الإخوة جلال... استثمار الإسلاموفوبيا وثقل دم

الإخوة جلال... استثمار الإسلاموفوبيا وثقل دم

19 ابريل 2019
فريق العمل مؤلّف من 3 إخوة (فيسبوك)
+ الخط -
يحاول البعض استثمار الإسلاموفوبيا، لخلق أعمال تدعي الفن، أو الضحك. من أبرز هؤلاء، فرقة "جلال أخوان" (jalals borthers). تأسست الفرقة في أستراليا عام 2015، وهي مكونة من ثلاثة أخوة: ماكس وريبين وأرمان جلال. تنفذ الفرقة مقالب على طريقة الكاميرا الخفية وتنشرها على منصات مواقع التواصل الاجتماعي، وتمكنت من اكتساب شهرة عالمية تخطت حدود أستراليا، وإن كان السبب الرئيسي في هذه الشهرة هو الانتقادات التي وجهت لها في أغلب الأحيان.

يستغل الإخوة جلال الإسلاموفوبيا المنتشرة في محيطهم لصياغة مقالبهم. يرتدون في فيديوهاتهم أزياء عربية تقليدية، مكونة من عباءة وعقال، ويلصقون على وجوههم لحى اصطناعية، ويحاولون في مقالبهم أن يستفيدوا من الصور النمطية عن الإسلام، التي انتشرت بسبب ما تتداوله وسائل الإعلام عن الفكر الإرهابي المتطرف.

يركض الإخوة أمام المارة في الأماكن العامة بملابسهم العربية ويرمون القنابل والحقائب السوداء، ليسود الرعب والخوف على من حولهم ويركضوا هرباً منهم. تسببت هذه المقالب بالأذى الجسدي للإخوة جلال، حيث تعرض أحدهم ذات مرة لإصابة بعيار ناري نتيجةً لاعتقاد من حولهم بأنهم إرهابيون. ورغم الخطر الذي تعرضوا له، لم يتوقف الإخوة جلال عن تصوير هذه المشاهد، بل استمروا بوتيرة أعنف، ويعود السبب في ذلك غالباً إلى أن فيديوهاتهم باتت تحصد ملايين المشاهدات والتفاعلات.

في عام 2016، تجول الإخوة جلال في الشوارع العامة بسيارتهم حاملين أسلحة مزيفة، لإيهام المارة بأنهم يشهدون هجوماً إرهابياً. وضمن اختيار المارة العشوائي لتنفيذ مقالبهم، قرروا انتقاء طفلة صغيرة لا تتجاوز الخامسة من عمرها، وهو الأمر الذي سبب لها أزمة نفسية كبيرة، ودفع السلطات الأسترالية إلى توقيف الإخوة جلال وإجبارهم على تقديم اعتذار رسمي أمام وسائل الإعلام والتعهد بعدم تكرار هذا النوع من المقالب.



هُددت شعبية الإخوة جلال حينها، خاصةً بعد تحرك الرأي العام ضدهم، فحاولوا تدارك الموقف من خلال نشر فيديوهات تظهرهم وهم يرتدون الأزياء ذاتها، ويقومون بإلقاء حقائب على المتشردين في الطرق العامة ويهربون. تلك الحقائب كانت مليئة بالمساعدات الغذائية والنقود ومستلزمات أخرى من أدوية وهواتف محمولة وملابس، كما نشروا فيديوهات ترصد رحلتهم الشرائية لتلك المستلزمات، ونشروا أيضاً فيديوهات لمقالب خفيفة لا يرتدون فيها الملابس العربية، كإلقاء ثعبان أو عنكبوت بلاستيكي على المارة، في محاولة منهم لتحسين صورتهم. إلا أن السلام الذي ادعاه الأخوة لم يدم طويلاً، فاليوم يعودون مجدداً إلى ابتكار مقالب عن "الإرهابيين العرب"، وكانت البداية بالتزامن مع الهالوين نهاية العام الماضي، حيث نشر الإخوة فيديو ظهر فيه أحدهم وهو يرتدي الثياب العربية، وتحدى بالفيديو جميع الشخصيات المرعبة التي يتنكر بها الأشخاص في الهالوين عادةً، كمصاصي الدماء وفتاة البئر، وتمكن صاحب الزي العربي من التفوق على الشخصيات الاحتفالية بالقدرة على بث الخوف، بعد أن فتح عباءته ليظهر حزامه الناسف، فارتعدت باقي الشخصيات وهربت. بدأ الإخوة بنشر فيديوهات لهم وهم يتجولون في الشوارع برفقة عنزة مفخخة، أو وهم يصعدون المصعد مرتدين حزاماً ناسفاً.

أطلق الإخوة جلال أخيراً تطبيقا إلكترونيا يدعى "jalals run"، وهو عبارة عن لعبة فيديو مخصصة للأجهزة الذكية، تشبه من حيث المبدأ لعبة "subway"؛ إلا أن اللعبة الخاصة بهم تحتوي على ثلاثة شخصيات رئيسية، جميعها "عربية"، داكنة البشرة، ملتحية وتلبس العباءة. تبدأ اللعبة بمشهد مستوحى من مقالب الإخوة جلال، حيث يقوم رجل بزي عربي بتفخيخ عنزة وإلقاء حقيبة سوداء في الطريق لتطارده الشرطة، ويركض هارباً منها، ويجمع الأموال في طريقه.

دلالات

المساهمون