"صراع العروش" ومستقبل نجومه

"صراع العروش" ومستقبل نجومه

11 مارس 2019
شاركت روز ليزلي في فيلم "صياد الساحرات الأخير" (Getty)
+ الخط -
في منتصف إبريل/ نيسان القادم، سيبدأ بث أولى حلقات الموسم الثامن والأخير من المسلسل الملحمي الشهير "صراع العروش" (غيم أوف ثرونز). إثارة وتشويق منتظران من قبل متابعي المسلسل، وأسئلة بديهية لا بد أنها مرّت على مخيلة الجماهير حول مصير الشخصيات ومآلها وتطورها بعد نهاية المسلسل. 

بدايةً، لا يمكن الاعتراض على أن كل شخصية مشهورة لا بد أنه كانت لها نقطة انطلاق مهدت الطريق لها نحو النجومية. وكحال أي عرض تلفزيوني أو سينمائي ناجح، استطاع "صراع العروش" بشكل لافت أن يضع معظم أبطاله الذين باتوا مقربين ومحببين جدًا لدى الجمهور العربي والغربي منذ نهاية موسمه الأول عام 2011، إن أمكن القول، على دفة النجاح، وفتح لهم باب الشهرة على مصراعيه.

باستثناء بعض الشخصيات التي عرفت الشهرة قبل انضمامها إلى المسلسل، كالممثل البريطاني شون بين، صاحب شخصية "نيد ستارك" في المسلسل، والذي اشتهر سابقًا بدور بورومير في الجزء الأول من الثلاثية الملحمية الشهيرة "سيد الخواتم" (لورد أوف ذا رينغز). وجايسون موموا "كال دراغو" زعيم الدوثراكيين، اشتهر أيضًا من خلال أدوار بطولية سابقة، أهمها دور البطولة في فيلم المغامرة "كونان البربري" عام 2011. فعادة ما يختار الممثل "الخبير" أدواره تبعًا لجدارة النصوص المقدمة إليه، أو كسرًا للانتقائية التي تحدد له وجهته الفنية فتوقعه في شرك النمطية وتزيد من حجم الهوة بينه وبين المتلقي الذي أصبح في العصر الحديث للسينما والتلفزيون ضائعًا بين محب للشخصية التقليدية أو تواقًا لاستشفاف رؤيا جديدة ومغايرة تخرج الممثل من أسماله التمثيلية المعتادة لأدواره بين خير وشر أو بين واقع وخيال، بحسب نوع العرض المقدم.

من هنا يمهد الممثل، سواء كان معروفًا أم في بداية مشواره الفني، إلى خوض تجربة جديدة سيخوض فيها تحديًا قاسيًا لا محالة في أداء شخصية جديدة تكون مغايرة شكلًا ومضمونًا لما سبقها، خصوصًا عندما نتحدث عن منتوج فني ذي سلسلة زمنية طويلة يكتسب فيها الممثل رضا الجمهور تارة، ويهمش تطورها في أعمال أخرى ويجعلها غير قابلة للقبول تارة أخرى، نظرًا لدخول الممثل في تجربة جديدة نجاحها يبقى رهينة قدرته وذكائه في التعامل مع الشخصية الجديدة وفرض علاقة مغايرة بينه وبين المتلقي يعود تأثير الانسجام فيها إلى مدى تكيف الجمهور معها.

سينتهي إنتاج العمل مع انتهاء عرض الموسم الثامن والأخير بعد فترة قصيرة من الزمن. استفاد ممثلو المسلسل من هذه النجاحات وقدموا أنفسهم في أعمال سينمائية مختلفة ومتنوعة إلى جانب أسماء كبيرة في عالم السينما خلال سنوات عرض المسلسل، مثلما فعلت إيميليا كلارك، التي اشتهرت بشخصية دينيرس تارغيريان، حيث قدمت مجموعة من الأفلام الناجحة، ولو أنها لم تبتعد كثيرًا عن أفلام الحركة والخيال، مثل فيلم الخيال العلمي الشهير TERMINATOR، بجوار الممثل أرنولد شواريزينغر عام 2015، وفيلم "سولو قصة حب من حرب النجوم" عام 2018، إضافة لفيلم رومنسي كوميدي بعنوان LAST CHRISTMAS من المقرر عرضه في منتصف نوفمبر/ تشرين الثاني القادم. ستشارك كلارك هذا العمل أيضًا برفقة نجوم كبار، وهم إيما تومسون وميشيل يوه. كذلك فعلت روز ليزلي "إيغريت الهمجية" زوجة كيت هارنغتون "جون سنو"؛ إذ شاركت في فيلم الخيال العلمي والأكشن "صياد الساحرات الأخير" عام 2015، إلى جوار الممثل المشهور بأدوار الحركة والإثارة، فان ديزل. كما شارك الممثل والكاتب الدنماركي نيكولاي والداو الذي اشتهر بشخصية "جيمي لانستر" إلى جانب ثلاثة من أشهر الوجوه السينمائية، هم توم كروز ومورغان فريمان في فيلم الخيال العملي "النسيان" عام 2013، وجيرارد باتلر في فيلم "آلهة مصر" عام 2016.

كان لا بد لصراع العروش من أن يضع ممثلي العمل في مواجهة مباشرة للبحث عن تجارب أخرى يكملون من خلالها مسارات فنية تكون خارج وطأة المسلسل، ومن الممثلات اللواتي عمدن أيضًا إلى اختيار تجارب بديلة ومختلفة عمّا قدمنه سابقًا، الممثلة لينا هايدي "سيرسي لانستر"، ومايسي وليامز "أريا ستارك"، وصوفي تيرنر "سانسا ستارك"، حيث توجهن ثلاثتهن إلى جانب أعمال سينمائية لم تعرض بعد، نحو الأغاني المصورة. أغنية YOU MEAN THE WORLD FOR ME للمغنية فرايا رايدينج، أطلقت مطلع شهر مارس/ آذار الحالي، جمعت كلا من هايدي كمخرجة للفيديو كليب ووليامز كممثلة في عمل واحد. بينما ظهرت تيرنر في أغنية SUCKER لفرقة البوب روك "جوناس براذرز"، بجوار زوجها جو جوناس، أحد أعضاء الفرقة.

شخصيات كبيرة في عالم السينما استطاعت التحكم في التوليفة الأدائية ما بين عرض وآخر، تختلف فيه أوجه التناغم والتضاد في الغاية التمثيلية، وذلك من خلال الحفاظ على علاقة الممثل بالمتلقي التي تعود إلى اجتماع عناصر عديدة، أهمها قدرة الممثل على خلق اندماج بصري وسمعي وحركي يتواءم مع وظيفة العرض السينمائي أو التلفزيوني ويتحكم بالمسافة الواقعة بين الممثل والمتفرج المنوطة بجاذبية النوع ورفع درجة التمازج بينهما.

دلالات

المساهمون