ألوان مصرية مُبهجة.. حصير من مخلفات بلاستيكية

ألوان مصرية مُبهجة.. حصير من مخلفات بلاستيكية

11 مايو 2019
+ الخط -
يعمل شباب وفتيات في إعادة تدوير مخلفات بلاستيكية لإنتاج حصير بألوان مبهجة، في مصنع صغير من ثلاث غرف وسط مصر، ما يعود عليهم بربح وفير.

تستقبلك أطنان من أجولة ممتلئة ببودرة ملونة، كانت في الأصل زجاجات فارغة وأكياساً ومخلفات قمامة بلاستيكية، أعيد تدويرها وتحويلها إلى حبيبات وبودرة.

يتوسط إحدى الغرف ماكينات حديدية، تخرج منها خيوط بلاستيكية ملونة، وتتراص بعضها فوق البعض الآخر في أسطوانة مفتوحة من الأعلى.

يجمع عمال الخيوط، ويتم ربطها من الأعلى، ثم تعلق على الحائط لتجف وتصبح عيداناً.

يحمل آخرون عيدان الخيوط، ويذهبون بها إلى الغرفة الثانية، وهي تحتوي على ماكينات أخرى، تمهيداً لصناعة الحصير من البلاستيك المتعدد الأشكال والألوان.

في الغرفة الثالثة، خلف الغرفتين، توجد فتيات يقمن بتنظيف الحصير، بعد انتهاء مراحل تصنيعه، بإزالة الخيوط الزائدة منه، ثم طي الحصير في شكل أسطواني، ورصه بعضه فوق البعض الآخر في المخازن، حتى يأتي التجار ويأخذونه للعرض.

خالد محمود، مالك مصنع الحصير في قرية "الكعابي الجديدة" التابعة لمركز سنورس بمحافظة الفيوم (وسط)، قال للأناضول إنّ المصنع يستخدم مواد مُعاداً تدويرها، إضافة إلى مادة "البولي بروبيلين".

وأوضح أنّ تصنيع الحصير يمر بثلاث مراحل، هي: "العيدان" و"النسيج" ثم "التشطيب".

خلال المرحلة الأولى يتم إنتاج العيدان بألوان وأشكال مختلفة من البودرة الملونة، بواسطة ماكينات خلط البودرة، ثم تسير الخيوط على سير به مياه لتبريد العود وتجميده، وأخيرًا يخرج في أسطوانة مفتوحة من الأعلى.

ثم تأتي المرحلة الثانية، وهي وضع "العيدان" على ماكينات "النسيج"، وإعطاء الماكينة أمراً بالشكل والرسمة المطلوبة، ثم يتم غزلها حسب طلبات التجار والمُصدرين، وفقا لمالك المصنع.

أما المرحلة الأخيرة، وهي "التشطيب"، فتتم عبر إزالة الزيادات من الحصير، وإغلاق أطرافه بماكينات خياطة، وربطها ورصها في المخازن حتى يتم توزيعها.

مالك المصنع قال إن "الحصيرة الواحدة" تستغرق من 30 دقيقة إلى ساعة وربع للانتهاء من تصنيعها، حسب الطول والعرض المطلوب.

ولفت إلى أنّ بعض الحصير يتراوح سعره بين 150 و200 جنيه (8.5 – 11.5 دولارا)، ويتم تصنيعه بخامات درجة أولى، وبألوان ورسومات أجمل وأوضح بكثير، أمّا الحصير الشعبي فيبدأ من 45 جنيها حتى 110 جنيهات (2.6 – 6.3 دولارات).

وأضاف محمود أنه يبيع الحصير دوليًا، حيثُ يصُدره إلى السودان، تشاد، الجزائر، تونس وليبيا، كما يبيعه محليًا لجميع المحافظات، وأكثرها مطروح (شمال غرب) والإسكندرية (شمال).

وأشار إلى أنّ المصنع به 73 عاملاً، تتراوح رواتبهم الشهرية بين 2000 جنيه (115 دولاراً)، و5 آلاف جنيه (289 دولاراً)، حسب الخبرة والأقدمية.

بشأن الخامات المستخدمة، قال مالك المصنع إنّ جزءاً منها محلي والآخر مستورد، حيث يتم استيراد "البولي بروبيلين" من السعودية والصين، أمّا الخامات المحلية البديلة للبولي بروبيلين فيتم شراؤها من مصانع شمالي القاهرة، نتيجة إعادة تدوير البلاستيك، بينما الألوان مستوردة من الخارج.

وأشار إلى أن أسعار الخامات ارتفعت كثيراً، بسبب تحرير سعر صرف العملة المحلية (في نوفمبر/تشرين الثاني 2016)، حيث كان يبلغ سعر طن البودرة الملونة سبعة آلاف جنيه (405 دولارات)، ثم تضاعف إلى 14 ألف جنيه (810 دولارات).


أمّا "البولي بروبيلين" فكان سعره يتراوح بين 15 و17 ألف جنيه (867 - 982 دولارًا)، وأصبح بين 24 ألفا و30 ألف جنيه (1380- 1700 دولار)، ولا بد من شرائه، إذ يستحيل صُنع الحصير من دونه، بحسب محمود.

وختم بأن صناعة الحصير مهنة مربحة لا يوجد بها أي خسارة، خاصة أنّ الهالك منها تتم إعادة تدويره مرة أخرى، وصبغه باللون الأسود فقط، ويتم استخدامه مجدداً في صناعة الحصير.
(الأناضول)

دلالات

ذات صلة

الصورة
مئات يترقبون انتشال المساعدات على شاطئ بحر غزة (محمد الحجار)

مجتمع

يواصل الفلسطينيون في قطاع غزة ملاحقة المساعدات القليلة التي تصل إلى القطاع، وبعد أن كانوا يلاحقون الشاحنات، أصبحوا أيضاً يترقبون ما يصل عبر الإنزال الجوي.
الصورة

سياسة

نقلت وكالة "رويترز"، اليوم الجمعة، عن أربعة مصادر أن مصر بدأت تمهيد منطقة على الحدود مع قطاع غزة يمكن استخدامها لإيواء لاجئين فلسطينيين.
الصورة

منوعات

شهدت كلمة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، اليوم الأربعاء، موجة من السخط والدهشة، بعدما قارن حالة المصريين في ظل التردي الاقتصادي بحالة أهالي قطاع غزة.
الصورة

سياسة

كشف تحقيق لصحيفة "ذا غارديان"، الاثنين، عن أن الفلسطينيين اليائسين لمغادرة قطاع غزة يدفعون رشاوى لسماسرة تصل إلى 10 آلاف دولار، لمساعدتهم على مغادرة القطاع.

المساهمون