أصالة في بيروت... استنفار الممانعين

أصالة في بيروت... استنفار الممانعين

22 مارس 2019
انتقد الممانعون الزيارة وفتحوا ملف المخدرات (فرانس برس)
+ الخط -
قبل عام ونصف العام، احتجزت الفنانة السورية أصالة نصري في مطار بيروت، بعد اكتشاف أنها تحمل في محفظتها اليدوية مادة مُخدرة، الأمر الذي أثار جدلاً واسعاً في لبنان بين من طالب بمعاقبة الفنانة على فعلها، وبين من رأى أن ذلك يدخل في إطار الحرية أو الاستعمال الشخصي للفنانة، خصوصا أن الكمية لم تتجاوز الخمسة غرامات.

لم تكن المرة الأولى التي تحتجز فيها أصالة نصري في مطار بيروت. قبل سنوات، وبناء على خلفيات سياسية تتعلق بموقفها المعارض لسياسة رأس النظام السوري، أوقفت في بيروت، ما استدعى تدخلاً من قبل وزير العدل اللبناني حينها أشرف ريفي، الذي أمر على الفور بإطلاق سراحها وتقدم باعتذار منها.

ليست مصادفة أن تتعرض أصالة نصري إلى سلسلة من المضايقات في لبنان. منذ سبع سنوات وهي تحاول أن تجد سبيلاً أو توافقاً بين رأيها السياسي وتقبل الناس لهذا الموقف. لكنها تقع كل مرة فريسة في يد بعض المعارضين أو الممانعين، وتدفع بالتالي ثمناً لهذه المواقف، ليس أقله احتجازها للمرة الأولى في المطار بسبب بعض الآراء السياسية.

قبل أيام، أعادت أصالة تحدي نفسها، هكذا عبّرت، في دردشة سريعة مع "العربي الجديد"، ووصلت إلى بيروت لتصوير حلقة خاصة من برنامج بعنوان "توأم روحي" (يروي بالتفاصيل حكايته مع شريكه ضمن ثلاث فقرات من باب وجداني وإنساني لا يخلو بالطبع من الآثار الفنية التي طبعت حياة هؤلاء).

في العودة إلى الزيارة المفاجأة، استنفرت أجهزة الممانعة اللبنانية؛ إذ ذهبت إلى مطالبة الدولة اللبنانية بتوضيح حول كيفية دخول أصالة إلى لبنان. مجدداً، وأكثر من ذلك، بدأ هؤلاء التشكيك في نزاهة القضاء اللبناني، وشرحوا بعض الأسباب التي برأيهم ورأي بعض المحامين تجبر الدولة اللبنانية على القيام بفحص "بول" لأصالة لتبيان ما إذا كان جسمها خالياً فعلاً من المخدرات، وهذا ما لم يتحقق.

حاولت أصالة أن تبتعد عن المهاترات في هذه القضية التي أصبحت وراءها، كما قالت، وغنت لبنان. لكن بعض المتابعين نصب نفسه ولياً مرشداً وذكّر بالحادثة التي تعرضت لها أصالة، أو عرضت نفسها لها في مطار بيروت عام 2017، وخرجت منها من دون محاكمة، الأمر الذي استفز هؤلاء، وطالبوا بمحاسبتها بناءً على هذا الملف الذي، برأيهم، لم يقفل بعد.
محاولة فاشلة هذه المرة للمتعاطفين سياسياً، أو أولئك الذين ما وجدوا سبيلاً إلا إعادة فتح ملف كاد أن يطوى. من يحاسب من؟ هو السؤال الحقيقي لترابط فعل المحاسبة بالشأن السياسي. ثمة استخفاف واستغلال في بعض المواقف العشوائية مقابل انتقام سياسي من فنانة دفعت ثمناً لموقفها المعارض لسلطة الأسد.

بأي حال، تسعى أصالة نصري اليوم إلى متابعة أعمالها كالمعتاد. لكن من يدري؟ هي تفكر جدياً بشراء منزل لها في لبنان، وتحديداً في منطقة جبل لبنان، لتقسّم إقامتها بين بيروت والقاهرة.

المساهمون