الأكل الكويتي... أطباق أنتجها الترحال

الأكل الكويتي... أطباق أنتجها الترحال

12 ابريل 2019
يأتي الأرز البسمتي على رأس قائمة الأطباق الكويتية (Getty)
+ الخط -
انعكس نمط حياة الشعب الكويتي على مطبخ البلاد بشكل واضح. فالأسفار المستمرة والتنقل أديا إلى تأثر الشعب بأفكار من المطابخ الأخرى؛ فاستوحى منها ونقلها، ما خلق مزيجاً متنوعاً غنياً تطور بشكل عصري. المطبخ الكويتي هو خليط فريد مبني بشكل أساسي على تاريخ البلاد وتقاليدها وثقافتها، وأيضاً على المزج بطريقة فنية مع أفكار ونكهات مستوحاة من مطابخ أخرى.
ثمة مميزات في المطبخ الكويتي وأطباق تقليدية شائعة كمجبوس اللحم ومجبوس الدجاج ومطبّق السمك، إضافة إلى الهريس والجريش. ويوضح الشيف زياد هلال: "ما يميز الشعب الكويتي أن تناول السمك في المنزل يبقى مفضلا دائماً، إذ لا يحبذ الكويتيون تناوله في المطاعم، ويختارون تحضيره بالطريقة التقليدية مع النكهة المناسبة".
أما ذاك المزيج الذي نجده عامة في مختلف المطابخ بين التقليدي والعصري فموجود أيضاً، بحسب الشيف زياد هلال، لكن بشكل أكبر لدى جيل الشباب حيث يبقى الذين هم أكبر سناً أكثر تمسكاً بالمذاق التقليدي المعروف في المطبخ التقليدي كما يؤكد: "مهما زاد الميل إلى هذا المزيج وإلى ما هو عصري في المطبخ الكويتي لا بد من العودة إلى ما هو تقليدي. فقد يتم العمل أحياناً على طريقة تقديم الطعام ليأخذ منحى عصرياً، أما المذاق فلا بد من العودة إلى التقليد والتمسك به لأنه يبقى الأساس".
بشكل عام، يأتي أرز بسمتي على رأس قائمة الأولويات في مكونات الأطباق الكويتية فلا غنى عنه أبداً. كذلك يضيف الشيف زياد هلال أن لحم الغنم هو المفضل دوماً في تحضير الأطباق لكن أيضا الدجاج والأسماك والقريدس طبعاً كما في مختلف دول الخليج. كما يشتهر المطبخ الكويتي بطبق المشموس الذي يعتبر من الأطباق التقليدية التي تكون حاضرة على الموائد تكريماً للمدعوين في المناسبات أو الاحتفالات. كذلك بالنسبة للإوزة التي تعتبر من الأطباق التقليدية الأساسية ويتم التركيز عليها.
بالنسبة إلى الشيف زياد هلال، لنجاح أي طبق يجب تذوقه أولاً وفي حال أحبه من حضّره من المؤكد أنه سينال إعجاب الآخرين. فيرتكز على مقولة "إذا أحببت ما تحضر وتتذوق بالدرجة الأولى فيمكن أن تقدمه إلى الآخرين وسيحبونه من دون شك". وبالتالي عندما يحضر الشيف طبقاً مميزاً يتذوقه ويعجبه من المؤكد أن الآخرين سيحبونه. يضيف :"لذلك لا أقدم الجديد فقط من أجل زيادة عدد الأطباق في اللائحة بل أحرص على تقديم ما هو مميز وجديد وفيه ابتكار وإبداع. باختصار يجب أن أضفي عليه لمسات تجعله مميزاً ورائع المذاق لأقتنع بفكرة إضافته إلى لائحة الأطباق".
المكون الذي يعشق الشيف هلال الارتكاز عليه في الأطباق التي يحضرها هو الأعشاب التي تعتبر المفضلة له دون منازع، لاعتبارها تضفي مذاقاً طبيعياً رائعاً على الطبق سواء في المطبخ الإيطالي أو الهندي أو اللبناني أو الكويتي. فالأعشاب هي دوماً أساسية للحصول على مذاق رائع كالبقدونس والنعنع والأوريغانو والقصعين والكزبرة وال tarragon وإكليل الجبل. ويوضح: "ثمة أكثر من 40 نوعا من الأعشاب التي يمكن إضافتها إلى الأطباق فتعطيها مذاقاً يصعب وصفه. على سبيل المثال يبدو القصعين في طبق من السمك رائع المذاق بشكل يصعب تصوره لما يتركه من أثر، وهو يخفي أي نكهة غير محبذة وأحرص على وجوده في الأطباق التي تحتوي على السمك. الأعشاب أساسية ولا يمكن أن أستغني عنها في تحضير الأطباق."
أما ما يفضل الشيف تجنبه لدى تحضير الأطباق فهو المبالغة في اعتماد التوابل الحريفة، معتبراً أنها تزيل أي مذاق في الطبق. يوضح :"في الكويت قد تكون التوابل الحريفة والفلفل الحر محبذاً لكن دائماً إلى جانب الطبق، ليس من ضمنه. فأياً كان نوع التوابل الحريفة وحتى تلك القوية يحبذ الشعب الكويتي إضافته مثلاً على الأرز بعد طهوه، لكني شخصياً لا أحبذ اعتمادها لاعتبارها تلغي المذاق اللذيذ والمميز للطبق فيبدو من دون أي هوية أو نكهة".
تماماً كالمطبخ السعودي لا يبدو المطبخ الكويتي غنياً بالحلويات لكن بشكل عام يشير الشيف إلى أنه ثمة حلويات كويتية عديدة ترتكز على الزعفران الذي يعتبر مكوناً أساسياً فيها. كما يتميز المطبخ الكويتي بالحلاوة بالهيل التي تمتاز بمذاق رائع ويمكن استخدامها بشكل رائع في أطباق الحلويات.

المساهمون