"مترو المدينة"... ليالي أضواء رمضان

"مترو المدينة"... ليالي أضواء رمضان

26 مايو 2019
ساندي شمعون في أحد العروض (مترو المدينة)
+ الخط -
لم يعد الموسم الفني في رمضان يقتصر على المسلسلات الدرامية التي تُعرض على شاشات التلفزيون، بل هناك الكثير من الفعاليات الفنية باتت تقام في هذا الشهر بالذات، وكسرت العُرف القديم.

من هذه الفعاليات، ما يحدث كل سنة على خشبة مسرح "مترو المدينة" في بيروت؛ إذ خصص ليالي الآحاد من شهر رمضان الجاري لعرض فعاليات أعدها خصيصاً، وقد حملت هذه الفعاليات الفنية اسم "ليالي أضواء المترو".

بدأت حكاية "مترو المدينة" مع رمضان قبل عامين، عندما قاموا بإعداد عرض فني رمضاني حمل اسم "يا نايم وحّد الدايم"، الذي أخرجه خالد صبيح؛ حيث أعد الأخير صالة "مترو المدينة" حينها لاستقبال عرض غنائي، مستوحى من ليالي الأنس في الحارات الشامية التقليدية، وقد مال العرض بشكل كبير إلى تقديم الموشحات الأندلسية بصوت شانتال بيطار، في فضاء درامي مستوحى من الصور النمطية عن شكل البيوت في الدراما السورية.

في رمضان الماضي، أعد "مترو المدينة" فعالية مختلفة، وهي فعالية "رمضانيات أحمد قعبور"؛ حيث استعان المسرح آنذاك بقعبور لإحياء برنامجه الفني، مستفيداً من إرثه الموسيقي الذي كان يتداوله بهذه المناسبة الدينية.

لاقى العرض إقبالاً حينها، وذلك لأن اسم قعبور ارتبط، على مدى سنوات، بشهر رمضان، من خلال أغنياته التي رافقته وعيد الفطر، وصاحبت ألعاب الأطفال ومعاناة بعضهم، ولا سيما الأيتام منهم، فكان قعبور حاضراً على الشاشات اللبنانية في رمضان في التسعينيات، حيث إن برنامجه "حلونجي يا إسماعيل" كان أحد أكثر البرامج الرمضانية شهرةً ومتابعة.

وعلى الرغم من أن عرضي "مترو المدينة" في الموسمين الرمضانيين السابقين يختلفان بشكل كلي من حيث هوية المؤدّين وشكل الأداء؛ لكنهما كانا يتمتعان بصفات مشتركة، بدت وكأنها الخط الرفيع الذي يحمل ملامح العروض الرمضانية لـ"مترو المدينة"، وأبرزها المشاهد الأدائية البسيطة التي تتخلل الأغاني، والتي في الغالب تركز على بعض الطقوس والحركات الأكروباتية التي تتكرر بشكل دوري في رمضان، مثل دورات المسحراتي الصباحية على الشوارع البيروتية، والصيحات التي ينادي بها، وأشهرها "يا نايم وحّد الدايم".

وفي المقابل، فإن العرض الفني الذي أعده "مترو المدينة" لرمضان الجاري (ليالي أضواء المترو)، يختلف عن العرضين السابقين في العديد من النقاط، منها أن العرض لم يهتم برسم فضاء يستحضر الأجواء الرمضانية، ولم يعطِ أهمية للمشاهد الأدائية والتمثيلية كما كان يفعل في السنتين السابقتين، بل إنه عرض موسيقي بامتياز، تتشارك فيه أربعة أصوات في كل ليلة لتقديم أغان شرقية متنوعة، من أنماط موسيقية ومقامات متعددة؛ فتناوب على أداء الأغاني في الليلة الأولى كل من ياسمينا فايد، وإيلي رزق الله، وساندي شمعون ورياض جعفر.

وفي حين أغفل القائمون على العرض ملامح المشاهد البصرية الرمضانية الخاصة بالمترو، إلا أن العرض لم يخل بشكل كلي من عناصر الفرجة، ويبدو ذلك واضحاً في أغنية "حاجة غريبة"، التي تشارك فيها إيلي رزق الله مع ياسمينا فايد، والتي حضر بها على المسرح مقعد خلفي لسيارة قديمة، وكذلك هو الحال في أغنية "قاضي البلاج يا قاضي" التي حضر بها فضاء البحر.

لكن هذه التزيينات والتلوينات البصرية التي تناغمت مع الأداء الفردي والجماعي للأغنيات، لم تغير شيئاً من واقع العرض الجديد، فهو عرض غنائي بحت، ويكتسب قيمته من خلال أصوات المؤدين والأسلوب الذي تقدم به الأغاني، وقد جاء بعد تجارب امتدت لسنتين اختبر بها فريق "مترو المدينة" ذائقة الجمهور في لبنان.

دلالات

المساهمون