القنوات التلفزيونية المصرية... محاكمات علنيّة على الهواء

القنوات التلفزيونية المصرية... محاكمات علنيّة على الهواء

06 ابريل 2019
هالة صدقي وإلهام شاهين (فرانس برس)
+ الخط -
لا يكاد يمر يوم إلا وتطرح البرامج التلفزيونية المصرية قضية فنيّة، تحاول بناء سلسلة من النقاشات العقيمة عليها، من دون أي عناء صحافي، وأحيانًا من دون أدنى معايير الحرفية والمهنية. فتطلق أحكام الإدانة، وتعقد المحاكمات المباشرة على الهواء.

لا مراعاة لأحد، الكلّ سواسية مساء كل يوم على الشاشات المصرية المفتوحة. إذ أن مواقع التواصل الاجتماعي والمحركات الرقمية هي الحلقة الأقوى والمصدر الأوّل في طرح أو مناقشة أي قضيَّة.  يتلقف المذيع أو المذيعة كلامًا لفنان على خلفية تصريح وفيديو. ليأتي بعدها التأويل والتحليل اللذان يغلبان المنطق دومًا. ولا بأس في طرح بعض الأسئلة المستفزة التي تشد من "عزم المداخلة". وإن قبل الفنان الرد على الهواء مباشرة، سيسهم هذا الأمر في رفع نسب المشاهدة.

قبل أيّام، نشرت الممثلة هالة صدقي فيديو عن طريق الخطأ على صفحتها الخاصة على موقع الصور "إنستغرام". أخطأت صدقي بداية في وصف بعض العاملين في مسلسل "بركة" بـ"الجرابيع" و"حثالة المجتمع". وأخطأت أيضاً لأنها نشرت المقطع المصور على صفحتها العامة، بدل أن ترسله إلى صديقتها، لتسرّ لها عن شعورها خلال عملها. وعلى الرغم من اعتذارها وجزمها بأن الصوت في الفيديو مُركب، وبأنها طالبت الجهات المعنية بملاحقة الفاعل وكشفه، إلا أنّ صدقي حوكمت مباشرة على المحطات المصرية. في حين طالب بعضهم المحامين، بعدم القيام بردة فعل، كرفع شكوى أو دعوى على صدقي، ريثما يتم التحقيق في الموضوع. لكن محاميًا رفع شكوى إلى النيابة المصرية العامة، يتهم فيها صدقي بتحقير زملائها والعاملين معها.

الغريب في الأمر، أننا لم نسمع رأي نقابة الممثلين أو الجهات الفنية المصرية في القضية التي لا تقلّ أهمية عن قضية المغنية شيرين عبد الوهاب، قبل أسبوعين، إذ استنفرت أجهزة القضاء والإعلام، للتصدي لجملة عفوية قالتها شيرين في حفل أقيم في البحرين: "اللي يتكلم في مصر يتسجن".

حاولت شيرين بعدها التنصل من التصريح إلى حد البكاء ومناشدة الرئيس عبد الفتاح السيسي التدخل، كونها "مواطنة مصرية وتحب بلدها". لكنّ كل ذلك تحوّل إلى مادة دسمة للإعلام المصري. فلم تنته الدعاوى التي رُفعَت ضد شيرين. وتم إصدار بيان من قبل نقيب الفنانين، هاني شاكر، ضد شيرين. بيان كان أشبه بتنبيهٍ مدرسي يدعو شيرين إلى الانتباه أكثر خلال حديثها.



آخر محاكمة تلفزيونية جاءت من قبل مقدم البرامج محمد الباز، للفنانة أنغام، بسبب ظهورها ضمن برنامج "طرب" على شاشة "التلفزيون العربي"، يوم الجمعة الماضي. الأغرب، هو أننا لم نسمع أصوات الإعلاميين المصريين، عندما استضاف البرنامج نفسه في الموسمين الأول والثاني، مجموعة من الفنانين المصريين مثل الملحّن صلاح الشرنوبي، والمغني محمد الحلو وغيرهم. في حين أن لا مشكلة بالنسبة للمطربة أنغام في الظهور على شاشة "العربي"، طالما أنّ البرنامج يتخذ طابعًا فنيًا، بعيداً عن السياسة.

وهذا ما تنبّه إليه مروان خوري وقال في تصريح له، إنه لا يدخل في الحسابات السياسية. لكن الباز طالب أنغام باعتذار علني، لأنها، بحسب ما قال لم تكن تعلم شيئًا عن هوية المحطة. ليقع الباز مجدداً في فخ المغالطات، لأنّ أنغام نشرت "تغريدة" قبل عرض الحلقة إلى جانب زميلها مروان خوري. ودعت متابعيها إلى مشاهدة البرنامج عبر محطة "العربي".


المساهمون