شادي أسود... تخوينٌ رغم التأييد للنظام

شادي أسود... تخوينٌ رغم التأييد للنظام

21 ابريل 2019
الفنان السوري شادي أسود (فيسبوك)
+ الخط -
"بخاطركن. تتهنوا فيها"، هذه هي الكلمات الثلاث التي كتبها المغني السوري شادي أسود على صفحته الشخصية على "فيسبوك"، وهو يوثق رحيله عن سورية بصورة "سيلفي"، الأمر الذي تسبب بإشعال حرب شرسة ضده عنوانها التخوين. شادي أسود اشتهر خلال السنوات الماضية بتأييده للأسد، إذْ كان له السبق بتقديم أغاني الطاعة والولاء. قام موالو النظام بتخوينه اليوم، ولم يشفع له أرشيفه "الفني" المزدحم بالأغاني "الوطنية" الداعمة للنظام السوري، كأغنيتي "نحن رجالك بشار" و"منحبك يا أسدنا" اللتين غناهما في العام الأول للثورة، للتأكيد على ولائه وطاعته لبشار الأسد.

كما لم تشفع له مواظبته على ذات النهج واستمراره بتقديم أغاني التهليل لعائلة الأسد، كأغنية "ياسمينة الشام" التي قدمها العام الماضي، وتغنى فيها بأسماء الأسد، والكثير من الأغاني التي ربطت الوطنية والهوية السورية بالولاء للأسد، مثل "سورية موجوعة" و"بالعلم لفوني" وغيرهما. كل تلك الأغاني لم تعط شادي أسود الحصانة من تهمة الخيانة واللاوطنية. في الواقع، إن الكلمات التي قام أسود بنشرها لم تكن نقطة التحول الأولى. فقد سبق أن اعترض أسود على بعض سلوكيات الحكومة السورية في بداية العام، عندما تحولت المنشورات والرسائل الموجهة للرئيس الأسد إلى موضة رائجة أو أسلوب يتبعه "معارضو الغاز" لاتقاء بطش الحكومة السورية. فقام أسود حينذاك بنشر فيديو مصور على طريقة "السيلفي"، استهله بالتأكيد على استمرار الولاء والطاعة للأسد، ولكنه شذّ بمتن الرسالة عن البداية النمطية، عندما اعترض على الأساليب التي تدير بها الحكومة السورية أزماتها، وأعلن نيته الرحيل عن سورية بحال لم تتحسن الأحوال المعيشية داخل البلد. وتساءل حينها عن الأسباب التي تدفع الحكومة السورية للضغط على الشعب، والتي جعلته يكره البلد ويرغب بالرحيل عنه.

لكن رسالة أسود تلك تم تجاهلها، حالها كحال باقي الرسائل والاعتراضات التي طاولت النظام السوري في الفترة الماضية. فبدلاً من محاولة استيعاب الموقف وحل الأزمة، قام النظام السوري بالتصعيد، وأقر بمجموعة من الضوابط الجديدة التي تمنع السوريين من ممارسة حياتهم بشكل طبيعي، وعلى رأسها البطاقة الذكية. وتعامل مع الصعوبات التي يعاني منها السوريون في حياتهم اليومية، كدليل على "الصمود الشعبي بوجه المؤامرة الكونية التي خلقت أزمة المحروقات والبنزين".
وفي المقابل، فإن جمهور أسود لم يتجاهل تلك الصورة التي نشرها على مواقع التواصل الاجتماعي، وقاموا بمهاجمته وتخوينه، ووصل الحد لدى البعض إلى تجريده من هويته السورية. فحاول أسود أن يمتصّ جرعة الانتقادات من خلال الإصرار على مواقفه القديمة، ومهاجمة إعلاميين لم يقم بتسميتهم، باعتبارهم سبب المشكلة. ويدّعي أن سبب رحيله عن سورية، هو ليس نقص موارد الحياة البشرية وأزمة البنزين، وإنما الأجواء المشحونة التي خلقها من سماهم "جماعة المزاودة الوطنية".


المساهمون