متظاهرون يحوّلون نفق التحرير في بغداد إلى معرض فني

متظاهرون يحوّلون نفق التحرير في بغداد إلى معرض فني

بغداد

كرم سعدي

avata
كرم سعدي
06 نوفمبر 2019
+ الخط -
حوّل فنانون وهواة شباب، يشاركون في التظاهرات العراقية، نفق التحرير الذي يمر من تحت ساحة التحرير وسط بغداد إلى معرض للرسم الحر، إذ رسموا لوحات فنية على الجدران.
وعبّرت أغلب الرسومات عن رفض الطائفية والمحاصصة والفساد، والتي اختصِرَت كلها ضمن شعار التظاهرات الرئيسي "نريد وطناً".

ووثقت اللوحات التي تميزت بألوانها الزاهية والتفاؤل بمستقبلٍ جديد للعراقيين، صوراً وأحداثاً وقعت خلال التظاهرات، تشمل ضحايا سقطوا بنيران قوّات الأمن في بغداد، وجنوبي العراق.

 

ويشارك في عمليات الرسم، أو ما تسميه، الشابة هالة أحمد، بـ"نثر الفن"، فتيان وفتيات من بغداد جمعتهم، كما يقولون، ساحة التحرير وقضية الوطن. وتضيف هالة: "منذ 16 عاماً، وهذه الجدران خربة. لا أدري أين تذهب مليارات النفط. الآن هذه الجدران صارَت أجمل للعين والنفس".

 

 
وخلَّدت أبرز الرسومات شخصيَّة صفاء السراي، الذي كان يطلق عليه لقب "ابن ثنوة"، نسبةً لأمه ثنوة التي توفّيت بمرض السرطان. وكان صفاء أحد أبرز الناشطين في الحركات الاحتجاجيّة في العراق منذ عام 2011.  

وتعرَّض السراي لإصابة بقنبلة غاز مسيلة للدموع في أكتوبر/ تشرين الأوّل الماضي، وتوفي على أثرها. ونفّذ المتظاهرون وصيته، بأن يتم تشييعه من ساحة التحرير في بغداد، حيث مكان المظاهرات الذي يعشقه.

وفي السياق ذاته، أضافت الناشطة رويدا إسماعيل لـ"العربي الجديد"، أنَّ "الرسامين أتاحوا لنا فرصة أخرى تدفعنا للاستمتاع بالاحتجاجات التي نشارك فيها. لقد جعلوا من هذا المكان معرضاً جميلاً، يحكي قصة ثورتنا التي سطرناها بالدم والحب والتكاتف الفريد".

كثيرون يقصدون نفق التحرير في بغداد، الآن، لمشاهدة جدار هذا النفق الذي صار مزيّناً بألوانٍ ورسومات تجسد احتجاجاتهم، وتخلّد رموزها التي لا بد أن تكون حاضرة، بحسب أيسر حكمت، التي تقول إنها شاركت برسم بعض اللوحات.

وأضافت أيسر في حديثها لـ"العربي الجديد": "أنا لست رسامة، لكني كنت أقوم بتعبئة التخطيطات بالألوان، بحسب ما يوجّهني من يرسمها". وتابعت: "أردت أن أكون حاضرةً في هذا المكان. أن تكون لي بصمة أحكيها لأبنائي حين أتزوج وأنشئ أسرة. لذلك وثقت مشاركتي في رسم اللوحات بالصور ومقاطع الفيديو، مثلما وثقت مشاركتي في تنظيف الشوارع، وإعداد الطعام، وتقديم المساعدات المختلفة للمتظاهرين".

 

ولا تقتصر الرسوم والشعارات على جدران نفق التحرير على المطالب السياسيَّة فقط، بل إنّ الغزل حاضر بقوة. يقول أمجد ضاري: "هو غزلٌ ثوري يعبر عن قصة عشق الوطن الذي جسده العراقيون بنسائه ورجاله".

ويأمل المتابعون، أن تلد الاحتجاجات العراقيَّة أسلوباً جديداً للفن، لم يشهده البلد من قبل.

 

المساهمون