هذا الصبي بنى مفاعلاً نووياً في فناء منزله

هذا الصبي بنى مفاعلاً نووياً بعمر 17عاماً في فناء منزله

27 فبراير 2019
بدأ بتنفيذ مخططه بسرية تامة في الفناء الخلفي (فيسبوك)
+ الخط -

لم يكن الأميركي ديفيد هان المعروف باسم "الكشاف النووي" أو "الفتى المشع"، صبيًا عاديًا يومًا، إذ كان مهووسًا بتجارب الكيمياء مذ كان تلميذًا في الـ 10 من عمره، إلا أنه حظي بشهرة كبيرة عندما بلغ الـ 17 عامًا، بعد أن أوقفته الشرطة وعثرت بحوزته على مواد إشعاعية، ثم اكتشفت أنه بنى مفاعلًا نوويًا في فناء منزله.

 


تفجير غرفة نومه نقطة البداية:

ولد هان في ميشيغن بالولايات المتحدة الأميركية، في 30 أكتوبر/ تشرين الأول عام 1976، وبدأ شغفه بالكيمياء عندما أهداه جده كتابًا في هذا التخصص، وبدلًا من قضاء الوقت مع أصدقائه، أخذ يجري تجارب كيميائية للهواة، ثم قرر البدء بجمع عينات من كل عنصر من الجدول الدوري، بما فيها العناصر المشعة، وفقًا لموقع "أنبليفل فاكتس".

وأنشأ هان مختبرًا كيميائيًا لتجاربه في منزل والده عندما كان عمره 14 عامًا، حيث نجح بتصنيع النيتروغلسرين (مادة متفجرة تعد الأساس في تصنيع الديناميت)، إلا أن الانفجارات التي أحدثها والتي دمرت غرفة نومه مرة، وأفقدته الوعي في مرة أخرى، دفعت والده إلى منعه من تطبيق التجارب في المنزل، فنقل مختبره لمنزل أمه.

 


خداع الوكالات النووية بانتحال صفة بروفيسور:

بدأ هان الذي كان عضوًا في الكشافة الأميركية، بالتطلع لبناء مفاعل نووي عندما كان في الـ 15 من عمره، وكان عليه أن يكتسب المعرفة التقنية الكافية عن الموضوع، لذلك كتب رسائل لعدة وكالات نووية رسمية، من بينها وزارة الطاقة، الجمعية الذرية الأميركية، المنتدى الصناعي الذري ومعهد إديسون للكهرباء، منتحلًا هوية أستاذ فيزياء أطلق عليه اسم "البروفيسور هان"، ليتلقى كل المعلومات التي تلزمه لصناعة مفاعل نووي.

ونجح هان بخداع هذه الوكالات، لدرجة أنه شارك في مناقشة علمية عن النظائر المشعة عبر البريد، وكان في ذلك الوقت يمضي عطلاته في منزل والدته، في بلدة على بعد 25 ميلًا من ديترويت بولاية ميشيغن، وبدأ بتنفيذ مخططه بسرية تامة في الفناء الخلفي، ما إن حصل على شهادة جدارة في مجال الطاقة الذرية، وكان يهدف لبناء مفاعل نووي يمكنه تحويل عنصري الثوريوم واليورانيوم إلى نظائر قابلة للانشطار.

 



جمع العناصر المشعة من الأدوات المنزلية:

وبدأ ديفيد البحث عن المواد المشعة اللازمة، ما إن انتهى من جمع المعلومات التقنية اللازمة، وتمكن من استخراج النظائر المشعة من أدوات منزلية مختلفة، حيث حصل على كمية جيدة من الراديوم من ساعة كلاسيكية، وعلى التريتيوم من البنادق، وعلى الأمريسيوم من كاشفات الدخان، وعلى الثوريوم من فوانيس التخييم، وبعد عدة تجارب فاشلة، نجح أخيرًا في صناعة مفاعل نووي صغير، يطلق إشعاعات تزيد 1000 مرة عن الإشعاع الطبيعي، إلا أنه لم يصل للكتلة الحرجة (أقل كتلة من اليورانيوم-235 التي يمكن أن يحدث فيها التفاعل المتسلسل من دون توقف).

 




تعريض حيه للإشعاع:

وبدأ هان لاحقًا يشعر أن هذا المستوى الإشعاعي قد يعرضه هو والآخرين للخطر، وعندما فشل في التحكم بالمفاعل، وبدأ الإشعاع يصل لمسافة خمسة منازل من فناء أمه، قرر تفكيك مشروعه، وترك الراديوم والأمريسيوم في السقيفة، وبينما كان يضع بقية المعدات في صندوق سيارته، وصلت الشرطة بسبب شكوى من الجيران وفتشت السيارة، إلا أن الضباط أصيبوا بالهلع عندما حذرهم الصبي أن بداخلها مواد مشعة، فسحبوها إلى المخفر، حيث تأكدوا من حقيقتها بالفعل.

وبدأت الوكالات الحكومية في ذلك الوقت، خطة استجابة فدرالية للطوارئ الإشعاعية، حيث توجه عناصر من مكتب التحقيقات الفدرالي والمجلس النرويجي للاجئين إلى منزل أم هان، وفككوا المعدات والعناصر المشعة وألقوا بقاياها في صحراء Salt Lake العظمى، كما نظفوا المنطقة من الإشعاع بشكل فائق، مما أدخل هان في حالة اكتئاب طويلة، وهو يرى سنوات طويلة من العمل الشاق تذوي أمام عينيه.

 



وفاته بعد إطفاء شغفه بالطاقة الذرية:

انضم هان بعد تخرجه من الثانوية إلى البحرية، حيث كان يأمل بمواصلة مهنة التخصص النووي، إلا أنه منع من العمل في مفاعلات السفن وأوكلت إليه مهام متواضعة، حتى تفرغ بشرف لأسباب طبية بعد بضعة سنوات، وسجن عام 2007 لمدة 3 أشهر، بتهمة محاولة بناء مفاعل نووي من جديد، وتوفي عام 2016 عن عمر يناهز 39 عامًا، نتيجة التسمم بجرعة مشتركة من الكحول والمهدئات.

 

المساهمون