطرة النجوم السوريين على الساحة العربية، بينما تندرج هذه الأعمال تحت إطار العمل العربي المشترك، إلا أنهم مصرّون على مسألة أنها لبنانية الصنع، رغم أن الكوادر الصانعة مثل الإخراج والكتابة، وحتى الفنيين، بغالبيتهم سوريون.

بينما مسألة الإنتاج أيضاً مدوّنة تحت عنوان الإنتاج العربي المشترك، كون "الصباح" تصدرت للمستوى العربي خارجة عن الإطار المحلي، وحتى بعض النقاد يرفضون مساواة الممثل السوري مع اللبناني، معتبرين الممثل السوري أكثر ثباتاً وحرفية بسبب متانة التمرين والتدريب والثقافة التي يخضع لها خلال فترة دراسته أو خلال فترة اكتشاف الموهبة، موظفين الخبرة اللبنانية بأنها إعلامية أكثر من كونها درامية، على عكس السورية التي تحترف الدراما مفتقرة لحضور إعلامي في قنواتها مثل القنوات اللبنانية المعروفة والمتابعة عربياً.

موسم رمضان 2020 سيكون نقلة جديدة لـ "الهيبة"، مُصدّراً في قائمة البطولة الفنانة منى واصف، والفنان تيم حسن والفنانة روزينا اللاذقاني، بالإضافة لأويس مخللاتي، وبحضور الفنانة ديمة قندلفت، متجاوزاً فكرة ما ينتظر العمل من كلام ثقيل الحمل من النجوم اللبنانيين، رغم مشاركة الفنان اللبناني عادل كرم والفنان عبدو شاهين.

المساهمون