ثنائي مغربي وهندي يختتمان مهرجان "كناوة.. موسيقى العالم"

ثنائي مغربي وهندي يختتمان مهرجان "كناوة.. موسيقى العالم"

الصويرة
حنان النبلي
حنان النبلي
صحافية مغربية، حاصلة على ماستر متخصص في الدراسات الأدبية والثقافية في المغرب. من أسرة "العربي الجديد".
23 يونيو 2019
+ الخط -
أسدل الستار، اليوم الأحد، على فعاليات الدورة الثانية والعشرين لمهرجان "كناوة.. موسيقى العالم" الذي انطلق  الخميس الماضي في مدينة الصويرة المغربية، على المحيط الأطلسي.

وشكلت دورة هذه السنة، التي اختير لها شعار "فسحة للسفر ودعوة ساحرة للموسيقى"، مناسبة للاحتفال بالفن الكناوي الأصيل عبر موسيقى الأجداد، إلى جانب الانفتاح الكبير على تجارب موسيقية عالمية، لقيت إعجاب الجمهور الذي حضر بكثافة لمتابعة الحفلات.

وتميز حفل مساء أمس السبت، بسفر فني للفنانة البريطانية من أصل هندي سوشيلا رامان، إذ حلقت عبر صوتها القوي والناعم بالجمهور بموسيقى جمعت بين الغناء الشعبي والروك آند رول.

ولم تخف سوشيلا رامان إعجابها بجمهور هذا المهرجان العالمي، وغنت اللون الكلاسيكي لجنوب الهند الذي كان شاهداً على بداياتها في سن مبكرة، كما بدا تأثير السول والبلوز والروك واضحاً في نمطها الموسيقي، قبل أن تستكشف تقاليد مختلفة من الموسيقى الهندية: الأغاني التعبدية الإثنية التاميلية.

وبعد عرض رامان، أتحف الفنان والمعلم المغربي الشهير، حميد القصري، الجمهور باللون الموسيقي الذي يجيده.

معرض فوتوغرافي تكريماً لراندي وستون، أحد أعلام موسيقى الجاز (العربي الجديد)

وافتتح القصري، حفله الفني، بالضرب على آلة الطبل، رفقة مجموعته، والصلاة على النبي الكريم والترحم على الأجداد والصالحين، والمعلمين الكناويين الذين غادروا من دار الفناء إلى دار البقاء، قبل أن يحرك بهجهوجه (الكنبري)، قلوب كل "المجذوبين"، ويشرع في أداء جملة من الأغاني الكناوية من قبيل "ميمونة" و"سيدي موسى"، أوصلت الجماهير الحاشدة إلى حالة من "الجذبة" التي علت معها التصفيقات واهتزت الرؤوس، في انسجام واندماج كبير مع الإيقاع والكلمات في ما يشبه "جلسة تطهيرية"، أفرغ عبرها الحاضرون كل "الطاقة السلبية"، كما علق أحد متابعي الحفل وهو يتمايل مع الإيقاعات في كل الاتجاهات.

وفي تجربة فريدة، وخلال الليلة الأخيرة، قدّم كل من "سفير الأغنية الكناوية الشعبية" حميد القصري، ورائدة فن التاميل، سوشيلا رامان مزجهما الموسيقى، ورقصت سوشيلا فوق المنصة بحماسة معبرة عن إعجابها بالجمهور الكناوي.

أما منصة الشاطئ، فاهتزت على إيقاعات خلف كناوة الرباط، المعلم سعيد الواصف الذي بدأ مساره الفني سنة 1996، والمعلم عصام ارت ابن مدينة الرباط الذي انجذب إلى موسيقى كناوة منذ صباه، وإدريس الحضري الذي صنف ثاني أحسن صوت في مهرجان المواهب الشابة بالصويرة في 2006، إلى جانب الفنان بالوجي من جمهورية الكونغو الديمقراطية والمولع بالجمع بين الراب والموسيقى الأفريقية ومنها جاء لقبه "ساحر عابر للقارات".

تلا ذلك مزج بين المعلم حسام غانيا وفرقة هاهوما التي تأسست على يد الملحن الشاب أمين فرتوت في 2015، وخلقت لنفسها بصمة خاصة، إذ تمزج في موسيقاها بين الروك والريغي والفانك، كل هذا على نغمات الكمان والباس، والقيتارة، فضلاً عن آلة الإيقاع.

وفي دار اللوبان، كان لقاء كل عشاق المعلم رشيد الحمزاوي الذي ينحدر من أسرة كناوية بالدار البيضاء.

كما قدم "عيساوة مكناس" طقسهم الفرجوي التقليدي، لتعقبه الليلة الشمالية، التي تضمنت تكريم ثلة من المعلمين الكناويين ومنهم عبد الله الغورد، عبد الواحد ستيتو، عبد القادر حدادة، وعبد الله الجامعي. وفي زاوية عيساوة، رقص الحاضرون دون توقف مع المعلم عبد السلام كردن، والمعلم كبير والمعلم مولاي الطيب الذهبي.

وتضمن برنامج هذا الحدث الفني، الأحد، عرض فيلم "راندي في طنجة" وشجرة الكلام التي تعد إحدى المحطات الضرورية التي دأب عليها المهرجان منذ سنة 2006، فهي لحظة يلتقي فيها الفنانون والنشطاء والثقافيون وكناوة لتبادل النقاش ووجهات النظر مع رواد المهرجان في دار الصويري، كما نظمت ورشة إيقاع وموسيقى مع غاني كريجة الذي ترعرع في قلب ثقافة كناوة، وهو يستكشف ويستمع إلى العديد من الأنماط الموسيقية لشمال أفريقيا التي تشكل اليوم القاعدة التي تقوم عليها أعماله الموسيقية.

وفي ساحة باب السبع تم تنظيم كرنفال عيساوة الصويرة وقراقب (آلات نحاسية) ورقصات الكويو، فيما غنت في ساحة الساعة فرقتا كانغا أكادير، وديام الإيقاع من السنغال.

وفي شارع محمد الخامس؛ قدم عيساوة مكناس لوحة فنية فرجوية، إلى جانب حمادشة الصويرة، وفرقتي أحواش حاحا، والصويرة للإيقاع.

وعرف المهرجان تكريم روح راندي وستون، أحد أعلام موسيقى الجاز، الذي توفي سنة 2018 بعد 92 عاماً من التألق الموسيقي، وتضمن التكريم ثلاث فقرات: ليلة كناوية، معرض للصور حول الراحل، وعرض شريط وثائقي.

كما تضمن البرنامج تنظيم ندوة حول موضوع "قوة الثقافة في مواجهة ثقافة العنف"، سلطت الضوء على دور الثقافة والفاعل الثقافي في تخفيف التوترات وتعزيز الحوار في عالم أكثر عنفاً وانقساماً من أي وقت مضى.

وبهذه الفقرات انتهت مغامرة إنسانية وفنية كشفت عن ثراء الثقافة الشعبية وأكدت على الجذور الأفريقية، من خلال الاحتفاء بهذا التراث الذي يشكل أحد مقومات الهوية والثقافة المغربية، بالإضافة إلى حمولته الرمزية في الدلالة على العيش المشترك في ظل التنوع العرقي والثقافي بالمغرب.

دلالات

ذات صلة

الصورة
يشارك أطفال المغرب في كل فعاليات دعم غزة (العربي الجديد)

مجتمع

يلقي ما يعيشه قطاع غزة من مآسٍ إنسانية من جراء قتل الاحتلال الإسرائيلي آلاف الأطفال الفلسطينيين، بظلاله على كافة مناحي الحياة في المغرب.
الصورة
آلاف المغاربة يطالبون بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الإتصال الإسرائيلي بالرباط (العربي الجديد)

سياسة

تظاهر آلاف المغاربة، اليوم الأحد، في قلب العاصمة الرباط، تنديداً بـ"محرقة غزة"، وللمطالبة بإسقاط التطبيع وإغلاق مكتب الاتصال الإسرائيلي.
الصورة

سياسة

أطلقت شخصيات مغربية رفيعة عريضة، تطالب الدولة بإلغاء كل اتفاقيات تطبيع العلاقات مع إسرائيل التي تواصل استهداف القدس والمسجد الأقصى، وتمعن في ارتكاب جرائم حرب بالجملة ضد الإنسانية.
الصورة
رفض للمجازر الإسرائيلية بحق غزة (أبو آدم محمد/ الأناضول)

مجتمع

منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، هتف المغرب نصرة للفلسطينيين وأهل غزة، وخصوصاً المشجعين الرياضيين "الألتراس"

المساهمون