جامعة فلسطينية توقف عرضاً فنياً لأنه "يخالف العادات والتقاليد"

جامعة فلسطينية توقف عرضاً عن العنف ضد المرأة لأنه "يخالف العادات والتقاليد"

11 ديسمبر 2019
عشتار معلم (فيسبوك)
+ الخط -
أوقفت جامعة النجاح الوطنية في نابلس، شمال الضفة الغربية، عرضاً فنياً، أمس الثلاثاء، قدمته الفنانة عشتار معلم ضمن فعاليات اختتام حملة مناهضة العنف ضد المرأة، بحجة أن العرض يخالف "العادات والتقاليد" ولا يناسب سياسة الجامعة. وفي العرض تخلع معلم جزءاً من ملابسها، وهو على ما يبدو ما استفزّ إدارة الجامعة.

وكتبت الفنانة عشتار معلم، على صفحتها على "فيسبوك": "إن مسرح الجامعة كان يعج بالحضور، الذي كان متشوقاً لحضور عمل فني تذهب فيه امرأة فلسطينية على المسرح، تملك جسدها وصوتها...".

وأشارت عشتار إلى أن التيار الكهربائي قطع مرتين خلال العرض، الذي كان يعتمد على الإضاءة، وأن شخصاً من المنظمين "طلب مني التوقف، لكنني واصلت، لأن الطلاب يستحقون العرض وكانوا يطلبون ذلك مع تصفيقهم الهائل والصراخ".

وأضافت: "تمكنت من مواصلة مشهد واحد آخر عندما سمعت من غرفة التحكم والدي يصرخ، (الجامعة توقف العرض)، ثم يأتي عميد كلية الفنون على المسرح ليقول (العرض غير مناسب لعقلية الجامعة!)، الاعتذار الحقيقي الوحيد هو لإعادة العرض مرة أخرى في جامعة النجاح".

من جهته، قال عميد كلية الفنون الجميلة في جامعة النجاح، غاوي غاوي، لـ"العربي الجديد": "إن إدارة الجامعة تدعم الحريات وكافة أشكال الفن الذي من شأنه أن يناصر المرأة ويواجه العنف الذي تتعرض له، لكن ذلك أبداً لن يكون على حساب الأعراف والتقاليد السائدة في الجامعة وفي المجتمع المحيط بها، حيث أنني وبناء على تنسيق مع إدارة الجامعة وبعد وصول ملاحظات على العرض الفني، توجهت بصفتي الإدارية إلى مخرج العمل في غرفة التحكم، وطلبت منه تقليص العرض، لكنه رفض رفضاً قاطعاً، وطلب مني الخروج من المكان".

ولفت غاوي إلى أن العرض تم حتى آخر دقيقة فيه، وبعدها صعدت إلى المسرح، وقلت: "إن الجامعة تفتح ذراعيها لكافة مؤسسات المجتمع المحلي، وهي تشجع الفن والإبداع، لكن لديها محددات لا يمكن القبول بدونها".

وحول طبيعة الاعتراض على العرض، قال غاوي: "إن الفنانة خلعت جزءاً من ملابسها أمام الطلبة والحضور، وهذا أمر غير مرحب به. أنا شخصيا لدي ثلاث بنات، ما يرتدينه من ملابس في مدينة الناصرة في الداخل الفلسطيني المحتل عام 1948 يختلف عنه في مدينة نابلس مثلاً، فعلينا مراعاة الذوق العام وتقاليد المجتمع الذي نحن فيه".

وأوضح غاوي أن الجهات الرسمية في الجامعة لم تكن على ما يبدو مطلعة على تفاصيل العرض الفني كاملاً، رغم أنها اشترطت على الفنانة الالتزام بالزي المناسب.

وعلمت "العربي الجديد" أن عناصر أمن الجامعة صادورا ملصقاً خاصاً بالعمل الفني، تظهر فيه صورة لمقدمة العرض مكشوفة الظهر.

ولاقى الحدث تفاعلاً على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث كتبت صفاء عبد الرحمن "الجامعة أوقفت العرض، حيث تم زج تاريخ الجامعة الوطني وتخريج المناضلين في تبرير العنف الذي مورس في منع العرض كما كان مخططا له".

وخاطبت عبد الرحمن عميد كلية الفنون بقولها: "جسد عشتار النحيل والقوي والمعبر والمحترم فضح ذهنيتكم الذكورية المتسلطة، والتي تستخدم سلطتها وموقعها في الرقابة على عقول الطلبة".

كما علق الكاتب غسان زقطان بقوله: "وقف عرض مسرحي لـ(عشتار معلم) في جامعة النجاح، والتبرير البائس للمشرف في الجامعة الذي اقترح (اختصار) العرض، ما يعكس جهلا محزنا بقيمة أي عمل فني، إهانة جديدة في سلسلة إهانات طويلة من هذه المؤسسة وغيرها للمنجز الثقافي الفلسطيني بتنويعاته، وتعبير عن البؤس الثقافي الذي ترتع فيه مؤسساتنا، وهو ما يتطلب تدخلا من وزارتي التعليم والثقافة وموقفا من المؤسسات الثقافية. من المحزن حقا أن يتحول الجهل إلى وصاية".

دلالات

المساهمون