جدل في المغرب حول ملصقات الأفلام

جدل في المغرب حول ملصقات الأفلام... الأولوية للجمال أم إثارة الانتباه؟

05 ديسمبر 2019
أثار ملصق "براكاج بالمغربية" الجدل أيضاً (فيسبوك)
+ الخط -
تثير ملصقات الأفلام المغربية الجدل، سواء بين أوساط المتخصصين، أو على مواقع التواصل الاجتماعي. ويرى معسكر أنها لا ترقى إلى مستوى تطلعات الجمهور وتعاني نقصاً من النواحي الجمالية، بينما يرى معسكر آخر أنها تحقق النتيجة المرجوة من حيث إثارة الانتباه والتواؤم مع الجمهور

قبل فترة، شنّ مصممون مغاربة حملة على ملصقات الأفلام المغربية، متهمين إياها بالرداءة، وقرّروا إنتاج ملصقات بديلة كطريقة للاحتجاج.


وانطلقت الحملة من داخل behance morocco، وهي مجموعة مغلقة في "فيسبوك" تضم عدداً من أبرز الأسماء في عالم التصميم والفنون البصرية في المغرب. 

وجاءت الحملة في شكل تحدٍّ بعنوان #moroccan_posters، يتلخص في تصميم ملصق بديل لتلك الموجودة مسبقاً في السوق. 


المعارضون: "تدني المستوى لا يعود إلى نقص الإمكانات"

قال إعلان التحدي إنّ هدفه هو الضغط على المسؤولين عن الأعمال المرئية في المغرب لإعطاء قيمة للطريقة التي يقومون بها بتسويق الأفلام، إلى جانب الأحداث والمعارض والفاعليات.

أيوب صواب، مصمم ومدير فني وأحد مسيري المجموعة، وهو من كان وراء الحملة، يقول لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إنّ ما دفعه إلى إطلاق التحدي، "تدني مستوى" الملصقات

ويوضح أيوب أنّ "المحفز على الفكرة كان بطبيعة الحال هو المستوى المتدنّي للملصقات الذي ما زلنا نراه في أفلام جديدة بشكل يدعو للحسرة".


وتابع: "نحن نعرف أنّ هناك شباباً لديهم رؤية جميلة وطريقة عمل محترفة، من ناحية الغرافيك أو التعديل، لكنهم لا يحصلون على فرصتهم لإنجاز هذه الملصقات". 

وأضاف: "جاءت الفكرة حتى نبيّن على الأقل أنّ مستوى الملصقات لا يعود إلى قلة الإمكانات، بل إلى من بيدهم قرار اختيار المصمم الجيد". 

وبدا صواب سعيداً بتفاعل المشاركين، إذ "كان التفاعل كبيراً جداً، وحتى الناس الذين ليس لهم علاقة بالميدان تفاعلوا بشكل جميل، لدرجة أن أكثر من مخرج تواصل معنا".


(أيوب صواب)


المؤيدون: "الملصق الجميل قد لا يبيع" 

من الذين تواصلوا مع أيوب، أحمد الطاهري الإدريسي، مخرج الفيلم الكوميدي "براكاج بالمغربية"، وهو أحد الأفلام التي طاولت الانتقادات ملصقها. لا يشاطر الإدريسي رأي المشاركين في الحملة، وقال في تصريحات، لـ"العربي الجديد"، إنّه تواصل مع المعترضين من أجل "مفاهيمهم المغلوطة"، بحسب قوله. 

ويقول المخرج: "لقد عملت لسبع عشرة سنة في مجال الإعلانات، وتواصلت مع الشباب ولديهم مفاهيم مغلوطة، صحيح أنّ الملصق عمل إبداعي، لكن الإبداع ليس هو الأهم، بل هو وسيلة بيع في نهاية المطاف". 

ويوضح قائلاً إن "الاختيارات ذاتية، وتركيب الصور والعناصر اختيارات، ليس هناك ملصق رديء وآخر غير رديء، بل هناك ملصق يبيع ويجذب انتباه المشاهد ويتضمن العناصر الأساسية للفيلم، والملصق الجميل قد لا يبيع أحياناً"، كما يقول.

ولا يعتبر الإدريسي أنّ ملصقات الأفلام المغربية "رديئة"، ويوضح بالقول: "بجولة صغيرة في الملصقات الأميركية والفرنسية والأوروبية والمصرية سنلاحظ أنّ الملصقات، إذا نظرت إليها من منظور ذاتي إبداعي محض، لن يعجبك أيٌّ منها. أنا مثلاً لم يعجبني ملصق (تيرميناتور) و(ذا أذرز)، مسألة الملصق مسألة يصعب أن تكون موضوعية دائماً".


الخبراء: هذه هي المعايير لملصق فيلم مثالي

مع ظهور هذا الخلاف يطفو إلى سطح النقاش سؤال عن المعايير التي يمكن على أساسها تقييم ملصق فيلم لوصفه بالجيد أو لا. 

مسؤول قسم الإبداع في موقع "العربي الجديد" هشام حدانة، يرى أنّ "الملصق المثالي لأي فيلم سينمائي، يجب أن يكون وسيلة لجذب الجمهور الذي يرغب في استقطابه، لأنها الواجهة الأمامية والأولى. كذلك يجب أن يراعى في التصميم ثلاث قواعد هامة".

ويوضح أنّ أولى هذه القواعد وأهمها "تكمن في أن يكون للملصق تأثير بصري كبير وفعّال، ما يتيح لك الوصول إلى جمهورك وتحفيز فضوله".

"القاعدة الثانية"، يشرح حدانة، هي "أن تغلب على التصميم ألوان فئة الجمهور المستقطب، بحسب إذا ما كان التصميم موجهاً إلى فئة الأطفال أو فئة الشباب أو البالغين، بالإضافة إلى إبراز العنوان بخط جذاب ومفهوم شكلاً وغير تقليدي".

ويضيف أنّ "القاعدة الثالثة تعتمد على وضوح فكرة الملصق من النظرة الأولى، بحيث تلخص تقريباً نوعية الدراما المعالجة للفيلم، والابتعاد عن حشو الملصق بعناصر عديدة قد تؤثر سلباً في التأثير المنشود".

دلالات

المساهمون