ربيع متاحف قطر يحتفي بفنون الهند وروسيا وسورية

ربيع متاحف قطر يحتفي بفنون الهند وروسيا وسورية

06 مارس 2019
لوحة من معرض "ماليفيتش: عبقرية الطليعة الروسية" (متاحف قطر)
+ الخط -
أعلنت هيئة متاحف قطر إطلاق برنامج الربيع، الذي يبدأ في 21 مارس/ آذار الجاري ويستمر حتى 31 يوليو/ تموز المقبل، بمعرضين دوليين تنظمهما للمرة الأولى في الدوحة ويستضيفهما المتحف العربي للفن الحديث "متحف".

يحمل المعرض الأول عنوان "عاديات الشمس"، ويحتفي بمسيرة الفنان مقبول فدا حسين (1913-2011)، إحدى الأساطير الفنية التي تركت وراءها بصمة في الثقافة الهندية المعاصرة، وأثراً واضحاً في تاريخ الفن في القرن العشرين.

وقالت هيئة متاحف قطر، في بيان صحافي صدر اليوم الأربعاء، إن معرض "عاديات الشمس"، الذي يشرف على تقييمه رانجيت هوسكوت، القيم الفني، والشاعر والناقد الفني والمنظّر الثقافي المقيم في بومباي، يضم أكثر من مائة عمل للفنان مقبول فدا حسين. وتتنوع الأعمال بين اللوحات الفنية والرسومات وأعمال النسيج والأفلام، ومعظمها مستعارة من مجموعات مؤسسة قطر ومتاحف قطر، إلى جانب مجموعات خاصة من منطقة الخليج، وغيرها من أماكن العالم.

وتدور أعمال حسين الفنية حول ثلاثة موضوعات رئيسية، أولها الوطن، باعتباره مكاناً تتدفق منه ذكريات الطفولة، وتُصاغ معانيه في الحاضر، ويتبلور مفهومه من خلال استكشاف الحياة.

وثاني هذه الموضوعات هو مغامرة الإنسان مع الإبداع عبر المجتمعات وعلى مر العصور وباختلاف التخصصات، وثالثها، النهج التعددي في التعامل مع الموضوعات الإلهية والسنن الكونية للوجود، وهو النهج الذي يعبر عنه الفنان في أعماله من خلال رمزية أديان العالم وفلسفاته.

ويشير عنوان المعرض إلى فكرة متكررة للفنان وهي حيوية النفس المتجددة، الأمر الذي يشهد بعظمة أعمال مقبول فدا حسين التي أبدعها على مدار أكثر من ستة عقود، وفقا لهوسكوت.

أما المعرض الثاني، فيُقام تحت عنوان "مجموعة رقص ميديا: تبقى عوالم أخرى"، وتشرف على تقييمه لورا بارلو، القيّمة الفنية بـ"متحف"، ويعتمد على طاقة الضوء التي يعكسها المشهد الحضري للدوحة، إذ يرمز ذلك إلى وجود مدينة عالمية في حركة دؤوبة وأطيافها المختلفة من البشر وموادها الخام.

لوحة للفنان الهندي مقبول فدا حسين (متاحف قطر)

تعيد محتويات المعرض النظرَ في فكرة التطور الإنساني والمصادر الطبيعية في ضوء حركات تنقل الناس ماضياً وحاضراً، والطريقة التي تتغير بها التضاريس من حولهم. يضم المعرض 13 عملاً فنياً تتنوع بين الفيديوهات وأعمال النسيج والمنحوتات التي صممت ما بين عامي 2011 و2019.

وتتوزع هذه الأعمال على ثلاث صالات عرض في "متحف" وفي أماكن مختلفة من مدينة الدوحة، ومن بينها عملان جديدان صُمما خصيصاً ليتم تقديمهما في المعرض وهما "دَوحٌ للدوحة" و"من أجل الناس". كما يقدم المعرض العمل الفني "خيرٌ للجميع" (2018)، وفيديو مدته خمسون دقيقة، والعمل الفني "7 مليارات وواحد" (2015) إلى جانب أعمال أخرى تستكشف العلاقة بين الكائنات الحية والعالم الطبيعي والعصور الجيولوجية والأكوان.

من معرض "مجموعة رقص ميديا: تبقى عوالم أخرى" (متاحف قطر)

وستعرض مجموعة من أعمال هذا المعرض في عدد من المواقع خارج متحف، منها منطقة الخليج الغربي في الدوحة، إذ ستُعرَض عبارة من العبارات الخمس التي يشتمل عليها العمل الفني الجديد "دوحٌ للدوحة" 2019.

بدوره يحتفي جراج غاليري بـ"مطافئ: مقر الفنانين" بأحد روّاد الفن الروسي في معرض "كازيمير ماليفيتش: عبقرية الطليعة الروسية". وينطلق في 24 الشهر الجاري ويتواصل لغاية 31 مايو/ أيار المقبل، ويُعد ماليفيتش واحداً من أبرز الفنانين المبتكرين في القرن العشرين، ولا تزال حركته "التفوقية" تلهم الفنانين والمعماريين في أنحاء العالم حتى يومنا هذا.

ويضم المعرض العديد من لوحاته ذائعة الصيت، ومنها "الساحة الحمراء"، إلى جانب أزياء من أوبرا "نصر فوق الشمس". وقد تم وضع تصور هذا المعرض للمرة الأولى في إطار العام الثقافي قطر روسيا 2018، وهو ما سيتيح فرصة للجمهور المحلي لمواصلة استكشاف ثراء الفن الروسي، والمعرض من تنسيق نائب مدير متحف الدولة الروسي، إيفغينيا بتروفا.

"سورية سلاماً" يستمر حتى 30 إبريل/ نيسان (العربي الجديد)

وأخيراً، سيتواصل في متحف الفن الإسلامي معرض "سوريا سلاماً" حتى 30 إبريل/ نيسان المقبل، احتفاء بمرور عشر سنوات على تأسيس المتحف.

ويركز المعرض على التراث الثقافي لسورية الذي يضرب بجذوره في القدم، مبرزاً الدور الرئيس الذي اضطلعت به سورية في إثراء تاريخ الحركة الفنية والثقافية في العالم، ومسلطاً الضوء على الإسهامات العديدة التي قدمتها للحضارة البشرية عبر التاريخ.

 ويعتمد محتوى المعرض على المجموعة الخاصة بمعرض متحف الفن الإسلامي، إلى جانب أعمال مُعَارة من متاحف عالمية أخرى ذات شهرة عالمية، منها متحف اللوفر في باريس، ومتحف الفن القديم في الشرق الأدنى في برلين، إلى جانب مكتبة برلين الحكومية، ومجموعات أخرى من متاحف قطر مثل مجموعة المستشرقين، بالإضافة إلى مكتبة قطر الوطنية ومتحف الشيخ فيصل بن قاسم آل ثاني.

المساهمون