مسلسل "ممالك النار" على MBC يشعل النار قبل عرضه

مسلسل "ممالك النار" يشعل النار قبل عرضه: فتّش عن الأجندات الإماراتية

05 نوفمبر 2019
"ممالك النار" يتناول سقوط المماليك على يد العثمانيين (تويتر)
+ الخط -
ما إن أعلنت مجموعة "إم بي سي" السعودية، أمس الإثنين، عن عرض مسلسل "ممالك النار" بدءاً من 17 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، حتى بدأت الخلافات تتصاعد، حول مضمون المسلسل الذي يتناول الحقبة الأخيرة من دولة المماليك ، وسقوطها على يد العثمانيين في بدايات القرن السادس عشر.

ويأتي المسلسل في وقت تحاول السعودية ومعها الإمارات استخدام "القوة الناعمة" وتحديداً الفنّ والدراما، لشنّ هجوم سياسي على خصومها، لا سيما تركيا، تماماً كما فعلت في وقت سابق في التعامل مع الأزمة الخليجية وحصار قطر.

إذ اختارت MBC، قبل أكثر من عام، وقف عرض المسلسلات التركية، في إطار الضغط الاقتصادي على تركيا، ووقف "نشر الثقافة التركية في البيوت العربية". لكن هذه السياسة سرعان ما فشلت وعادت القناة لعرض الأعمال الدرامية التركية. وها هي اليوم تختار كتابة التاريخ من خلال مسلسل "ممالك النار" بما يناسب ويخدم سياساتها الحالية تجاه الدولة التركية.

وتشير مصادر إعلامية إلى أنّ العمل من إخراج البريطاني بيتر ويبر، وتم تصويره في تونس بشكل كامل، وهو من إنتاج شركة "جينو ميديا".

وتشارك بالعمل نخبة من الممثلين العرب، منهم سوريون مثل محمود نصر وكندة حنا ورشيد عساف ومنى واصف وعبد المنعم عمايري وديمة قندلفت.

وقد انفجر الجدل حول "ممالك النار" على مواقع التواصل الاجتماعي بين القطري فيصل بن جاسم آل ثاني، والكاتب والمنتج التلفزيوني الإماراتي ياسر حارب، حين غرّد الأخير: "فخور بالإعلان عن مسلسل ممالك النار الذي نأمل في جينوميديا أن نبدأ به مرحلة جديدة في الدراما العربية. وفخور أيضاً أن يبدأ عرضه على شبكة إم بي سي. السلطان المملوكي طومان باي في القاهرة، في مواجهة المحتل العثماني سليم الأول".

وردّ المغرد القطري بالقول: "الأخ يقول المحتل العثماني، الجهل مصيبة، خصوصاً إذا رافقه حقد يا عزيز طومان باي، والمماليك أتراك، كما أن العثمانيين أيضاً أتراك، يعني صراع بين الأتراك بعضهم ببعض، فإن اعتبرت الحكم العثماني احتلالا فيلزمك أن تقول الحكم المملوكي احتلال. يقول الشاعر لكل داء دواء يستطب به إلا الحماقة أعيت من يداويها".

 
ويوضح الممثل التركي بولانت ديمير، لـ"العربي الجديد"، أنّ مسلسل "ممالك النار" يشمل "تزييفاً للحقائق التاريخية، ولا يمكن فصله عن الخلاف الإماراتي والسعودي مع تركيا، ويمكن الحكم عليه بعد أن نراه، لكنه وفق ما قرأناه، عمل فني ضخم بمضمون سياسي ورد على الحقبة العثمانية".

ويوافق المترجم للدراما التركية للعربية شوكت أقوي، بالقول: "بالنسبة للإرث العثماني، تحاول بعض دول الخليج تجييره على نحو معاد للعرب. رغم أنّ الدولة العثمانية خلافة إسلامية قبل أن تكون تركية". ويضيف أقصوي: "أرى هذا العمل يحاكي الأعمال التركية التاريخية الضخمة، ولكن على نحو معاكس. والأرجح أن يعتمد تزييف التاريخ والحقائق".

مقابل ذلك، يقول أقصوي إنّ "شركات الإنتاج الدرامية التاريخية في تركيا، تعتمد على معطيات موضوعية وتاريخية دقيقة، وثمة موثقون ومختصو تاريخ يشرفون ويتابعون النصوص قبل إنتاجها.. بمجمل الأحوال دعونا نرى العمل لنحكم عليه".

ويتناول "ممالك النار" الحقبة الأخيرة من دولة المماليك في مصر قبل سقوطها على يد الدولة العثمانية (1512- 1521) والتحولات الكبرى في المنطقة، بعد هزيمة الدولة الصفوية في إيران على يد السلطان سليم الأول.

وكان من المفترض أن يبث العمل حصرياً عبر شبكة Netflix، قبل أن تعلن شبكة MBC السعودية عن بث المسلسل عبر قناتها الأولى.

يُذكر أنّ وزير خارجية الإمارات العربية المتحدة عبد الله بن زايد، قد أعاد في وقت سابق، نشر تغريدة، تتهم الباشا العثماني عمر فخر الدين بارتكاب جريمة ضد سكان المدينة المنورة، وسرقة أموالهم ونقلها إلى الشام وإسطنبول.

وأثارت التغريدة جدلاً واسعاً وتوتراً دبلوماسياً بين تركيا والإمارات، حتى أنّ الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، رد على الوزير الإماراتي قائلاً: "أيها البائس، يا من تفتري علينا، أين كان جدّك عندما كان فخر الدين باشا يحمي المدينة المنورة؟".

دلالات

المساهمون