قرية تركية ينحدر منها بوريس جونسون... تعرفوا إليها

تعرفوا إلى قرية بوريس جونسون التركية: أهلها يرحّبون بعودته شرط تصفيف شعره

29 يوليو 2019
كالفت قرية الأجداد الأتراك لبوريس جونسون (تويتر)
+ الخط -
مع تولي بوريس جونسون منصب رئيس وزراء بريطانيا، كثُر الحديث عن أصوله التركية. وذهب الكثيرون لاسترجاع سيرة جده الأكبر، علي كمال بيك، والذي أعدم في سن الخامسة والخمسين، بتهمة الخيانة والتحالف مع الإنكليز ضد الاستقلاليين.

لكن السؤال الآخر الذي أثار اهتمام البعض كان حول التفاصيل الأخرى لقرية جونسون في تركيا، وهل لا يزال هناك من تربطه علاقة قرابة به؟ وماذا يأمل الأهالي في المنطقة من الرجل؟

ينحدر جونسون من قرية كالفت إحدى القرى التاريخية القديمة التابعة لولاية تشانقري، وسط تركيا، ويقدر عدد سكانها حالياً بألفي نسمة، وتبلغ مساحتها 22 كلم.

وأكثر ما عرف عن أسلاف جونسون، وهم من الشركس هو شكلهم المميز بالشقرة، ولذلك سمّى البعض بلدة كالفت قرية الأتراك الشُقر.

ولا تزال ست عائلات تقيم في القرية وتربطها علاقة وثيقة بأحمد رضا أفندي، جد جونسون. وعقب توليه منصبه الجديد ظهر المواطن التركي ساتلميش كاراتكين وهو أحد أبناء القرية، قائلاً إن جونسون ابن عمه.

ويأمل التركي ساتلميش أن يستضيف رئيس الوزراء البريطاني في قريتهم، ولو لمدة بسيطة. ولكن ساتلميش تحدث وهو غير مقتنع بشعر جونسون، غير المصفف، مفضلاً أن يمر على الحلاق قبل أن يزور قريتهم، والأمر ذاته أعرب عنه الكثير من الأهالي، الذين بادروا لتوجيه دعوات لجونسون لزيارتهم.

ومن بين ما قاله ساتلميش للصحافة التركية "جونسون ابن عمي، وكل ما نريده أن يأتي إلى هنا، وأن يزور أرض الأجداد، وبلا شك فإنننا سنكرمه".

ويعتقد أهالي قرية كالفت كما هو حال الكثير من الأتراك الآخرين، أن تولي جونسون منصب رئيس الوزراء قد يحسن من العلاقات بين البلدين.

ويؤكد ذلك ادم كاراجاتش، وهو أحد أبناء القرية، الذي قال "إذا كان جونسون يتذكر جيناته العثمانية، فقد يساعده ذلك على إقامة علاقات وثيقة وطيبة مع تركيا".

بدوره، قال مختار القرية التركية بيرم تاوقجي في حديث للصحافيين إنهم فرحوا جميعاً في القرية بخبر فوز جونسون بمنصب رئاسة الوزراء، ولم يتردد هو الآخر في الحديث عن رغبته بزيارة جونسون في بريطانيا من أجل تهنئته بمناسبة تسلمه المنصب الجديد.

وليست هذه المرة الأولى التي يوجه فيها الأهالي دعوة لجونسون لزيارة قريتهم. فقد سبق أن فعلوا ذلك عندما تولى منصب وزير الخارجية، إذ قطع بعض المواطنين هناك وعوداً على أنفسهم  بأن يذبحوا خروفاً في حال وافق على زيارة قريتهم، وهو الأمر الذي قد يتكرر بالفعل في حال زارها مستقبلاً، بعد أن أصبح رئيساً للوزراء كما قالوا.

وعند النظر إلى طبيعة الحياة التي يعيشها الأهالي في قرية كالفت، فإنها لا تختلف كثيراَ عن طبيعة الأرياف التركية والتي يعمل أغلب قاطنيها في الزراعة والرعي.

ولكن أكثر ما يميز هذه القرية هو حرص الأهالي على التجمع مساء كل يوم من أجل احتساء الشاي، وتبادل النقاشات، والأحاديث. وقد وجدوا خلال الفترات الأخيرة ما يثير اهتمامهم بالحديث أكثر عن جونسون، ومنهم من بات يوجه الشكر له لأنه جعل قريتهم مشهورة.

وبالطبع فإنه لا يوجد شيء مميز أكثر يمكن تعريف القرية به، والتي تقع على بعد 80 كيلومتراً من البحر الأسود، وتحيط بها حقول القمح والمراعي الخضراء، سوى بعض المعالم البسيطة وهي مسجدان ومدرسة ابتدائية وموقف حافلات قديم.

وأصبحت هذه القرية خلال الأيام الماضية محل حديث الصحافة التركية، والدولية التي بدأت في التنقيب عن حياة الرجل وتاريخه الاجتماعي والسياسي، خصوصاً شخصيته المثيرة للجدل ومتعددة الهويات.

المساهمون