حاتم علي: "أهو ده اللي صار"

حاتم علي: "أهو ده اللي صار"

23 فبراير 2019
المخرج السوري حاتم علي (Getty)
+ الخط -
وصل مسلسل "أهو ده اللي صار" إلى شاشات العرض، بعد تأجيل متعمد من شبكة ON المصرية، قبل ساعات من انطلاق موسم رمضان الفائت. قرار مالك الشبكة تامر مرسي، ضرب بعرض الحائط حينها، بيع العمل لشبكة OSN المشفرة. فغادر المسلسل الموسم، وعاد لينافس في ما بات يعرف بموسم منتصف العام، مع انطلاق عروض حصرية لمسلسلات مصرية جديدة على القنوات الكبرى. في حين نالت شبكة MBC حقوق عرض العمل عربياً، ولا سيما على قناتها الوليدة "MBC العراق".

محمد مشيش، منتج المسلسل، الذي ألّفه عبد الرحيم كمال، بعد بروز اسمه في العقد الأخير مع سلسلة من التعاونات مع النجم يحيى الفخراني، منح مقعد البطولة في المسلسل الجديد للنجمين الشابّين روبي وأحمد داوود، بمشاركة كلّ من سوسن بدر وأروى جودة ومحمد فرج. وبذلك حمل المسلسل الذي تجري أحداثه بين الصعيد وقصر مهجور في مدينة الإسكندرية، قصة تاريخية لخطوط صادمة، أولها رواية الحكاية الدرامية على مدى مائة عام تختصر أحداثها في ثلاثين حلقة وعبر مراحل زمنية متعددة، ثانيها أداء كلّ من روبي وأحمد داوود شخصيتين في العمل عبر مستويين زمنيين، وقصة حب متنقلة بين أجيال متعددة. ما يشدّ الجمهور للمتابعة ومقاربة مفاهيم الحب بين مائة عام واليوم، وكيف تغيرت نظرة المجتمع للعلاقات، وكيف تلاشت الفروق بين الطبقات أمام المصالح الاقتصادية. هذا ما ينعكس في ثنائية الحب بين عامي 1918 و2018، ويعيد تقديمه المخرج السوري حاتم علي، في عمل درامي ضخم بعد تجارب مصرية متعددة في نطاق الـformat.

ويظهر انكفاء إلى السوق المصرية، بعد تصدّر أسماء سورية أكثر شباباً لإخراج أعمال خليجية، لذلك، يجد مخرج "الملك فاروق" صيغة وسطية بين بناء الرؤية الإخراجية ومتطلبات السوق. فهذا ليس زمن الأعمال الكبرى، ونمط المشاهدة لثلاثين حلقة تغير وخاصّة بعد تقصير طول الحلقة الواحدة إلى ثلاثين دقيقة. ولمّا وصف الجمهور تجربته الإخراجية في "أوركيديا" بالأضعف في سلسلة ما قدّم علي من مسلسلات تاريخية، يحاول حاتم علي عبر "أهو ده اللي صار" إعادة التموضع رغم الصعوبات الإنتاجية التي واجهها المسلسل من حشر أيام التصوير في فترة قصيرة، والانطلاق قبيل رمضان بأسابيع بوحدتي تصوير متزامنتين، وسفر علي المتكرر لإنجاز أوراق الإقامة في كندا. ذلك كله انسحب في التأثير على البناء الكامل للعمل، فبدا التفوق واضحاً لأداء الشخصيات، وللإسقاطات التاريخية المرسومة في النص بقلم عبد الرحيم كمال، ما دفع بلمسة الإخراج للصفوف الخلفية، وإن ظهرت في التباين بين الزمنين، وبعض اللقطات الذكية ليس إلّا.



هل تغرّب حاتم علي عن بيئة عمله وفريقه الذي شاركه نجاح أعماله عربياً؟ حديث كثر في السنوات الأخيرة حول هذا الموضوع، ما يثبت فرضية تكامل فريق العمل، وسلب الدراما العربية بأنماطها "المشتركة واللبنانية والخليجية والمصرية" البساط من تحت الدراما السورية، في استقطاب الأسماء الكبرى نصاً وتمثيلاً وإخراجاً. ما وأد بشكل تدريجي روح الفريق السوري في التنفيذ والإخراج. فيغدو "أهو ده اللي صار" مسلسلاً جمع الكبار، وترك المجال للجمهور للحكم على هذا العمل خارج عاصفة "الراتينغ" الرمضاني.

المساهمون