هذا العالم غير مصمّم للنساء: 7 أدلة تثبت ذلك

هذا العالم غير مصمّم للنساء: 7 أدلة تثبت ذلك

29 مارس 2019
استندت تجارب السلامة طويلاً إلى دمى ذكور (فيسبوك)
+ الخط -
أشعلت حادثة إلغاء "ناسا" للرحلة النسائية الأولى للفضاء في اللحظات الأخيرة، بسبب نقص بدلات الفضاء التي يناسب مقاسها رائدات الفضاء، جدلًا كبيرًا حول توغل النساء في عالم يبدو أنه صمم للرجال فقط، حيث يعتبرون القاعدة، وتعتبر النساء الاستثناء.

وأوضحت الصحافية كارولين كريادو بيريز، مؤلفة كتاب "النساء غير المرئيات: الكشف عن التحيز في البيانات في عالم مصمم للرجال"، أنها غير مندهشة بسبب حادثة إلغاء الرحلة الفضائية الأولى، المكونة من طاقم نسائي بالكامل، وقالت: "هذا ما يحدث مرارًا وتكرارًا عندما يتعلق الأمر بما نصممه، في عالم لا يأخذ النساء بعين الاعتبار، وهذا التفكير هو ما دفع ناسا لاعتبار المقاس المتوسط للرجال، هو المقاس المتوسط القياسي".

وبدأت كريادو بيريز البحث في موضوع التحيز بين الجنسين، بعد أن اكتشفت أن البيانات الطبية المتعلقة بالنوبات القلبية كانت تستند إلى أعراض لوحظت لدى الذكور، مما تسبب في تفويت الأطباء لتشخيص بعض حالات النوبات القلبية لدى النساء، لأن أعراضها لديهن لم تعتبر قياسية.

فيما يلي 7 أشياء توضح أن العالم غير مصمم للنساء، على الرغم من أن القائمة لا تنتهي، وفقًا لموقع "بي بي سي".

1- بدلات الفضاء:

واجهت "ناسا" غضبًا كبيرًا على "تويتر"، بعد إلغاء الرحلة الفضائية الأولى من نوعها، المؤلفة من طاقم نسائي بالكامل، بسبب عدم ملاءمة مقاس بدلات الفضاء للنساء، وأوضحت أن رائدة الفضاء آن ماكلين، اكتشفت في وقت متأخر أن المقاس المتوسط يناسبها، أكثر من المقاس الكبير الذي تستخدمه، لأسباب تتعلق بالسلامة.

ولم تكن البدلات متوسطة المقاس، والمجهزة للسير في الفضاء، متوفرة في محطة الفضاء الدولية، وكانت صناعة قطع بديلة تتطلب وقتًا أكثر من المتاح، ويذكر أن "ناسا" ألغت صناعة بدلات الفضاء صغيرة الحجم في التسعينيات، بسبب تخفيضات في الميزانية، وهذا يعني أن ثلثي النساء في ذلك الوقت، لم يكن بإمكانهن ارتداء بدلة فضاء.

 2- المعدات العسكرية:

بدأ الجيش الأميركي عام 2016، تجنيد النساء في الوحدات التي كانت مخصصة للذكور فقط، ومع ذلك لا تزال العديد من المدرعات مصممة للرجال. وأضاف الجيش 8 مقاسات أصغر لتلائم النساء في ذلك العام، ولكن بقيت معدات أخرى على حالها مثل الأحذية والخوذات.

وأكدت عضو الكونغرس الديمقراطية نيكي تسونغاس في ذلك الوقت، أن الجيش لم يستجب لاحتياجات النساء، ولم يفعل شيئًا حيال العيوب المزعجة في المعدات، ومن بينها عدم قدرتهن على إطلاق النار من السلاح بشكل صحيح بسبب تصميمه غير الملائم.

وأوضحت عدة نساء في الجيش هذا العام، أنهن اضطررن خلال خدمتهن لإيجاد وسائل للتكيف مع الدروع الواقية لتناسبهن، ومن بينها إزالة الألواح الجانبية الواقية، أو وضع قطع إسفنجية تحت الأحزمة لحماية أجسادهن، كما أجبرن على التعامل مع ملابس غير ملائمة بشكل خطير.


3- معدات السلامة في السيارات:

لم تختبر حكومة الولايات المتحدة الأميركية بشكل كاف حتى عام 2012، تأثير حوادث اصطدام السيارات على دمية تضع حزام الأمان، بحجم وشكل جسد الإناث، واستندت معدات السلامة لعقود من الزمن، إلى أبحاث على دمى بحجم وشكل جسد الذكور.

وذكرت دراسة أجراها مركز جامعة "فرجينيا" للميكانيكا الحيوية التطبيقية عام 2011، أن تصميم الدمى سابقة الذكر، يعني أن السائقات اللواتي يتعرضن لحوادث اصطدام، كن أكثر احتمالية بنسبة 47 بالمئة، بأن يعانين من إصابات خطيرة مقارنة بالسائقين الذكور.

وأوضحت كريادو بيريز أن الدمية الأنثوية حتى اليوم، غالبًا ما تكون مجرد نسخة مصغرة من الدمية الذكورية، وبالتالي لا تقدم معلومات دقيقة عن كيفية تأثير حوادث الاصطدام على النساء، وهذا ما يحدث بشكل مشابه في الاتحاد الأوروبي، وقالت: "من الواضح أن صناع السيارات يدركون تمامًا أن عليهم معالجة الأمر، ولكنهم يتجاهلون ذلك، متناسين أن النساء يمثلن حوالي 50% من السكان".

4- الهواتف الذكية:

صممت الهواتف الذكية من حيث الحجم والتطبيقات، لتلائم الذكور أكثر، إذ إن حجم أيدي النساء بشكل وسطي، أصغر من حجم أيدي الرجال ببوصة واحدة، مما قد يجعل حجم الشاشة الكبير مشكلة بالنسبة إليهن، إذ قد يصعب على العديد من النساء وبعض الرجال ضئيلي البنية، إرسال رسائل نصية بيد واحدة على شاشة بحجم 4.7 بوصات أو أكبر.

وأشارت كريادو بيريز إلى أن بعض التطبيقات، متحيزة عن غير قصد ضد النساء، حيث أصلحت شركة Apple عام 2016، خللًا جعل تطبيق "سيري" الشهير، يرشد من يطلبن طرقًا صحية للإجهاض، إلى مراكز التبني طيلة 5 سنوات، وقالت: "تستطيع سيري إرشادك إلى مورد فياغرا، ولكنها لا تستطيع إرشاد النساء إلى مزودي حبوب للإجهاض، هذا ما يحدث عندما لا تشارك النساء في صنع القرار"، وأضافت: "لا أعتقد أبدًا أنها مؤامرة من Apple لإقصاء النساء، إنه جهل فقط".


5- الملابس الرياضية:

صمم نجم كرة السلة الأميركي ستيفن كاري العام الماضي، مجموعة من الأحذية الرياضية للأطفال، وكانت أحجامها ملائمة للأولاد الذكور فقط، مما دفع طفلة في الـ 9 من عمرها لتكتب له رسالة، تسأله فيها عن سبب ذلك، وقالت: "أعلم أنك تدعم الفتيات الرياضيات لأن لديك طفلتين، لذا آمل أن تفعل شيئًا فيما يتعلق بالأحذية، لأن الفتيات يرغبن بارتدائها أيضًا".


ورد كاري على الفتاة شاكرًا إياها على اهتمامها، موضحًا أنه أمضى يومين في النقاش مع الشركة المصنعة Under Armor حيال الأمر، وقال: "صنفت الأحذية ذات المقاسات الصغيرة على أنها للذكور للأسف، ونحن نعمل على إصلاح هذا الخطأ، كما أود التأكد من أنك سترتدين واحدًا، لذلك سأرسله بنفسي إليك".

ولا يزال لدى الأولاد الذكور حتى اليوم، خيارات أكثر من الفتيات على موقع شركة Under Armor الإلكتروني، ولكن زاد أيضًا عدد الأحذية المتاحة لكلا الجنسين.

6- المعدات العلمية:

أكدت عالمة الأحياء جيسيكا ماونتس، أن معظم المعدات التي استخدمتها في عملها كانت مصممة للرجال، وقالت: "لا تعتبر المشكلات الناجمة مزعجة وحسب، بل تشكل خطرًا على السلامة، فالملابس الفضفاضة أكثر عرضة لتعلق في المعدات المتحركة، والأحذية الكبيرة تجعلني أكثر عرضة للتعثر والسقوط".

7- بيئة العمل في المكاتب:

حددت درجات الحرارة القياسية، في بيئة العمل في المكاتب في الولايات المتحدة في الستينيات، بناء على معدل الأيض (metabolism) عند رجل في الـ40 من عمره، يزن 70 كلغ.

ووجدت دراسة نشرت عام 2015 في مجلة "نيتشر"، أن معدل الأيض عند الإناث أقل بنسبة 35% من معدل الأيض عند الذكور، وهذا يعادل فرقًا قدره 5 درجات مئوية بشكل متوسط، في الحرارة المناسبة للجنسين.

وقدمت الممثلة سينتيا نيكسون العام الماضي، شكوى في الصحف الشهيرة حيال القضية، بعد أن تواصل فريقها مع أندرو كومو حاكم ولاية نيويورك، مشيرين إلى أن درجات الحرارة المنخفضة بالنسبة للنساء في المكاتب، دليل على تحيز جنسي تجاههن.

وقالت المؤرخة شيرلي وجدة: "تتحدث الشركات بشكل مستمر عن العمل الجماعي، إلا أن من الصعب أن تشعر النساء بأنهن جزء من فريق، عندما تكون بيئة العمل غير مناسبة لهن"، وأضافت: "صممت الكراسي الشائعة أيضًا في المكاتب، بمقاعد مرتفعة، بحيث يصعب الجلوس عليها بشكل مريح، من قبل نساء يرتدين فساتين أو تنانير".

دلالات

المساهمون