"ذا كرانبيريس": الفرقة تودّع الجمهور
يحمل الألبوم صبغة عاطفية خاصة، لكونه تم إصداره بعد رحيل المغنية الرئيسية في الفرقة، دولوريس أوريودران، التي غادرت يوم 15 يناير 2018. ورغم رحيل أوريودران، إلا أن صوتها رافق جميع أغاني الألبوم، الذي عمل باقي أعضاء الفرقة على تسجيله على مدار العام الماضي، مع المنتج الموسيقي ستيفن ستريت. وُصف العمل باعتباره هدية تركتها أوريودران لجمهورها.
بدأت مسيرة "ذا كرانبيريس" الموسيقية عام 1990. كانت الفرقة في سنواتها الأولى تُنتج، بكثافة، أغاني وألبومات حظيت بشهرة عالمية، كان أبرزها أغنية "Zombie" التي أطلقتها ضمن ألبومها الرسمي الثاني "No Need To Argue" (1994)، وساهمت في اكتساب الفرقة شهرة عالمية تخطت حدود المملكة المتحدة.
لكن "ذا كرانبيريس" أعلنت انفصالها في 2003، بعد الانتهاء من جولة ألبوم "Wake Up And Smell The Coffee" العالمية؛ وكان الانفصال ناجماً عن قرار من أوريودران، إلا أن الفرقة اجتمعت مجدداً في 2009، وأنتجت ألبوماً فقط في حقبتها الثانية، وهو "Roses" (2012). توقع الكثيرون أن موت أوريودران سيعني انفصال الفرقة مجدداً، إلا أن "ذا كرانبيريس" أصدرت ألبوم "In The End"، لتنهي الفرقة مسيرتها بالموسيقى والاحتفال والاستعادة.
سبق وأن تم التمهيد للألبوم في الذكرى الأولى لرحيل أوريودران، حيث طرحت الفرقة أغنية "All Over Now"، التي اختيرت في ما بعد لتكون الأغنية الافتتاحية للعمل، كما أصدرت الفرقة الفيديو الرسمي لأغنية "In The End" قبل شهرين من إصدار الألبوم، وهو فيديو أنميشين، يقدم صورة رومانسية عن علاقة الإنسان بالطبيعة.
وبالنسبة للإصدار، فهو يحتوي على 11 أغنية، كانت معظمها قد سجلت في الاستوديو كنسخة تجريبية أولى؛ ولكن تمت معالجتها وإصدارها بسبب رحيل أوريودران.
تتميز أغاني الألبوم، التي تنتمي جميعها إلى نمط الروك البديل، بأن مساحة الموسيقى فيها تتعدى مساحة الغناء، فمعظم الأغاني تتكون من جمل قصيرة متكررة، تحركها الموسيقى بأسلوب يستنفد كل المساحات الصوتية الممكنة للجمل التي تم تسجيلها في وقت سابق.
قد يبدو هذا خياراً إجبارياً بسبب آلية تسجيل الألبوم، واعتماد المنتج الموسيقي فيه بشكل رئيسي على مقاطع قديمة مسجلة؛ لكن الأمر اللافت هو أن الكلمات تدور في حلقة مفرغة، وكأنها حالة غير مكتملة من الضياع، تتجلى هذه الحالة في أغنية "Lost" التي تبدو انعكاساً وتوصيفاً مقتضباً لهذا الشعور الغريب الذي يبنيه الإصدار.
يبقى الأمر الأكثر غرابة وإثارة في العمل هو كلمات أغنية "In The End"، التي تبدو كأغنية تتحدى القدر. جاء فيها: "أليس ذلك غريباً، عندما يكون كل ما تريد ليس أي شيء مما تريد في النهاية، وأليس غريباً أن يكون كل ما تحلم به ليس بشيء مما حلمت به في النهاية. خذ منزلي، خذ سيارتي، خذ ملابسي، ولكنك لن تأخذ روحي".
فعلى الرغم من أن الأغنية تتناول بشكل ساخر ثنائية المادي والروحي، إلا أنها تبدو كأنها تمرد على لحظة الموت. انعكس ذلك بشكل جلي بصوت أوريودران الذي قاوم الموت وانتصر عليه مسجلاً ألبوماً غنائياً.
