نضال الأسمر: فلسطيني يحوّل ثمار الزيتون إلى لوحات فنية

نضال الأسمر: فلسطيني يحوّل ثمار الزيتون إلى لوحات فنية

نابلس

سامر خويرة

سامر خويرة
19 نوفمبر 2019
+ الخط -
لم يتوقع الشاب الفلسطيني، نضال الأسمر، من قرية روجيب شرق نابلس شمالي الضفة الغربية، أنَّ هوايته التي اعتاد عليها منذ سبعة أعوام في كل موسم زيتون، وذلك بصنع لوحات فنية بسيطة من ثمار الزيتون، ستحظى باهتمام واسع عبر منصات التواصل الاجتماعي الفلسطينية، وحتى العربية.

نضال الذي يعمل في مهنة تركيب البلاط، يشارك عائلته كل سنة، موسم قطف ثمار الزيتون. وكان في كل ليلة من ليالي الموسم، يعود بعدد من ثمار الزيتون إلى البيت، ويمضي وقتاً في تحويلها إلى ما يشبه الشخصيات في أوضاع مختلفة، ليشكل منها لوحات تحمل دلالات معينة، ذات علاقة بهذا الموسم الزراعي السنوي في الأراضي الفلسطينية. ومنذ صغره يهوى نضال الرسم. لكن منذ عدة سنوات، وخلال جلسات استراحته أثناء قطف ثمار الزيتون، كان نضال يجمع بعض الحبات التي تتساقط على الأرض، ويبدأ برسم بعض الأشكال عليها، وتحديداً الوجوه، بتعبيرات منوعة. وبالفعل، فقد لفت نظره قربها من الواقع، وقدرتها على محاكاته، كما يوضح نضال في حديث لـ"العربي الجديد".

منذ نحو سبع سنوات، ومع كل موسم للزيتون، يقوم نضال بإدخال بعض التطويرات على محاولاته، ويضيف لها شيئاً جديداً، وينشرها على صفحته على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، ليلقى إعجاباً من الناس بما صنعته يداه، ودعوات من الأصدقاء لمواصلة وتطوير هذه الهواية النادرة، وفعلياً قلائل هم من يصنعون أعمالاً فنياً من ثمار الطبيعة بشكل عام. أما نضال، فإنه يشدد على أن "شجرة الزيتون مباركة، وهي مصدر إلهام للفلسطيني، ومنها استوحيت فكرتي، وأتمنى أن أجد طريقة أحافظ بها على تلك اللوحات. فثمار الزيتون تتلف سريعاً، وسأفكر جدياً، وأبحث عن طريقة لمعالجة ذلك، وتجاوز هذا العائق".

وبعد أن أنهى نضال تلك الأشكال، التقط لها صوراً بهاتفه المحمول، فلم تكن واضحة، نظراً لصغر حجم ثمار الزيتون من جهة، وضعف ميّزات الكاميرا في هاتفه من جهة أخرى. لكنَّ التغير الكبير الذي حصل على تجربة نضال في هذه الهواية، حصل عندما اشترى كاميرا تصوير احترافية، إذ تمكّن من أخذ صورٍ بدقّة عالية، تظهر أكثر التفاصيل التي يعملها عليها.





ويكمل نضال لـ"العربي الجديد": "الكاميرا أظهرت التفاصيل الصغيرة بشكلٍ أوضح، واستطعت أن أصوّر أكثر من عشرة حبات زيتون بدقة بالغة. لكن التحدي الذي واجهني، هو كيف يمكن تثبيت ثمرة الزيتون على الأرض، أو على الطاولة مثلاً، حتى أتمكن من التقاط صورة لها، فالحبّات معظمها، كروية أو بيضاوية، فكان لا بد من تثبيتها بأغصان خشبية صغيرة، وهذا ما كان يستغرق وقتاً أطول، حتى أجد عوداً صغيراً يصلح أن يكون يداً مثلاً".
صنع نضال لوحة من مجموعة من ثمار الزيتون، رصفها إلى جانب بعضها بعضاً، كي تحاكي رحلةَ عائلة، وهي في طريقها لقطف الزيتون. ووضع ثمرة صغيرةً فوق ثمرة كبيرةٍ، وكأنها "أبٌ يحمل طفله على كتفيه". كما صنع لوحة من ثمرتين، إحداهما زيتونة سوداء، تمسِك بيد الزيتونة الأخرى الخضراء، وحبة ثالثة ترفع يديها للأعلى، إذ تبدي حماسة وفرحاً بالموسم. المشهد المؤلم الذي حاول نضال رسمه بحبّات الزيتون، تمثّل بعدّة حبات، وكل حبة عليها ملامح مختلفة تحيط بحبة قد داستها قدم أحدهم، إذ يشرح قائلاً: "هذه اللوحة تنتقد جرائم القتل مثلاً، أو لحوادث السير التي نفقد بسببها الأحباء". وفي كواليس التصوير، كما يبدو من فيديو قصير صوّره نضال، فإن الأمر يحتاج إلى دقة في صف حبات الزيتون، لتُشكل لوحة فنية، وإعادة اللقطات مرات كثيرة، حتى تتكوّن الصورة الأفضل.



وعن ردات الفعل، يقول نضال: "لقد كانت ردات الفعل مشجعة، إذ إنّ معظم الناس شجّعوني على تطوير عملي. لكنني أؤكد مجدداً، أن الأمر كله ليس إلا تسلية". ويوضح نضال أن هذه الأعمال الفنية "كنت أقوم بها ليلاً، بعد عودتي من العمل في الحقل".

دلالات

ذات صلة

الصورة

سياسة

وثق المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إفادات وصفها بالصادمة عن سلسلة جرائم مروعة وفظائع ارتكبها جيش الاحتلال خلال عمليته المستمرة في مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
الصورة
إطلاق نار (إكس)

سياسة

شددت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، صباح اليوم الجمعة، إجراءاتها العسكرية في بلدات عدّة غربي رام الله، وسط الضفة الغربية، بعد عملية إطلاق نار قرب طريق استيطاني.
الصورة

سياسة

أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الخميس، بأن بريطانيا اشترطت على إسرائيل السماح بزيارة دبلوماسيين أو ممثلين عن منظمة الصليب الأحمر عناصر النخبة من حماس المعتقلين.
الصورة

مجتمع

يضطر سكان شمال قطاع غزة إلى الانتظار لساعات طويلة للحصول على مساعدات إنسانية، جراء اشتداد الجوع بفعل الحصار الإسرائيلي المستمر منذ أشهر...

المساهمون